يحتفل الألمان بشكل سنوي، وبالضبط في يوم 27 حزيران، بذكرى النائمون السبعة، وذلك لتخليد واحدة من بين أكثر قصص التاريخ المنتشرة منذ القرون الوسطى، التي تحكي عن "أهل الكهف" كما جاء في القرآن الكريم.
إذ إن الألمان لم يختاروا هذا اليوم لتخليد ذكرى هؤلاء الأشخاص فقط، وإنما هو هو مقياس معرفة أحوال الطقس، بقية أشهر الصيف، ففي حال كان هذا اليوم يتسم بأجواء حارة، فهذا يعني أن الصيف سيكون حاراً، والعكس صحيح.
منعوا من ممارسة شعائرهم الدينية فلجأوا إلى الكهف
يعود تاريخ النائمون السبعة إلى عهد الإمبراطور الروماني ترينوس ديكيوس "دقيانوس"، سنة 250 بعد الميلاد، عندما كان يضطهد المسيحيين، ويمنع ممارسة الشعائر الدينية، محاولاً ردهم عن ذلك.
إلا أن هناك 7 شبان قرروا الهرب بعيداً عن بطش الإمبراطور الحاكم، والبقاء على دينهم، فاختاروا التوجه إلى أحد الكهوف، بالقرب من المدينة التي يعيشون فيها، وهي مدينة أفسس اليونانية حالية، المتواجدة بالقرب من الغرب التركي.

وحسب ما نشرته الجزيرة فإن هؤلاء الشبان كانوا ممن لهم من المال والجاه الكثير، فقرروا التبرع بممتلكاتهم إلى الفقراء والمساكين، وتوجهوا إلى الكهف الذي اختاروه مسكناً لهم، وذلك يوم 27 حزيران، ليحميهم من الإمبراطور ديكيوس.
لكن بعد أن علم الإمبراطور باختفاء هؤلاء الشبان السبعة من المدينة، بسبب رفضهم التخلي عن دينهم المسيحية، واعتناق الوثنية بدلاً عنه، قرر البحث عنهم في كل مكان، إلى أن وصل إلى مكانهم في الكهف الذي اختاروه ملجأ لهم.
"أهل الكهف" الذين ناموا نحو 300 عام
أمر الإمبراطور ترينوس ديكيوس بغلق مدخل الكهف الذي يتواجد به الشباب السبعة، والذين كانوا يقضون طوال اليوم للصلاة والتعبد هناك، وذلك لكي يموتوا بداخله، عقاباً لهم على معصيتهم له.
واختلف في مدة بقائهم في الكهف إذ إن هناك بعض الروايات التي تقول إن باب الكهف بقي مغلقاً لمدة 200 سنة، لكن هناك تأكيدات بان المدة وصلت إلى 300 سنة.

المسيحية ديانة الإمبراطورية الرومانية من جديد
خرج كبير الشبان السبعة إلى السوق من أجل شراء ما يأكلونه إلا أنه تفاجأ بعد أن وصل إلى أحد الباعة، وأعطاه من النقود القديمة التي يملكها، فقال له: العملة تغيرت، وما يملكه من مال هو عبارة عن كنز.
حاول الشاب أن يشرح للبائع أن هذا المال كان يتم التعامل به قبل يوم واحد فقط، وأنه قد نام في أحد الكهوف رفقة أصدقائه، هرباً من بطش الإمبراطور الحاكم.
ليؤكد له أن هذا الزمن الذي يحكي عنه هو شيء من الماضي، ولا مكان له في حياتهم الحالية، وأن كل الأمور والأوضاع قد اختلفت عما سبق، إذ إن المسيحية أصبحت هي الدين الرسمي للإمبراطورية الرومانية.
إذ حسب المصادر التاريخية، فإن الشبان الذين كانوا في الكهيف هم: ماكسيميان، ومالخوس، ومارسيان، وجون، ودينيس، وسرابيون، وقسنطينة.

وبعد أن انتشرت قصتهم في القرى والمدن المجاورة، وصلت إلى مسامع إمبراطور القسطنطينية، الذي ذهب لرؤيتهم، فقال له أحدهم: "اسمح لنا أن نودعك بسلام وليكن الأمان في مملكتك"، وبعد ذلك غطاهم بثياب ملوكية وأمر بأن يوضعوا فى توابيت ترابية يزينها الذهب.
أهل الكهف في القرآن الكريم
وذكرت القرآن الكريم في سورة "الكهف"، قصة النائمين التي تروي عن الفتية الذين اختاروا التوجه للكهف من أجل التعبد، والتقرب من الله، بعد أن تم منعهم من طرف حاكم البلاد.
فقال الله عز وجل في كتابه الحكيم، في الآيات 9 – 11 : "أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَباً إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَداً فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَداً".

فيما جاء في الآية 25 من نفس السورة القرأنية :"وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِئَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعاً"، والتي تبين أن هؤلاء الشبان ناموا في الكهف لأكثر من 300 سنة متواصلة.