جمع مذكر سالم باللغة العربية, تعني ما دل على أكثر من اثنين بزيادة «الواو والنون', فهل نحن كعرب, هناك ما يدل على أننا في أفعالنا جمعا للمذكر السالم؟، وهذه الأفعال قد تكون بالمعنى الإيجابي أو السلبي فهناك أفعال إيجابية مثل: المتحدون، المتفقون، المتفاهمون، وهناك أفعال سلبية من فئة: المختلفون، المتخاصمون، المتناحرون، المتقاطعون، المتقاتلون، النائمون، التابعون؟.. فأين من الفئتين نحن العرب ننتمي؟.
الغريب أننا نمتلك كافة المقومات التي تجعلنا بلا شك من أتباع الفئة الاولى حتى وإن كنا مقسمين لاثنين وعشرين دولة عربية, إلا أننا الأمة الوحيدة التي تمتلك كل المقومات للإتحاد, لكننا للأسف الأكثر بعدا عن ذلك، فكل منا «يغني على ليلاه', فلا ندري من يخاصم من ولصالح من؟! نعرف جميعا أن الفاعل ليس بمستتر ومعلوم لدينا, وهو السبب فيما نحن عليه، فاذا ما أردنا أن نفسر ونعرف ماذا يحصل في بلادنا, يجب علينا قبل ذلك أن نعرف ماذا يحصل في واشنطن ولندن وباريس وبرلين وموسكو وطهران؟.
لقد أردت القول مما سبق: إلى متى هذا الإختلاف والتناحر؟ ففلسطين قضيتنا الأولى, ولو أجرينا استفتاء على عروبتها, لكان هناك إجماع مطلق عليها, إلا ما رحم ربي!.
أما اليمن وليبيا, وسوريا والعراق فنحن من سمح للآخرين أن يعبثوا ويقرروا مصيرها, فكان بالإمكان أفضل مما كان، فمشاكلنا وخلافاتنا يمكننا حلها بالإتفاق والوفاق, ولنترك لكل شعب أن يقرر كيف يريد إدارة شؤونه, دون أن يكون هناك إملاءات او تدخلات من الخارج.
مشكلتنا أننا نسمح للآخرين أن يملون علينا, وماذا نريد؟ وما لنا وما علينا؟ نهرول لمن تسبب فيما نحن عليه, نبحث عن حلول لمشاكلنا التي تسببنا نحن بها، كما قال الشاعر للشاعر العراقي (كريم العراقي): «لا تشك للناس جرحا أنت صاحبه لا يؤلم الجرح إلا من به ألم, شكواك للناس منقصة ومن من الناس صح ما به سقمُ».
لقد أدخلونا في دوامة الصراعات السياسية والطائفية والمذهبية, وفي الصراع على السلطة, بل وأدخلوا علينا فصول السنة: الربيع والخريف العربي, «كلمة حق أريد بها باطل', كل له أجندته الخاصة, يملون علينا ماذا نفعل وماذا لا نفعل, وهم في حقيقة الأمر, يسعون لتحقيق مصالحهم الخاصة, فإذا خالفناهم الرأي, اتهمونا بالدكتاتورية والقمعية, وفتحت علينا ملفات حقوق الإنسان واضطهاد المرأة وحقوق الطفل. نضع أموالنا في بنوكهم, تعاد الينا على شكل قروض من خلال صندوق (النكد الدولي), وعبر برامج إذلال ما يسمى (التصحيح الاقتصادي), فنزداد غوص? في وحل المديونية, ونصبح عاجزين ليس عن سداد الدين, بل حتى عن سداد فوائده.
وفي هذا الصدد أعلم أن هناك الكثير من نظريات المؤامرة التي يقال إنها تحاك ضدنا, نتفق أولا نتفق مع بعضها, فالعلاقات بين الدول تبنى على المصالح وليس العواطف وبالنتيجة مشاكلنا نحن سببها, وحلولها بأيدينا, شعوبنا توحدت في كاس العالم خلف منتخب عربي (المغرب), فلماذا لا نتوحد في قرارنا السياسي والإقتصادي, وأن نصبح (جمع مذكر سالم) فاعلون على قافية: متفقون, متفاهمون متضامنون؟.
أستاذ القانون الدولي العام