خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

رحيل رجل دولة

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
م. فواز الحموري

ليس من السهل أبدا الكتابة عن دولة مضر بدران؛ من دائرة المخابرات العامة إلى رئاسة الوزراء وتشكيل أكثر من حقبة سياسية وأمنية، ليس في الأردن وحسب ولكن في المنطقة والتي كانت تعصف بها الأحداث من كل جانب.

رحيل دولة مضر بدران وخسارتنا لمدرسته الأمنية المحنكة والتي شهد لها المرحوم له بإذن الله الملك الحسين طيب الله ثراه حين كان على الفور يردد: «هذه طبخة مضر»، فلم تكن وما تزال دائرة المخابرات إلا بيت للعقل والتخطيط ومنبت لرجال الدولة والإخلاص للعرش الهاشمي والدولة الأردنية إلى أبعد الحدود.

تعلمنا من دولة مضر بدران الكثير من خلال ما قدمه للأردن من تضحيات ومواقف ونصائح وبما استقطب من كفاءات خدمت الأردن في المجالات كافة وبما امتلكه من حس أمني ببراعة فائقة.

تتحدث سيرته عن الكثير من إدارته الحكيمة والقوية والتي توزعت بين دائرة المخابرات العامة ورئاسة الوزراء والديوان الملكي العامر والعديد من المواقف التي أثبتت قدرته على التحمل والمفاوضة والتحدي والتعامل مع المعارضة بذكاء ودهاء.

تجربة المجلس الوطني الاستشاري والمجلس النيابي بعد رفع الأحكام العرفية وأزمة الخليج الأولى وتفاقم الاوضاع الاقتصادية في البلاد حينذاك وأزمة بنك البترا وقرار «الفردي والزوجي» والمواقف العدائية للحكومة والإرث الثقيل من الحكومات السابقة والعلاقات مع دول الجوار، كانت علامات فارقة لدولة مضر بدران والتي رسمت له معالم القوة والاتزان والثقة التي كان يجددها دوما جلالة الراحل الحسين له دون منازع.

رجل دولة بمعنى الكلمة كان دولة المرحوم مضر بدران، لم يعتزل السياسة أبدا، ضمن سياسي يتذكر سرد العديد من الروايات والأسرار والتفاصيل والأحداث المفصلية في تاريخ الأردن السياسي واتبعها بمذكراته: «القرار».

حين كان دولته يتحدث، كان يضبط كلام الآخرين بدقة إقناعه وحوار وخلفيته الأمنية وطبيعة وقوة شخصيته وفكره المنظم ومواقفه الجريئة في ظروف لم تكن سهلة وأحداث امتدت من فترة السبعينيات وحتى الثمانينيات ومراحل مفصلية في تاريخ الأردن.

برحيل دولة مضر بدران نكون قد خسرنا وفقدنا رجل دولة أرسى في فترة من الفترات المزج القائم بين العمل الاستخباراتي والنشاط السياسي واستقطاب المعارضة ووضعها على المحك وأمام الجمهور.

سوف تبقى العديد من التفاصيل المرتبطة بدولة المرحوم مضر بدران سواء الشخصية منها والعامة، حاضرة عند ذكر تاريخه ومساهمته وأثره وتعامله مع الجميع بصراحة وقوة وحزم وبثقة عالية تكاد تلزم الطرف المقابل بالموافقة.

فراغ كبير يتركه رجال الدولة من الأقوياء وممن خدموا الأردن بتفان وصدق وإخلاص وعمق وبعد نظر ووضوح رؤية ورسالة وطنية شاملة.

إلى رحمة الله ومغفرته مضر بدران، هذا الاسم الخالد في تاريخ الأردن وفي دائرة المخابرات العامة ورئاسة الوزراء وفي العديد المواقع التي خدم فيها الأردن بكل محبة وتقدير واقتدار.

[email protected]

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF