هذا الصيف ومن قبل الشتاء، نواجه دوما حالة الطقس والمرتفعات والمنخفضات الحارة والخماسينية والباردة وسبل التعامل معها على المستوى العام والخاص؛ تغير المناخ وأصبح واضحا حجم التأثير على مجالات الحياة المختلفة حول العالم.
المواجهة للحر والبرد تكون بداية بالحمد وليس الشكوى والتذمر واللعنة؛ ثمة حكمة ربانية في مضمون ذلك وتفاصيله وخصوصا فيما يتعلق بالآثار على اللإنسان والبيئة والتحديات الماثلة للعيان بتدخل البشر على التوازن البيئي.
علم الفسيولوجيا يقدم العديد من التفسيرات للتوازن الهرموني والمتطلبات الرئيسية والهامة في مراحل النمو للإنسان والنبات والتأثير للعوامل المحيطة من الضوء والماء ودرجات الحرارة.
عامل العزل والذي يتكرر ويتجدد دوما في المباني بجميع أنواعها ما يزال العنصر الغائب لاتقاء حر الصيف وبرد الشتاء، ولا يعرف حتى الآن المبرر للغياب وعدم التركيز على هذا الجانب الحيوي والمهم عند البناء.
زراعة العديد من الأشجار ذات القابلية للتخفيف من الأضرار البيئية والمساهمة في التقليل من التلوث وكذلك صد الرياح يمكن الاستفادة منها في هذا المجال حيث تتوفر الخبرات الزراعية والكفاءات العلمية لزراعة الأشجار في جميع الأنحاء وخصوصا في الطرق الصحراوية والغابات والأماكن المرتفعة.
قبل فترة راقبت منظر الأشجار التي تزرع على الأرصفة مقابل البيوت والعمارات السكنية، وكمّ استغربت من النمو الكبير لتلك الأشجار وعدم الاهتمام بتقليمها وقصها والعناية بها، لتشكل عائقا بصريا ومكانيا للمرور، لا بد من حل لذلك الأمر والاعتداء على الأرصفة.
على صعيد متصل ثمة العديد من الوسائل لمواجهة الحر من خلال التوسع الأفقي وليس الرأسي في البناء والعودة للوحدات السكنية على شاكلة التطوير الحضري وريفكو والضواحي السكنية وبأسعار منافسة.
أشير إلى ثقافة ارتداء «الشورت» و «الشباح» والملابس الفضفاضة في الأماكن العامة وحتى الخاصة من قبل الشباب، وبصراحة ليست في المستوى الأخلاقي والحضاري المناسب وكذلك ارتداء الملابس الشتوية «المحيرة» بين النسائية والرجالية والتي تعكس مطلبا بضرورة الاحتشام سواء في الأماكن العامة والطرقات وحتى في الزيارات العائلية والشخصية؛ المنظر غير مناسب ولائق ولا يقي حر الصيف وبرد الشتاء!.
وعلى ذكر تقاليد المواسم، نشير إلى الشمسية والتي كانت تستخدم في الصيف وأصبحت لاحقا مظهرا لقدوم الشتاء، ثمة العديد من التفاصيل التي فقدناها مع مواسم الصيف والشتاء والفصول الأخرى والتي كانت تفصلنا مسافات كافية لعيش كل فصل من الربيع والخريف والصيف والشتاء والاستمتاع بكل موسم كما هو دون تصنع.
قبل فترة أعلنت الحكومة عن شراء محصول القمح والشعير من المزارعين، وكمّ نتوق لتلك المواسم التي غابت تدريجيا عن المشهد لمعنى الحصاد والفرح للمزارع وسعادته بالإنجاز والتحضير لموسم قادم.
غابت عن الذاكرة أيضا حكايات الصيف والشتاء ومن ضمنها قصص عن واقع المعاناة لمن لا يملكون غطاء في الصيف والشتاء ويقضون عمرهم في الترحال والحاجة لمأوى بين الخيام.. هم البشر ممن هجرتهم الحروب وشردتهم الصراعات والخلافات وعصفت بهم الظروف القاسية وفي البلدان المكلومة.
مواجهة حر وقساوة الفقر والحاجة والمرض وقساوة الظلم والاستبداد وبرودة العلاقات والتواصل ظاهرة تأكل من الإنسانية وتقضم من جسمها المعرض لحرارة الشمس ومطر الشتاء وتنزع عنها العواطف والمشاعر والأحاسيس وتحولها لمجرد خبر عابر.
الآن وفي جميع الحالات، المساجد مكيفة والسيارات والبيوت كذلك والمرافق العامة ولكن لماذا لا نشعر بأهمية المحافظة على النعم وصيانتها بالحمد والشكر والتفكر والتدبر والعناية والاهتمام بالمحافظة على قيمنا الأخلاقية وعاداتنا المحمودة ونشر الإيجابية ونبذ السلبية والإشارة دوما إلى الخير والفضيلة؟.
[email protected]