كتاب

«أم المدارس»

ام المدارس الاردنية.. ودرتها واميزها» مدرسة السلط الثانوية» وبذكرى مئويتها ازفها للوطن «مشرقة بهية» وهي التي تأسست وبزغت مع إشراقة فجر الدولة الاردنية من قسمات وبسمات جلالة الملك المؤسس عبدالله الاول وليومنا هذا مع جلالة الملك المعزز عبدالله الثاني..ومعهم ومعها وبهم انّا الى المستقبل ماضون.. ولتبقى نبعا للعلم وتحفة علمية واكاديمية ومعمارية راسخة الجذور على تل الجادور في قلب السلط لتكون علما عاليا «تعانق مآذن المساجد والكنائس» وتنشر الرسالة الصادقة... وستبقى شامخة رمزا وطنيا وقصة للنجاح المستمر والتفوق..

وجب علي ان استذكر «مدرستي الجميلة» اللؤلؤة الذهبية اللامعة الثمينة» المشرقة منارة العلم في سماء الوطن الاردني فهي عروس السلط وقيثارتها.. ريم الاردن وغادتها... لأنها الفخر والاعتزاز.. لانها الام الحنون...لانها المدرسة الاولى الجامعة.. المدرسة الوطنية.. المدرسة السياسية والحزبية.. والتي كانت قبلة الاوائل من ابناء الاردن «الرجال الرجال...القادة والابطال»..الذين كانوا رمزا للقيادة والريادة والنزاهة والعطاء والتضحية والشرف.. وما زال الوطن يزخر بهم وبغيرهم ومن امثالهم النشامى الاردنيين.

تلك التحفة المعمارية المشرقة بجوار مرابض الانبياء والاولياء ومنهم جارها ولي الله «جاد» ونبع مائه الطهر والنقاء الذي يسقي ويروي ضمأ العطشى كما سقيت ورويت عقول العلماء والنبلاء الباحثين عن العلم الذين نهلوا من معينك الذي لا ينضب.

يرق قلبي لأكتب عن مدرستي «المدرسة الأولى» ومنها كان... اوائل الابطال..اوائل القادة..اوائل رؤساء الوزارات والوزراء اوائل الامناء العامين والمسؤولين والجنود والضباط.. مدرسة الشهداء والنبلاء المعطاءة مدرسة المعلمين المخلصين المتفانين بعملهم لاخراج اجيال المستقبل.

يحمل قلبي وعقلي ذكريات غالية في عام الثانوية العامة «التوجيهي'وانا اشق طريقي مشيا من «الجبل الصافح» الى مربضها المنيع على التلة العتيقة.. وكأنها مسيرة لشق مسار في الحياة.. فهي التي مازالت تتسابق مع التاريخ فتسطره مجدا بابنائها الخريجين.. وتتسابق مع الزمن فتسبقه بمنعة الوطن وعزته وكرامة ابنائه «باذن الله».. ويتجدد شبابها المتجدد بذكرى مئويتها..

مدرسة السلط الثانوية للبنين ليست كغيرها من المدارس فهي تكاد تكون جامعة وطنية فهي الاجمل والاعرق والافضل هي جزء لا يتجزأ من بناء الوطن القويم هي عنوان من عناوين النهضة والتقدم والازدهار هي الماضي والحاضر والمستقبل.. انتجت الانسان الاردني النبيل وخرجت الجيل بعد الجيل.

ومازالت شأنها شأن كافة منارات العلم تلعب دورا حضاريا في صنع الانسان وصقله.. في قوة الوطن وأبنائه للانطلاق في رحاب الحياة والعمل والبناء.. في نشر العراقة المستمدة منها.. تلعب دورا هاما في الرفعة والخلود في الشهامة والرجولة والبطولة لتكون بحق ام المدارس الاردنية «حكومية وخاصة».

حق لك يا مدرسة السلط الثانوية وحق لكل خريجيك.. وحق لكل محب للعلم...حق لهم جميعا ان يزهوا بكي ومعك ويتجلوا عنفوانا وحبا وألقا فوق كل ألق... فأنت وهم جزء من ارادة العطاء والحياة والتفوق وفوح للنشوة كفوح عطر الياسمين رسوا على شاطئك شاطئ المحبين.. «فكل عام وكل مئة عام وانت والوطن بالف خير وحفظ من الله»..