أدت ثورة التكنولوجيا إلى ظهور مشاكل جديدة، مثل جرائم الانتحال الإلكتروني، حيث يلجأ البعض إلى الاختفاء وراء أجهزة الحاسوب منتحلين شخصيات غير شخصياتهم الحقيقية.
والانتحال الإلكتروني نوع من أنواع المخادعة يقوم بها الشخص لخلق شخصية مزورة في الشبكات الاجتماعية أو من خلال هوية مزورة على حسابات مواقع التواصل الاجتماعي و عادة ما تستهدف مجموعة محددة كضحية لخداعهم.
ومن الأسباب للقيام بتلك الجرائم لتكوين علاقات غرامية أو تحقيق مكاسب مالية أو مساومة الضحية أو لنيل شهرة بانتحال شخصيات مشاهير أو تحقيق أمنيات مثل تكوين صداقات أو الاساءة وتشويه السمعة أو الشتم و التنمر على الاشخاص خلف الحاسوب. روت نور( اسم مستعار) 27عاماً, أحد ضحايا انتحال الشخصية الالكتروني, » تعرفت على زميل لها في الجامعة ثم تطورت العلاقة بينهما, وسرعان ما تغير مجرى الأحداث حيث عاد الى وطنه الأم وبقيت هي في وطنها مع العلم باتفاق الطرفين بانتهاء العلاقة »، مضيفة نور» بعد مرور فترة من انتهاء العلاقة اكتشف? وجود حسابات على أحد تطبيقات مواقع التواصل الاجتماعي(فيسبوك) باسمها, بكونها لا تمتلك حساباً عليه». تتابع» ان المنتحل قام بإرسال رسائل نصية وصور مخلة بالآداب للأقارب والأصدقاء مما آثار الجدل الواسع ووقوع المشاكل لها، مما أدى إلى سوء حالتها النفسية و تعرضها للاكتئاب ودفعها للتوجه لقسم الجرائم الإلكترونية لاتخاذ الإجراءات اللازمة بحقه»، وتضيف أنه تم التعامل من قبل قسم الجرائم وأخذ المعلومات اللازمة بحق الشخص المنتحل, حيث تم تحديد هويته ومكان إقامته والتعميم للقبض عليه في حال دخوله الأردن. ومن جهته يقول الأستا? المحامي معتز الدهني، فيما يتعلق بجريمة انتحال شخصية الغير على الإنترنت فقد جاء في قانون الجرائم الإلكترونية لسنة 2015 المادة 3/ جـ: يعاقب كل من دخل قصداً إلى موقع إلكتروني لتغييره، أو إلغائه، أو إتلافه، أو تعديل محتوياته، أو اشغاله، أو انتحال صفته، أو انتحال شخصية مالكه بالحبس مدة لا تقل عن ثلاثة أشهر ولا تزيد على سنة وبغرامة لا تقل عن (200) دينار ولا تزيد على (1000) دينار».
كما أكد » ويعاقب مرتكب الجريمة ايضاً على كل جريمة أخرى ارتكبها مع جريمة انتحال صفة الغير حسب النصوص القانونية التي تنطبق على الجريمة المتصلة بجريمة الانتحال، فإذا استخدم انتحال الشخصية للسرقة مثلاً يعاقب على جريمة السرقة وإذا استخدمها للابتزاز يعاقب على جرم الابتزاز وهكذا».
ويشير الدهني في حال كان المنتحل خارج البلاد تطبق عليه العقوبات وتكون الملاحقة من خلال التنسيق والمتابعة مع شرطة الانتربول «المنظمة الدولية للشرطة الجنائية» وهي منظمة حكومية دولية فيها 195 بلداً عضواً. مهمتنا أن نساعد أجهزة الشرطة في جميع هذه الدول على العمل معاً لجعل العالم مكاناً أكثر أماناً، ولهذا، فإنها تمكّن البلدان من تبادل البيانات المتعلقة بالجرائم والمجرمين والوصول إليها، ونقدم الدعم الفني والميداني. و يقول الخبير بالسلامة الرقمية د. علاء الشريدة تكون معرفة الاجهزة التي تم اختراقها بوجود أدلة لتساع?نا في معرفة اختراق الجهاز, مثل وجود تطبيقات عشوائية أو ظهور نوافذ منبثقة واحياناً يتم طلب إعادة تعيين كلمات المرور بتطبيقات التواصل الاجتماعي او ملاحظة زيادة استهلاك حزم البيانات ودقائق المكالمات أو التغيير في الإعدادات للجهاز.
وأشار «إلى الإجراءات اللازمة التي يجب الأخذ بها وهي إخبار جهات الاتصال الخاصة لصاحب الهاتف بأن هاتفه تعرض للاختراق ويطلب منهم تجاهل اي رابط مشبوه قد يصل إليهم من رقم الهاتف وعدم الاستجابة لأي مكالمات صادرة عن الهاتف والقيام بحذف جميع التطبيقات المشبوهة التي اعتقد أنها تكون سبباً بعملية الاختراق, وينصح باستخدام التطبيقات المكافحة «Antivirus» وإعادة ضبط الهاتف ألا وهي ضبط المصنع «settings» وتغيير كلمات المرور لتطبيقات التواصل الاجتماعي.
كما أكد بضرورة تبليغ السلطات الأمنية عن عملية الاختراق وهي وحدة الجرائم الالكترونية في الأردن. وفي النهاية على كل فرد أن يحمي نفسه ومعلوماته وحساباته من الآخرين من خلال الوعي والإدراك للمخاطر التي قد تطوله وأن يكون مستخدماً إيجابياً لمواقع التواصل الاجتماعي والإنترنت بشكل عام.