يكاد لا يخلو مجلس إلا ويذكر خلاله الحديث عن الأسرة وما تتعرض له من ظروف وأحوال وتحديات، وما يواجه المجتمع من واقع جديد ومختلف عما ألفه الجميع من عادات وقيم وقواعد للتعامل والحوار والتفكير.
عوامل كثيرة تؤثر اليوم على الأسرة والمجتمع على حد سواء، بل غيرت الكثير من المظاهر والعادات والتقاليد الاجتماعية والتصرفات من الاحترام والتقدير والسلوك السوي ؛ مظهر ولبس وحركات الشباب من الجنسين لا تسر أبدا وتعكس مشاهد من التناقض والانفصام والعديد من المظاهر السلبية على مستوى الأسرة والمجتمع.
أصل الحكاية من التربية الأسرية والتي تحتاج إلى توجيه ومتابعة وضبط وربط من الأب والأم وأفراد الأسرة والتعاون معا في حماية الجميع من المخاطر المحيطة ومن كل جانب، سواء المخاطر التكنولوجية ووسائل التواصل الاجتماعي والعادات الطارئة ومن ضمنها لبس الشباب الأسوار والحلقات، والجدايل وطبع الوشم وتلك الخواتم والتصرفات التي تعكس التقليد، وأكثر من مرة سألت مجموعة من الشباب عن سر ممارساتهم دون الحصول على إجابة شافية ومقنعة لما يقوم به ويتصرف.
تحمل المسؤولية والاعتماد على الذات ومقارعة الظروف ومواجهة التحديات والعقبات، ليس من شيم بعض من الأجيال الفتية، ولعلها عند التعرض لذلك تبكي وتهرب وتلجأ للحلول السهلة والسريعة دون تفكير في عواقب الأمور.
قصص مؤلمة وصعبة وصادمة نسمع عنها نتيجة غياب التربية والتهذيب داخل الأسرة وفي المجتمع، ولعل هدف الجاهات ومن يتكلم من الطرفين عليه الإشارة إلى ضرورة وأهمية معالجة العيوب التربوية الطارئة وتهذيب السلوك من خلال الأسر الجديدة التي سوف يكون لها الأثر الطيب من خلال المصاهرة والنسب.
المباهاة والمغالاة والمظاهر الاجتماعية، ينبغي أن تتغير وتستبدل بعادات من اليسر والبساطة والبركة والطيب لحماية الأسرة والمجتمع من الأثار المترتبة على إقامة حفل تخرج وعرس وخطبة وجاهة بشكل مبالغ فيه دون نتيجة إيجابية سوى الهدر لا غير.
بصراحة وأمانة نشكو ونتذمر، ولكن داخل الأسرة أحيانا لا يبدأ الحل وبقرار ثابت وصريح بعدم الموافقة على طلب وجبات جاهزة في حال وجود طعام صحي وبيتي يكفي ويلبي الحاجة ؛ تلك هي قاعدة سلوكية لعدم الاعتماد على حل سريع ومكلف وفيه تعود وكسل وعزلة وبعد عن طاولة الطعام والالتفاف حول حوار أسري مفيد.
قبل خروج الأجيال الفتية من المنزل، هل توجه لهم نصائح تربوية وأخلاقية ودينية عن المظهر والجوهر والتعامل والأخلاق العامة في مواقع العمل والسوق والمدرسة والطريق وفي جميع الأنحاء، وهل يتم إقناعهم بما هو أفضل وأنسب وأستر وأكمل؟
المثل الأعلى والقدوة الطيبة والأثر الإيجابي والحوار المثمر والتفاهم السليم والتصرف الرشيد ؛ مفاتيح للحلول المنشودة والمعقولة لإحداث الأثر المطلوب على القيم الجوهرية والأخلاقية والتركيز على العمل الجاد المخلص والاجتهاد والتحصيل في الحياة والعمل لصالح الأسرة والمجتمع ومخافة الله في السر والعلن.
ما سوف يبقى ويدوم هو العمل الصالح والتربية السليمة والأثر الطيب والسمعة الزكية، وعدا ذلك سوف يختفي ولا يدوم أصلا ؛ لنعمل على صون الأسرة والمجتمع بالحب والاحترام والتوجيه والنصح والمتابعة والحوار والحزم وتحمل المسؤولية ومواجهة التحديات بصبر وأمل ورجاء.
القاسم المشترك للأسرة والمجتمع الأم وصمام الأمان مع رب الأسرة وقائدها وتلك هي سمة الحياة السعيدة.
fawazyan@hotmail.co.uk