معركة الكرامة التي نحتفل اليوم بذكراها، تصلح نموذجا لتسليط الضوء على واحدة من أهم مشاكل الأردنيين، وهي أنهم ضعفاء بحق انفسهم، وهو ضعف ضيع الكثير من حقائق تاريخهم، وجعل الكثيرين يعتدون على هذا التاريخ، وفي هذا المقال سنتحدث عن حقيقة واحدة من هذه الحقائق، وهو حديث تفرضه ذكرى معركة الكرامة التي نحتفل اليوم بذكرى انتصارنا فيها، وهو أول انتصار يتحقق للعرب بعد هزيمتهم في حرب حزيران1967، فقد أنهى الأردنيون بمعركة الكرامة بواسطة جيشهم أسطورة الجيش الذي لايقهر، وأدخلوا الأمة بعد 'الكرامة' في سلسلة انتصارات سواء عل? الجبهة المصرية أو الجبهة اللبنانية، فانتصار الاردنيين في معركة الكرامة هو من أدخل الأمة في مرحلة الانتصارات، وليس غيرهم كما يزعم هذا الغير في إعلامه وغير اعلامه، وهو بذلك يسطو على تاريخ الأردنيين، أصحاب الفضل في تحقيق أول انتصار للأمة بعد هزيمة حزيران 19677.
ليس انتصار 'الكرامة'، هو أول انتصار يهديه الأردنيون للأمة خاصة في معركتها مع المشروع الصهيوني، ووليدته إسرائيل، فالأردنيين هم أول من تصدى بالسلاح للمشروع الصهيوني، وقدموا أول شهدائهم على ثرى فلسطين هو الشهيد كايد المفلح العبيدات، وبعده احتض ثرى فلسطين قوافل من شهداء الأردن، الذي كان أفراد جيشه يدربون أبناء فلسطين على القتال وحرب العصابات ويمدونهم بالسلاح حتى قبل حرب 1948، وهي الحرب التي حافظ فيها الجيش الأردني وحده على ما انيط به حمايته من ارض فلسطين، بما فيها القدس ومقدساتها، مثلما كان الجيش العربي ال?حيد الذي حقق انتصارات حاسمة على العصابات الصهيونية، في حرب 1948، وساق منها أسرى منهم اريل شارون رئيس وزراء الاحتلال فيما بعد. لذلك فإن الاحتفال الحقيقي بانتصار الأردن بمعركة الكرامة يجب أن يكون، باعادة كتابة تاريخ الأردن بعيون أردنية تستعيد المسروق من تاريخ أصحابها.