صفة جميلة ورقيقة لجيران الأمس وحتى اليوم في المنطقة السكنية الواحدة والعائلة الممتدة من الجد والأب والأحفاد، والتي تتلاشى شيئا وشيئا مع الانشغال وبعد الأبناء والبنات عن بيت العائلة والذي لا يوازيه في الجمال والذكريات أي مكان على وجه المعمورة.
قبل فترة التقيت بصديق عزيز وجار للأهل من أيام الطفولة والصبا وأيام العز في جبل اللويبدة وعيش التفاصيل في كل شبر منها والتجوال في الذاكرة الحية لكل معلم من معالمها العريقة والجميلة.
نفتقد جار الرضا بكل ما تحمله من طبائع وسلوكيات وعادات رائعة ما تزال محفورة في الذاكرة والبال، ولعل اللقاء مع جار الرضا الأستاذ كمال نعناعة دفعنا لتفقد أسماء العائلات والتي سكنت في جبل اللويبدة وتتبع أخبار أفراد الأسرة الممتدة وخصوصا الأجداد أطال الله في أعمارهم وبارك في مجلسهم الطيب حين زيارتهم بعد طول غياب.
عبر تسارع الزمن والأحداث والتعلق بوسائل التواصل الاجتماعي والموبايلات، فقدنا حلاوة الجلسة في حديقة المنزل في اللويبدة والسلام على جيران الرضا عند مرورهم من أمام الدار وتبادل التحية الصادقة والنابعة من القلب وإلى القلب معطر بياسمينة الدار الفواحة عبر الأجواء.
أسعد بجار الرضا في الرأي مع كل من الأب رفعت بدر والأستاذ أحمد الحوراني والدكتور كميل أفرام والدكتور زيد حمزة والنائب فايز بصبوص، م. مهند حدادين، الدكتور ليث نصراوين، م. باهر يعيش، نتجاور في الكلمة والموقف وخدمة الوطن والتعبير باعتدال وتنوع وانتماء وحرص على الارتقاء بالمستوى المنسب للقارئ اللبيب والقادر على استيعاب بين السطور والتفاعل والاتصال والاقتراح وتبادل الرأي في مواضيع كثيرة، وبالطبع من صاحب الدعم والتشجيع الأستاذ رداد القرالة المحترم.
أحيان كثيرة نحتاج للعودة إلى بيت الذكريات وإلى الرأي حيث أكتب فيها منذ قرابة أربعة عقود وما زلت أحتفظ بالنسخ الورقة من أعداد الجريدة وأعود إليها مثلما العودة للحي والجيران والسؤال والاستغراق في اللحظات التي كانت تجعل الحياة بسيطة وطيبة في ذات الوقت.
صفة الجار غائبة مع العمارات والمشاغل ومتطلبات الحياة ومع الطوابق والعزلة الاجتماعية ومع عدم تفقد الجيران لبعضهم البعض والتواصل الاجتماعي والحقيقي للاطمئنان والعيش معا في فضاء يضم ويتسع لأسرار الزمن والجميع.
عبر نهاية الأسبوع وأخذ قسط من الراحة، لا بد تحية جيران الذكريات الطيبة من زملاء العمل والذين يشملنا التقاعد بعد رحلة العطاء والوعد باللقاء واسترجاع الأيام الخوالي وتلك اللحظات التي أخذت من العمر سنوات عديدة خلال ساعات الدوام.
ألبوم الصور ذلك باللونين الأبيض والأسود يجمع العديد من لقطات وجمعات الجيران معا وفي المناسبات الاجتماعية والأعياد ويعيد للأذهان والوجدان الكثير مما فقدناه حيث رحلنا عن بيت العائلة الكبير وتوزعنا بعيدا عن الدار.
أيا جار الرضا فلتعد لنرجع ونجتمع ونجلس معا ؛ طال الغياب وبعدت المسافات، أيا جار الرضا فلتعود !.
fawazyan@hotmail.co.uk