ما أن تتفتح البراعم وتظهر الأزهار، تبدأ حكاية ملونة وجميلة وجديرة بالمتابعة وتناولها بما تستحق من تدبر ومراقبة؛ تلك الفترة قصيرة وتمضي مسرعة ولا تنتظر طويلا، لهذا وجب الإشارة إلى فترة الأزهار وبالتفصيل.
تزهر أزهار الأشجار المثمرة تباعا لتلون الأغصان وتجذب الحشرات مدعمة بالبراعم الورقية لحمايتها وإضافة بعد جمالي آخر خلال فترة مفعمة بالنشاط والحركة والتوازن والانسجام.
عقب تقليم أشجار الفاكهة والمثمرة وفق الطرق السليمة، يتم بعد فترة من السبات والحصول على معدلات جيدة من البرودة وساعات من الظلام، تتأهب الهرمونات النباتية لبداية جديدة والتنقل عبر الأغصان، لتدفع النمو في البراعم وتتابع ظهور الأزهار والأوراق ولاحقا وبعد عملية التلقيح الثمار اللذيذة وذات البعد الجمالي والمتمثل في اللون والطعم والرائحة.
فسيولوجيا النبات من المواد الممتعة للدراسة والمتابعة لقصة النمو في مراحله المتتابعة من السبات والنشاط والارتباط بالضوء والحرارة والعوامل المؤثرة على الإنتاج للمحاصيل في البساتين والمزارع والمساحات الممتدة في الجبال وربوع الأردن الغالي.
لا خوف من الرياح على الأزهار؛ نسبة العقد للأزهار ليست بالكبيرة وإلا تكسرت الأغصان من ثقل الثمار، تنشط الرياح انتقال حبوب اللقاح وعقد الثمار وكذلك تفعل الحشرات بنفس الدور من خلال التنقل بين الزهور.
تعقد العديد من المسابقات للهواة والمحترفين لرصد وتوثيق مراحل النمو في الأشجار، وكمّ هي جميلة تلك اللقطات والصور التي تلاحق تلك الفترة القصيرة لحظة بلحظة من عمر الأشجار والحياة على حد سواء.
الاقتراب من الأزهار يفيد كثيرا في الشعور بالراحة والجمال وانتظار موسم الثمر بمقدار من الدهشة والاستغراق والإيمان بقدرة الخالق على دفع الحياة إلى الأغصان والسيولة عبر قنوات ومسارات تمهد الطريق للنشاط والحركة والحياة.
العودة للأزهار ضرورية ومفيدة لأكثر من سبب وحاجة ومطلب، ومن أهمها التفكر في ملكوت الله ونعمة وجود الأشجار وما تشكله من جمال طبيعي بمناظر أزهارها عن التفتح وانتشار الألوان والبهجة في سائر الأنحاء.
تزداد وتنشط مبادرات زراعة الأشجار، ويا حبذا لو تمت زراعة العديد من أصناف الأشجار المثمرة في المساحات المقترحة سواء في الغابات وأماكن التنزه والمساحات القابلة للزراعة وتوفير ظروف النمو لها من خلال إدارة المبادرات على مدار العام.
جمال الأزهار يضيف البهجة والسرور إلى النفوس حين تنتشر الألوان الجميلة على امتداد المساحات ولعل متعة النظر للمناظر تعطي طاقة إيجابية من خلال المشهد الرائع والجميل خلال فترة رائعة هي الأخرى.
العودة للأزهار تعني الكثير من المتعة والجمال والأهم من ذلك التدبر في قصة النمو وتحول البرعم إلى زهرة ومن ثم ثمرة وحكاية نتاج زراعي وخير وفير ومحصول سنوي له نكهة خاصة كل موسم وعام.
لننعم بمناظر الأزهار ولنحافظ على جمالها في النفوس، ولنحمد الله على ذلك، ولندرك جيدا وكثيرا بأن الحياة ما هي سوى زهرة ينبغي أن تكون في المكان المناسب لتنمو ويكبر معها الجميع سعداء فرحين بموسم الربيع.
fawazyan@hotmail.co.uk