منظر مؤثر ومقدر لمن يتسابق لفعل الخير في شهر رمضان المبارك والبحث عن الفقراء وإقامة حفل الإفطار للأيتام والفقراء والمساكين، وذلك فضل عظيم من الله على الجميع ببركة ونعمة وتعاون وتنسيق مثمر لأبعد الحدود.
مفيد ما كتبه الأستاذ الكريم والصديق العزيز كمال فريج على صفحته بالفيسبوك: «الفقراء لا يظهرون فجأة في شهر رمضان، نحن من نختفي عنهم بقية العام"!!، وذلك دفعني للكتابة عن مشاعر الفقراء طوال العام والحاجة لتفقدهم في ظروف صعبة عليهم، وللأمانة فإن بعض الجمعيات تقوم بذلك على مدار العام وبشكل منظم ومدروس ومشرف، ولكن حجم ظهور الفقراء في رمضان من خلال ما يقام ويعلن كبير وفيه الأجر والثواب إن شاء الله.
ذات مرة وفي لقاء واجتماع خيري، تم النقاش حول تلبية حاجات الفقراء من خلال الإحصائيات والأرقام التي تقدمها الجمعيات والتكايا والمؤسسات والجهات ذات العلاقة، وكان المشهد مثيرا للدراسة والبحث عن الحقيقة الماثلة أن عدد الفقراء في ازدياد وأن مشكلة الفقر لا تحل على شكل مساعدات ومعونات مباشرة وطرود وبعض الدعم النقدي.
المطلوب توحيد الجهود وتبادل الخبرة في المجال الخيري والإنساني في مجالات واضحة ومحددة ومنها: رخصة العمل، التخصص، التدريب والتأهيل، مخصصات الإدارة من التبرعات والهبات والصدقات والزكاوات، التدقيق المحاسبي، التقييم والمتابعة، الدراسات والأبحاث، إعداد الخطط وتوزيع النشاطات، والعديد من المجالات ذات الاهتمام المشترك بين الجمعيات والجهات العاملة في العمل الخيري والإنساني.
كما أشار الأستاذ كمال فريج عن اختفاء العمل الخيري بعد المواسم والحاجة الماسة لدوام واستمرارية العمل الخيري والإنساني بشكل منظم وطوال العام وتطويره وتحديثه بشكل مناسب.
التقاط رسائل الخير من خلال المناسبات الاجتماعية مهم جدا للتوسع والتطوير والمراجعة، وأعجبتني أكثر من مبادرة لإقامة حفل للطلبة الماليزيين في جامعة آل البيت والبعيدين عن أهاليهم، مما ترك الأثر الطيب في نفوسهم ورفع من معنوياتهم.
كما ذكر لي أحد طلبة كلية الطب في إحدى جامعاتنا الأردنية، أن مجموعة من الطلبة القادمين للدراسة في السنة الأولى فرحوا كثيرا عندما أقام لهم طلبة السنة السادسة حفل إفطار عائلي شعروا من خلاله بالمودة والتقدير والاحترام بعيدا عن ديارهم وأهلهم في أول رمضان لهم في الأردن.
فعلا الفقراء (ومن منا ليس فقيرا لله)، لا يظهرون فجأة في موسم معين، نحن نختفي عنهم بقية العام، نتذكرهم في مناسبات معينة، ومع ظروف الحياة والمعيشة نختفي عنهم، وهنا أذكر حكاية لمتطوع أثناء توزيعه للأضاحي، كانت الدموع لا تفارقه عندما اكتشف أن في الحي الذي يسكنه فقراء منعها الحياء والعفة من الطلب، ولكن أهل الخير وصلوا لها وقدموا لها ما تيسر من خير ولحم من خلاله!.
ملاحظات عديدة لا بد من اخذها بعين الاعتبار حين إقامة حفل الإفطار للأيتام والفقراء في شهر رمضان وعدم عزلهم عن المجتمع وتصويرهم ونشر صورهم والأخبار عنهم؛ ثمة اجتهادات واضحة في ذلك وأنظمة وقوانين تحدد قواعد التعامل مع الفئات المستحقة وإشاعة جو من الاحترام والفرح والسرور في نفوسها وثمة مقالات عديدة عن صدقة الستر والكرامة وتحقيق الهدف والأجر والمثوبة دون المساس بمشاعر وأحاسيس الفئات المستحقة.
خلاصة القول: لنبحث عن حاجة من يستحقون النجاة من شدة الفقر والعوز والمرض والشيخوخة والكثير من الأمور الحياتية الأخرى وعلى مدار العام!
[email protected]