شباب وجامعات

الشباب : نريد أحزاباً بفكر وبرامج وفرص عمل ورعاية

«الحل برلمان فيه مكان للشباب»

«الحل برلمان فيه مكان للشباب»، عبارة من مجموعة عبارات ضمن الحملة الترويجية التي اطلقتها الهيئة المستقلة للانتخاب تشجيعاً للشباب على المشاركة في الحياة السياسية.

وجاءت الحملة الترويجية على شكل لوحات اعلانية شملت معظم الشوارع الرئيسية في محافظات المملكة وتضمنت عدداً من العبارات التي تعزز وتشجع الشباب الى الانضمام للأحزاب السياسية، والمشاركة الفاعلة في الحياة السياسية.

ولكن هناك سؤال مهم، يرتبط بمسيرة التطور والنهضة المنشودة: ماذا يريد الشباب، وتطلعاتهم واهدافهم؟

ولكن قبل أن نقدم الاجابة لا بد الى الاستناد الى توجيهات ملكية من قدوة الشباب وصانع انجازاتهم وداعمهم الاول، الملك عبدالله الثاني المشجع والداعم والاول للشباب، أمل الاردن وحاضره ومستقبله.

يحرص جلالته وفي الكثير من المناسبات على التأكيد على أهمية الشباب ودورهم ويخفزهم ويقدم لهم الدعم والرعاية ويوجه الحكومات المتعاقبة نحو توفير أقصى درجات الاهتمام والدعم للشباب «فقد انصب حرصنا دوما على محاورة الشباب والتوجه إليهم لكي نستلهم من عزمهم ومنه طموحهم المتوثب، ما يحفزنا كلنا في الأردن العزيز، في سبيل أن نقدم لهم، شبابا وشابات، سبل الإنجاز والنجاح والاستعداد للمستقبل الواعد. وأنتم أيها الشباب مسؤولون عن دوركم بوصفكم قوة مجتمعية حاضرة وفاعلة، تترك بصمتها في حركة المجتمع وتوجهاته. فلا نريد للشباب أن يكون مسلوب الرأي -لا سمح الله-، أو عديم الاكتراث بالتطورات المختلفة من حوله، أو عديم الوعي بخطورة التحديات الإقليمية التي تحيط بنا، كما لا نريد للشباب أن يكون محصور الأفق الاقتصادي، أو متمنعا عن المبادرة والبذل والعطاء والعمل».

وهو النهج ذاته الذي يختطه ولي العهد سمو الامير الحسين بن عبدالله الثاني، الذي يحرص دوما على عقد لقاءات مع مجموعة من الشباب للاستماع الى الهموم والمشاكل والصعاب، والبحث يدا بيد عن الحلول، ويبث لديهم الروح والعزيمة والعطاء، ويقف الى جانبهم بكل دعم وقوة، ما يؤكد أهمية الشباب ودورهم الحاضر والمستقبل.

«المستقلة للانتخاب» ملتزمة بمسؤولياتها الدستورية والقانونية

قال الناطق الرسمي باسم الهيئة المستقلة للانتخاب محمد خير الرواشدة أن العدد الكلي للأعضاء المؤسسين لغاية تاريخه هو تسعة أحزاب وفقت أوضاعها بموجب أحكام القانون النافذ: 12541 عضواً، وأن نسبة الشباب تحت سن 35 منهم: 38,04% وعددهم 4770، ونسبة الاناث من الشباب تحت سن 35 هي: 17.42% وعددهم 2185، أما المرأة فتمثل نسبتها من العدد الكلي 40.88 والعدد: 5127.

وأضاف أن الهيئة المستقلة للانتخاب ملتزمة بالقيام بمسؤولياتها الدستورية والقانونية بتنفيذ خطط دورية في مجالات التوعية والتثقيف بهدف التعريف بقانوني الانتخاب والأحزاب.

وتابع الرواشدة: لقد ذهب القانونين إلى الربط الموضوعي بينهما وأصبحا مكملان لبعضهما، و بات مطلوبا من المستقلة للانتخاب أن تقدم تصورا لموقع العمل الحزبي في البرلمانات المقبلة بعد تخصيص 41 مقعدا للأحزاب المترشحة على مقاعد الدائرة العامة المغلقة في انتخابات مجلس النواب العشرين، والتي سترتفع إلى 50 مقعدا في مجلس النواب الواحد والعشرين، لتستقر على 65 مقعدا في مجلس النواب الثاني والعشرين. وأنه وفي هذا المجال أيضًا لابد من التذكير دوما بأن نسبة الشباب في الأحزاب عند توفيق أوضاعها أو تقدمها بطلبات تأسيس، فالوزن الشبابي اليوم المتمثل بنسبة 20% هو خطوة مهمة على صعيد تمكين الشباب في مرحلة التحديث والتطوير السياسي التي تنتهجها الدولة مع دخولها المئوية الثانية من عمرها، كما أن تخفيض سن الترشح للانتخاب من سن 30 عاما إلى سن 25 بموجب التعديلات الدستورية الأخيرة هو تأكيد على رؤية الإصلاح الشامل المنشود.

وأختتم الرواشدة حديثه: علينا أن نتوقف عند سن الشباب تحت سن 35 في سجل الناخبين والذي يتجاوز 2 مليون ناخب من أصل نحو 5 مليون ناخبة وناخب من الشباب ذكورا وإناثًا. لذلك تنشأ أهمية دور الشباب من الواقع الرقمي والكمي في أي عملية انتخابية، وهذا ما تذهب إليه الإرادة السياسية في أولوية سماع صوت الشباب ومشاركتهم في الحياة العامة.

من جانبه قال امين عام وزارة التنمية السياسية د. علي الخوالدة: التشريعات الحالية سواء كان قانون الانتخاب او قانون الاحزاب تعطي فرصا للشباب للمشاركة في الحياة السياسية و حتى التعديلات الدستورية خفضت سن الترشح الى ٢٥ عاماوالنصوص في قانون الاحزاب و التي تشترط ان لا يقل نسبة الشباب في الحزب عن 20% وكلها جاءت من اجل ايجاد بيئة تشريعية تحفز مشاركة الشباب، لكن المطلوب من الاحزاب ان تقدم برامج تجذب الشباب الاردني لعضويتها و للتصويت لها في الانتخابات و أيضا اتاخة الفرصة لهم للتعبير عن قضاياهم و آرائهم داخل الاحزاب السياسية وان يكون هناك منابر شبابية داخل الاحزاب وبنفس الوقت على الاحزاب ان تتيح الفرصة للشباب لاستلام مواقع قيادية في هياكل الحزب.

ونعود الى السؤال الاهم: ماذا يريد الشباب؟

يقول محمد، وهو خريج اقتصاد: بحثت مطولا عن وظيفة تتناسب وتحصيلي العلمي لكن دون جدوى، وعملت في احدى المولات ك شير ومع ذلك اطمح بأن تفضي مسيرة الاصلاح الى احزاب حقيقية وبرامج فاعلة.

وعن سؤاله عن ذلك قال: نعم انتظر الانتساب الى حزب برامج وبأهداف تخدم الوطن لكي انخرط به بك قوة فنحن بحاجة الى حزب منهجي وبرامجي ولو تحقق ذلك فأن الامور ستمضي نحو المزيد من الرقي والتطور.

اما خالد فيقول: بعد الحصول على الشهادة الجامعية فأننا ننتظر الوظيفة، لكن طابور الانتظار يدفعنا نحو العمل في مجالات تختلف عن طموحاتنا واهدافنا، وعليه فأننا نريد فرص عمل بما حصلنا من تخصص جامعي، وهذا ابسط الحقوق والمطالب.

وماذا عن جمال الذي قرر التحول الى المجال المهني والحرفي «نملك المثير من القدرات والمواهب والقدرة على الابداع والاختراع، ولكن نريد أن نشعر بالاهتمام وبمن يأخذ بيدنا لكي نمضي باظهار طاقاتنا وقدراتنا».

يتنهد ويتابع: لدينا الكثير من الحرفيين الذين يملكون قدرات الابداع والاختراع لكنهم يفتقدون الدعم والرعاية وتوفير الارضية الخصبة لكي يعلنوا عن مواهبهم.

«نتطلع الى المزيد من الاهتمام، فنحن الشباب نملك الارادة والامكانات وكلنا عزيمة لكي نرد الدين الى الوطن الغالي الذي منحنا الكثير».. بتلك الكلمات استهلت رشا، وحيث ارادت التعريف عن اسمها بذلك فقط، حديثها واضافت: نحن الشباب نملك الكثير من الارادة والعزيمة وكلنا عزيمة ونشاط لكي نمضي بمسيرة نهضة الوطن الذي نحب، وفعلا نحتاج الى احزاب حقيقية لكي نجد الفرصة للتعبير عن طاقاتنا، ونتطلع لكي نعزز مسيرة الوطن الذي نحب ونعشق رأن نكون كشباب ضمن دوائر القرار، وان تحظى الاراء والافكار التي نطرحها باهتمام المسؤلين واصحاب القرار، وكما أكد داعمنا وملهمنا الاول، الملك عبدالله الثاني، بأن الشباب هم الأمل والمستقبل.

غياب الرهبة

اجمع عدد من الشباب أن الرهبة تقف عائقًا امام التوجه نحو الحياة الحزبية، ومع ذلك اكدوا أن مخرجات اللجنة الملكية للاصلاح شكلت لديهم الثقة نحو الانخراط في الحياة الحزبية، ومع ذلك فأن محمد بسام، وهو احد طلاب الحقوق بالسنة الثالثة، قال: اترقب تشكيل الاحزاب الذي نسمع عنه في هذه الايام، ومع ذلك لا يهمنا التمثيل بقدر البرامج والخطط والاهداف.

واضاف: انتظر البرنامج الشامل والمغلف بعنوان وطني، وان يكون هناك برامج تخدم مسيرة النهضة الشاملة التي نتطلع ونهدف اليها.

ولفت الى ان الرهبة التي كانت سائدة في السابق من التخوف بالانتساب الى الاحزاب بدأت تتلاشى «نتطلع الى اصلاحات يدعمهما ويقودها ملهمنا وقدوتنا الملك عبدالله الثاني، وهو الداعم والمشجع الاول».

الى ذلك وحيث تمضي التوجهات نحو اصلاحات تنبنى على قوة الاحزاب وبرامجها، فأن الشباب يتطلعون الى المزيد من الدعم والرعاية ما بعيد السؤال الى بدايات هذا التقرير.

واستنادا الى ما سبق، يريد الشباب احزاب بفكر وبرنامج شمولي، وفرص للعمل وارضية خصبة للابداعات والمهارات والاهم من كل ذلك الاهتمام والرعاية.

وبينت عضو مجلس محافظة العاصمة سما السكر ان الأردن هذا البلد الشاب، والذي يشكل الشباب فيه نسبة عالية من المجتمع الأردني، وفي ضل نسب مشاركة متدنية للشباب في الحياة السياسية لا بد من العمل بجدية من أجل أن يكونوا شركاء في العملية السياسية لا مجرد أدوات يصعد من خلالها المتسلقين لتحقيق اهدافهم الشخصية.

وقال عضو الزمالة البرلمانية الناشط خلف القرعان» اليوم الاعتماد الكامل على الاحزاب خصوصا في المرحلة القادمة، واليوم أذ أردت المحافظات وجود شباب داخل البرلمان عليها الضغط على الاحزاب واعطى فرصة جديدة لهذا الشباب، وإن القادم بالمسيرة الإصلاح قد يجعل الاردن افضل وافضل، لكن على المجتمع الاردني دعم الشباب وعدم الخوف من اعطى الفرصة لان الشباب ممثله عن مؤسسات سياسية (مرجعية حزبية) وإن أراد اي حزب بتشكيل اي حكومة عليه في الانتخابات القادمة دعم الشباب اكثر واكثر وأن تنازل عن المقاعد الحزبية للشباب

وقالت الناشطه الشبابية رنا الخرابشة من هيئة شباب كلنا الاردن: أرى أن الشعارات التوعوية التي توزع على الطرقات تؤكد أهمية ما نراه اليوم من حجم للحراك الحزبي السياسي والذاهب الى الانتخابات الوطنيه القادمة ضمن منظومة التحديثات السياسية، واصبحت حياتنا بحاجه لمن يتوافقون الرأي والايديلوجية باتجاه الاصلاح السياسي الذي يقوم بدوره بنهضة وطنية سياسية حقيقية، ويجب على القائمين بالعمل الحزبي تشجيع اكبر قدر ممكن من الشباب من اجل تطوير الفكر السياسي الذي من خلاله يتم تجاوز المخاوف لدينا نحن الشباب من خلال حزمة برامجية تحمل أهداف حقيقية يستطاع ترجمتها من خلال شراكة حقيقية للشباب داخل الأحزاب أو ضمن مخرجاتها الفكرية والقيادية.

وأضافت: يرافق ذلك أيضا العمل على النمو الاقتصادي والاجتماعي الذي يشكل روافع مهمة مع التحديث السياسي نحو مشروع وطني نهضوي، شباب وسياسيين معنيون في صناعته. واليوم تشكل هذه الشعارات والعديد من المبادرات الى خلق حالة من الوعي والثقافة والمعرفة بحقوقنا وواجباتنا، وتدعم الجهود نحو مشاركة سياسية ومجتمعية متميزة.