كتاب

الأصالة والمعاصرة.. سمة الزفاف الملكي لولي العهد

زواج الأمير الهاشمي وولي العهد الحسين بن عبدالله الثاني ابن الحسين لم يكن خاصاً ومقتصراً على العائلة والأسرة الملكية كما هي حفلات زواج الأمراء في الأسر الملكية والحاكمة، في كثير من دول العالم.

لقد كان أكبر من حفل زفاف، بل مناسبة وطنية على مستوى الدولة الأردنية جغرافيًا وشعبياً، واصبح أيقونة وطنية مست قلوب الأردنيين والأردنيات جميعا، وفرحا للعائلات والأسر الأردنية من الأصول والمنابت كافة، ولكل مقيم على أرض الأردن من شتى بقاع الأرض.

وكان للمناسبة امتداد على المستوى القومي العربي بكل عزة وفخر، من خلال المشاركة الواسعة من قادة الدول العربية على المستوى الرسمي، وأيضا على المستوي الشعبي العربي الذي عكسته وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي والصحف في العواصم العربية وكتابها، وما بثته محطات التلفزة والفضائيات العربية في برامجها عن المناسبة بكل إعجاب واحترام وافتخار.

كما كانت المشاركة من كثير من زعماء العالم والحضور الدولي غير مسبوق في الحفل، الذي أبهر المتابعين المشاهدين في كل انحاء العالم.

وعلى المستوى الوطني جسدت المناسبة وحدة قلوب جميع الاردنيين ومحبتهم الصادقة للأمير، وولائهم لجلالة الملك، والعرش الهاشمي، واعطت اضاءة على المستقبل المشرق الدائم والمستمر لمسيرة الدولة بقيادة جلالة الملك والاسرة الهاشمية.

وأبهرت سلسلة مراسم الأصالة والأعراف العربية والاسلامية لحفل الزواج، من الحنا للعروس السعودية الأصيلة الأميرة رجوة الحسين، حيث تألقت جلالة الملكة رانيا العبدالله وقدمت الحفل بما يليق بمكانة جلالة الملك وولي عهده بأفضل ما يكون على الإطلاق، وبصورة عكست أدق تفاصيل الاصالة العربية والاسلامية الممتدة إلى بيت آل هاشم، والاداء الوقور والمديح الذي مس القلوب بالصلوات على النبي، الجد الأعظم للحسين وعبدالله سيدنا وسيد الخلق أجمعين محمد صلى الله عليه وسلم.

وعمق جلالة الملك الكرم العربي الهاشمي الأصيل (الاقرا) الذي أقامه لابناء الوطن في مضارب الهاشميين ودعوته موطنيه للعشاء، بطريقة عكست وحدة الوجدان والحضارة بين الملك والشعب، ثم جسد هذا الوجدان بوصيته للعريس، على مشهد الأردنيين والعرب، أن يكون مدافعا بسيفه عن الحق والعدل.

أما مراسم عقد القران على سنة الله ورسوله المصطفى، فكان يصاحبها دعاء الأردنيين لله تعالى أن يبارك الأمير وزوجته وجلالة الملك والملكة بهذا الزواج الكريم.

وكان انطلاق الموكب الذي تألق به الأمير ورجوة الحسين، وهو يطوف شوارع عمان بين أمواج من جماهير الشعب الأردني، يحيهم بيديه وابتسامات الفرح بالأميرة الملائكية رجوة، التي أحبت الحسين والشعب الاردني وأحبها هذا الشعب، لأنها أمست أميرة قلب الحسين حفيد الحسين، وأصبحت أميرة لقلوب الأردنيين والأردنيات، الذين يرون بالأمير مستقبل الأردن المشرق بأمان، ووحدة وطنية هي الأقوى بتاريخ الأردن السياسي والاجتماعي في المئوية الأولى للدولة، وأصبح الأردن عائلة الأمير الواحدة قلبا وقالبا.

واستمر المشهد على مصرعيه مباشرة على الهواء، في حفل الاستقبال والعشاء الرسمي، الذي كرم به الملك ضيوفه وضيوف الأردن من ملوك وقادة وممثلي قادة العالم وسيداته في قصر الحسينية الملكي، ما عكس حداثة الأردن المعاصرة، ومكانته الدولية التي بناها ورسخها الملك وما يحظى به من احترام منقطع النظير لدى قادة العالم، الذين حضروا تاكيدا لمحبتهم واحترامهم لجلالة الملك وجلالة الملكة وسمو ولي العهد الحسين وأميرته رجوة وعائلتها الكريمة ولشعب الأردن ومكانته والإرث العريق للأسرة الهاشمية الكريمة.

لقد تجاوز الحفل حدود الأردن الجغرافية وكان بحجم المكانة الدولية الكبيرة للمملكة الهاشمية الأردنية التي رسخها جلالة الملك، وعززتها جهوده بدون كلل أو ملل لرفع مكانتها لدى كافة المجتمعات العربية والدولية.

هنيئا للأردن وشعبه بهذا الزفاف الوطني، وبهذه المحبة التي جمعت قلوب الأردنيون على قلب الأمير المحبوب.

ومبارك لسمو ولي العهد وجلالة الملك والملكة وللأردنيين، بهذا التميز الذي جمع الأصالة والمعاصرة برعاية من الله تعالى.