محليات

الأردن وكاليفورنيا..جغرافية متباعدة وتحديات مائية متشابهة

الجفاف وتذبذب الهطول المطري أبرزها

رغم اختلاف الظروف والامكانيات والمناخ والجغرافيا، إلا أن ما يجمع البشر يبدو أكثر مما يفرقهم، هذا ما اتضح من خلال نظرة على تحديات الأردن وولاية كاليفورنيا المائية، حيث تتقاسم الجغرافيتان المتباعدتان التحديات المائية إلى درجة كبيرة، والتي تتمثل بشح المياه وتراجع الهطول المطري والجفاف خاصة في الاعوام الأخيرة.

وبرغم الحلول المختلفة، وطريقة إدارة الملف، الا ان التحديات المائية متشابهة لحد كبير، حيث تمر ولاية كاليفورنيا بواحدة من أسوأ فترات الجفاف منذ قرن، فيما تعاني الأردن من اجهاد مائي، بسبب عدة عوامل بشرية مثل اللاجئين، وطبيعية تتمثل بتراجع الهطول المطري.

وعانت ولاية كاليفورنيا فترة جفاف قياسية في الأعوام الأخيرة، وعلى الرغم من أن أحدث ارقام مراقبة للجفاف أظهرت تحسنًا كبيرًا، إلا أن جزءًا كبيرًا من الولاية لا يزال يعاني من نوع من الجفاف أو ظروف جفاف غير طبيعية، وتستمر هذه الأرقام في التحسن مع كل تحديث للجفاف بفضل الموسم المطري الحالي الذي كانت أمطاره سخية على الولاية.

وستحتاج الولاية إلى العديد من فصول الشتاء الرطبة لتحقيق مكاسب كبيرة في تخزين المياه الجوفية، في ظل تغيرات مناخية صعّبت من عملية التنبؤ المستقبلي للمواسم المطرية.

تقول الرئيسة السابقة لمجلس المياه في كاليفورنيا عضو مؤسس بمجموعة سياسة المياه فيليسيا ماركوس» في كاليفورنيا لقد شهدنا حالتين من فترات الجفاف التاريخية في العقد الماضي، والتي قد تكون موجة جفاف واحدة ضخمة مع بضع سنوات رطبة في المنتصف.

وأضافت: أعتقد أننا قد أحرزنا الكثير من التقدم، ولكن هناك الكثير مما يتعين القيام به لمواجهة الأسوأ التي سنشهدها في السنوات الجافة والسنوات الرطبة.

وزادت: «مع وجود موجات جفاف غير مسبوقة تتخللها بعض السنوات الرطبة بشكل مثير للدهشة كما لدينا الآن، حيث أحرزنا تقدمًا خلال فترة الجفاف الأخير: الحفظ–حيث توفر المناطق الحضرية 25٪ وتحتفظ بثلثي ذلك حتى بعد هطول الأمطار الغزيرة، وتطوير معايير كفاءة استخدام المياه (قيد المعالجة)، وإعادة تدوير المياه، وإقرار قانون الإدارة المستدامة للمياه الجوفية لكننا ما نزال بحاجة إلى معايير كفاءة أكثر صرامة.

وكانت السلطات في كاليفورنيا أصدرت تعليمات لسكان الولاية بتخزين المياه، حتى لا يعانون من نقصها، حيث من المتوقع، أن يزداد الجفاف، مع فصل الصيف.

وفي لوس أنجلوس، تطالب السلطات العديد من السكان بتقليل كميات المياه التي يستخدمونها، بنسبة 35 بالمئة، وذلك بعدما سجلت الولاية أسوأ بداية لموسم جفاف منذ بداية نظام التسجيل.

وتحذر وكالة الفضاء الأميركية «ناسا» والتي تراقب مستويات المياه، من أن الغرب الأميركي، يدخل الآن واحدا من أسوأ مواسم الجفاف في التاريخ.

وفي الأردن ليس الحال بافضل، فوسط تنبؤات دولية متخصصة في قطاع المياه بعدم إمكانية اللحاق بأزمة تذبذب الهطول المطري الذي يشهده العالم أجمع، يجاهد الأردن لمواجهة أزمته إزاء الجفاف وتذبذب وتراجع الهطول المطري بعد ان صنفه تقرير خاص صادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحد بأنه من اكثر الدول المعرضة للجفاف.

وهو ما أكده مدير إدارة الأرصاد الجوية رائد رافد آل خطاب، معتبرا أن اثار التغيرات المناخية أصبحت واضحة على الأردن تتمثل بتراجع الهطولات المطرية وتذبذبها من جهة، أو بحصول مظاهر متطرفة كأن تحدث منخفضات مطرية غزيرة لمدة أيام فقط تتبعها أسابيع طويلة من الانحباس المطري شتاء.

ودعا أمين عام سلطة وادي الأردن الأسبق رئيس مجلس إدارة جمعية إدامة دريد محاسنة إلى ضرورة القيام بإجراءات واقعية بهدف خفض نسب التبخر العالية والحفاظ على مردود الهطولات المطرية، في الوقت الذي تشهد فيه انخفاضا تدريجيا بشكل سنوي إثر التغيرات المناخية التي يتوقع أن تحدث اضطرابا بشكل متزايد في حيثيات الموسم المطري وتزيد من حالة الجفاف في الأردن.