اختتمت فعاليات مهرجان القوز للثقافة والفنون التي أقيمت في السركال أفنيو ومنطقة القوز في دبي مساء أمس بحفل للمغني السوري بو كلثوم، المنتج الموسيقي ومؤلف الأغاني ومغني الراب، والمتأثر بموسيقى الفانك في العالم العربي، بما اشتهر به من تقديم تجاربه الشخصية العميقة مع الظلم والفقدان والنضال من خلال كلمات أغانيه وتعبيراته الحركية.
وقدمت الشاعرة السودانية المقيمة في بريطانيا أسماء البدوي فقرة الكلمة المنطوقة في المهرجان، كإحدى المؤثرات في الرياضة والأزياء والثقافة. كما قدم فنان الهيب هوب السعودي حسان أحمد الملقب بـ«بيج هاس» فقرات فنية، كأول مذيع سعودي يدخل هذا النوع من الموسيقى لقائمة برامج الراديو، ويعمل على نشر ثقافة الراب العربي من خلال برامجه الإذاعية الشبابية التي تحاكي هموم الشباب.
كما شارك في الأمسية مغني الراب والشاعر الأسترالي عمر موسى. وضمّ المهرجان في نسخته العاشرة أكثر من 200 فعالية، و 50 مفهوماً إبداعياً من جميع أنحاء القوز والتراث الإماراتي، احتفاءً بمرور عقد من النجاح على تأسيسه. وضم كذلك تجارب تفاعلية من خلال استوديو الفنون الرقمية لتحدي الأفكار المسبقة وتشجيع النقاش والحوار. واشتمل على بعض اللوحات التراثية من مناطق مختلفة، منها التراث الفلكلوري الفلسطيني.
ومهرجان القوز للفنون هو احتفاء سنوي بالفن والثقافة تأسس عام 2012، وتنظمه «السركال»، ويُقام في السركال أفنيو وعلى امتداد منطقة القوز المحيطة به، ويحتفي بالمفكرين والصناع من هذا الحي الإبداعي. كما يتضمن أنشطة لجميع الأعمار، تشتمل على المعارض، والتركيبات الفنية، والنقاشات، والورش، والعروض، والموسيقى وغيرها.
و السركال أفنيو حيّ ثقافي نابض بالحياة يقع في منطقة القوز الصناعية في دبي، ويُعدّ موطنًا لمجتمع يضمّ أكثر من 70 من المعارض الفنية المعاصرة ومؤسسات الفنون المرئية والأدائية ودور التصميم والشركات المحلية والمساحات المجتمعية التي يقودها رواد أعمال، كما يشكّل منصّة لتطوير القطاعات الإبداعية في دولة الإمارات.
وفي إطار المهرجان، قالت الشاعرة السودانية أسماء البدوي لـ «الرأي» إنّها بدأت بكتابة الشعر منذ كانت في الثامنة من عمرها، وكانت بداياتها الشعرية شخصية وحاولت إخفاءها عن الآخرين ولم يكن بقصدها نشرها، ولكن بعد التطور في وسائل الاتصال ومع النضج في العمر والتجربة بدأت بنشرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي فلاقت استحسانا مما شجعها على الاستمرار والتطوير،. وقالت إن ديوان «أغراضي»، جاء تصحيحًا لمعلومة مغلوطة حول العادات السودانية بأن أهل الفتاة عند تزويجها يقومون بتوزيع أدواتها ومقتنياتها القديمة، ثم تبدأ حياتها عند الزواج بالحصول على أدوات ومقتنيات جديدة، وكأن ذلك يرمز إلى إنسلاخ الفتاة عن حياتها الماضية كليا، وهو ما يخالف نظرتها لهويتها، وحول المنظور الثقافي والاغتراب قالت البدوي إنّها قدمت رسالة واضحة، فعلى الرغم من أنها عاشت حياتها في بريطانيا إلا أن والديها بقيا محافظين على العلاقات الحميمية العائلية والاستقرار الأسري، مما غرس في الشاعرة حب العائلة والانتماء لها بخلاف عادات المجتمع الغربي، فأثّر ذلك إيجابا على حياتها العملية والشعرية، خصوصًا وأنّها عانت في طفولتها المبكرة من عسر في القراءة «الديسلكسيا»، فاستطاعت تجاوز ذلك من خلال إصرارها على تعلم القراءة، نحو تحقيق الطموحات.