يجمع المجتمع الدولي على أن الوصاية الهاشمية والرعاية المباشرة من جلالة الملك عبدالله الثاني للمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف هي صمام الأمان الذي يحمي من انطلاق شرارة انفجارات وصراعات وحروب دينية في القدس والمنطقة، وفوضى إقليمية وعالمية قاتلة لا تبقي ولا تذر إن هي انفجرت لا سمح الله.
الرعاية الملكية والوصاية الهاشمية على المقدسات هي امتداد تاريخي لدور الهاشميين، والتزام بمضمون العهدة العمرية في حماية وحفظ المقدسات من عبث العابثين والمارقين من دعاة التطرف والإرهاب، وتحظى هذه الوصاية بإجماع فلسطيني وعربي وإسلامي ومسيحي ويهودي ودولي على مر عقود من الزمن، وهذا هو فهمنا وإيماننا في الدولة الأردنية لهذه الرعاية.
وبالرغم من كون هذه الوصاية شرف ديني مقدس أنيط بمن يستحقه من ملوك الأردن من بني هاشم من العترة النبوية الشريفة بإجماع الأمة، إلا أن له أيضا دور سياسي هام يقوم به الملك عبدالله الثاني بتفان وجهاد وباقتدار كبير، للمحافظة على السلام في مدينة السلام وحفظ التوازن والاستقرار والأمن فيها وعلى الوضع القائم منذ عقود، وعلى الحقوق الدينية للمسلمين والمسيحيين، والحقوق السياسية للشعب الفلسطيني في القدس الشرقية كعاصمة دولة فلسطين العتيدة.
وشكلت ولا زالت هذه الوصاية صمام الأمان للاستقرار الأمني والسياسي بنسبة عالية في القدس، بانتظار أن يتم التوصل لتحقيق سلام عادل وشامل بين الفلسطيينين وإسرائيل، وإقامة الدولة الفلسطينية على التراب الفلسطيني وعاصمتها القدس الشرقية.
يجدر التذكير بأن وصاية ورعاية الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، تحظى بدعم دولي واجماع عربي والفاتيكان والمنظمات اليهودية في إميركا والعالم.
كما تحظى بتأييد معلن من معسكر السلام في إسرائيل ورئيس الحكومة الاسرائيلية نتنياهو ومؤسسات الحكم فيها ليس لسواد عيون الهاشميين والفلسطينيين والعرب،بل ليقينهم بان هذه الوصاية اهم عامل يحمي استقرار عملية السلام ومن اي انفجارات وصراعات سوف يدفع ثمنها باهضا الاسرائيلون قبل غيرهم.
على جانب آخر، فأن قادة اليمين شديدي التطرف في الحكومة الإسرائيلية، وأولهم الوزير المتطرف بن غفير وعضو الكنيست عميت هالفي وغيرهما، يسعون بكل حقد وكراهية لطرح مشاريع قوانيين تهدف إلى تغيير الوضع القائم في المقدسات والسيطرة على أكثر من ٨٠٪ من مساحات المسجد الأقصى وتهويدها، وإقامة كنس يهودية في الجهة الشمالية للمسجد الأقصى، فيما بات يعرف بمشروع قانون التقاسم المكاني الذي يقدمه هالفي للكنيست، وذلك لدوافع منها العقيدة الصهيونية التلمودية شديدة التطرف واسترضاء المتشددين اليمينيين الصهاينة، لتحقيق مكاسب انتخابية و?ياسية رخيصة، دون أي اعتبار للثمن الباهض جدا من دماء وأرواح بشرية ستراق نتيجة هذه التوجهات الخرقاء وغير المسؤولة وبشكل يصعب التكهن بنتائجه، والذي سيشكل شرارة انطلاق حرب دينية تتعدى حدود المنطقة إلى تهديد للأمن الدولي.
وتجدر الإشارة أن هذه الدوافع من أهم معتقدات المتطرفين الصهاينة، الذين يسعون إلى إشعال الفتن والقتل والدمار منذ عقود تاريخية للسيطرة على البشر لمعتقدات دينية مزيفة لا تمت إلى اليهودية واليهود من قوم سيدنا موسى عليه السلام بصلة (ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون) الآية 159 من سورة الأعراف.
إن العالم المتحضر والمجتمع الدولي مدعو اليوم أن يقف موقفا صارما وحازما أمام هذا العبث الصهيوني المتطرف في مقدسات المسلمين والمسيحيين في القدس، والاستمرار بدعم مطلق للوصاية والرعاية الهاشمية عليها، والمحافظة على الحقوق الدينية فيها للمسلمين والمسيحيين في جميع انحاء العالم، وكبح جماح التطرف والهوس الديني الصهيوني والاستمرار بالدعم على كافة المستويات للوصاية ورعاية الملك عبدالله الثاني لها وعليها حفاظا على كرامة وحقوق اتباع الديانات السماوية الثلاثة، وحفاظا على ما تبقى من أمل لتحقيق السلام العادل والشامل والدائم في المنطقة.
Rzareer@hotmail.com