كتاب

والدي.. الراحل الحسين والملك عبد الله

توفي والدي (رحمه الله) بتاريخ 5/2/ 1999وذلك قبل يومين من إعلان انتقال الحسين (طيب الله ثراه) إلى الرفيق الأعلى وفقدان الأب الحاني وسط حزن كبير في الأردن والعالم على حد سواء.

فقدت والدي والذي كان بنفس عمر الراحل الحسين وكان المثال والقدوة لي للإخلاص للأردن من خلال الوظيفة الحكومية وإتقان العمل وحسن معاملة الناس وإنجاز العمل في موعده ودروس عديدة غرسها في نفسي والدي رحمه الله والذي قضى في الوظيفة العامة قرابة ثلاثة عقود في رحاب دائرة الأحوال والمدنية والجوازات.

انتقل الحسين الراحل بتاريخ 7/2/1999 لنفقد الأب الحاني على أسرته الأردنية الواحدة، والقائد الباني لمسيرة الأردن على مدار رحلة التنمية للإنسان الأردني بهمة وأمل ورجاء ومساهمته في العطاء داخل الأردن وفي الدول العربية والعالمية باقتدار ومهنية وفخر واعتزاز.

تسلم جلالة الملك عبد الله الثاني (حفظه ورعاه) سلطاته الدستورية بتاريخ 7/2/1999 وقد أثر على نفسه الصبر لفقدان الأب والقائد، وشرع في خدمة الأردن وسط الظروف الصعبة وتحمل من أجل ذلك الكثير في سبيل نهضة المملكة الأردنية الهاشمية لتبقى الأنموذج من الاستقرار والمنعة والاعتدال.

حب الأردن والإخلاص لمسيرة العطاء والبناء غرسها في النفوس الراحل الحسين واحتذى به والدي وعلمني إياها مخلصا للعرش الهاشمي والمملكة الأردنية الهاشمية ومؤسسات الدولة واحترام النظام والقانون.

يحرص جلالة الملك عبد الله الثاني ومنذ تسلمه سلطاته الدستورية على توجيه الجميع للإصلاح والتقدم والتحديث وغرس التفاؤل والأمل في النفوس لمستقبل مشرق للأردن في المنطقة والعالم أجمع.

نستذكر الأيام واللحظات الحاسمة في تاريخ الأردن ونستذكر بالوفاء الحسين ملك القلوب والذي ما تزال ذكراه بيننا وفي كل مثل من الإنجاز وما يزال صوته يردد: «فلنبْن هذا البلد ولنخدم هذه الأمّة». ونجدد البيعة لسيدنا جلالة الملك عبد الله الثاني والذي يصل الليل بالنهار لرفعة الأردن الغالي وبناء الدولة الحديثة ومساهمة المؤسسات والأفراد في مضمون ذلك وفي دفع المسيرة للأمام وأهمها القضية الفلسطينية والحرص على ثوابت الموقف الأردني تجاه جميع القضايا وأهمها القضية الفلسطينية والتي يؤكد على حقوق الشعب الفلسطيني العدالة وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف والحرص على الوصاية التاريخية للعائلة الهاشمية للمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس والحفاظ عليها على مر السنوات الماضية وتلك اللاحقة.

'في خدمة جلالة الملك والمملكة الأردنية الهاشمية» شعار كان والدي يضعه نصب عينيه في عمله في سلك الدولة وعلى الدوام وورثه لي أثناء التشرف بالخدمة في وزارة التربية والتعليم، ومجتهدا حسن الأداء والتعامل مع المواطن وتطوير العمل ما أمكن بروح الفريق الواحد.

معنى الأبوة يتجسد في حرص جلالة الملك عبد الله الثاني لرعاية أسرتنا الأردنية الواحدة، بحنان ولطف وصبر وحكمة وثقة بقدرة المواطن بتجاوز جميع التحديات والإيمان الراسخ بالدولة الأردنية الحديثة ومؤسساتها الرائدة والقادرة على الإصلاح والتطوير.

قبل أيام احتفلنا وما نزال بعيد ميلاد سيدنا، وقد كان في جولة ملكية تحدث فيها بوضوح وصراحة وقوة عن ثبات الموقف الأردني تجاه حل الدولتين وضرورة اتخاذ جميع الإجراءات الكفيلة بالسير قدما في هذا الاتجاه والدفاع عن الحقوق العادلة للشعب الفلسطيني والمحافظة على خصوصية الوضع في القدس ضمن الوصاية الهاشمية للمقدسات الإسلامية والمسيحية والتي تتعرض لانتهاك واعتداء صارخ في المدينة المقدسة.

في حله وترحاله لسيدنا مواقف عديدة، يقدرها الجميع لما لها من أثر ومحتوى مدروس بدقة وشمولية لا مثيل لها وخصوصا في المنابر والبرلمانات والشخصيات الدولية وحجم دعمها للأردن وسياسته الحكيمة.

رحم الله الحسين وطيب الله ثراه وحفظ الله جلالة الملك عبد الله الثاني وإيده بنصره وعزه، ورحم الله والدي الذي أحب الأردن كثيرا، وأورثنا إياه.

fawazyan@hotmail.co.uk