كتاب

زيت الزيتون سلاحنا في مواجهة الدهون المتحولة

تشكل الأمراض القلبية الوعائية المسبب الأول للوفاة عالميا، وهو أمر ينطبق على الأردن. وقبل أيام أصدرت منظمة الصحة العالمية تقريرا تحدثت فيه عن الخطر الذي تشكله الدهون المتحولة عبر دورها في التسبب بأمراض القلب.

وقال التقرير الصادر عن منظمة الصحة العالمية إن خمسة مليارات شخص على مستوى العالم لا يزالون غير محمين من الدهون المتحولة المعروفة باسم دهون ترانز fat trans، مما يزيد من خطر الاصابة بأمراض القلب والوفاة.

توجد الدهون المتحولة في الأطعمة المعبأة والمخبوزات وزيوت الطهي والأطعمة القابلة للدهن. وتقدر منظمة الصحة أن تناول الدهون المتحولة مسؤول عن ما يصل إلى نصف مليون حالة وفاة مبكرة بسبب أمراض القلب التاجية كل عام في جميع أنحاء العالم.

وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس: «الدهون المتحولة مادة كيميائية سامة تقتل، ولا ينبغي أن يكون لها مكان في الطعام. حان الوقت للتخلص منه مرة واحدة وإلى الأبد».

الدهون المتحولة يتم تصنيعها عبر عملية تتم للزيوت السائلة تسمى «الهدرجة»، وفيها يتم إضافة ذرات الهيدروجين، ويتم تحويل الزيوت إلى دهون صلبة ذات عمر تخزين طويل، بحيث يمكن استخدامها بسهولة في المخبوزات التجارية، والسمن النباتي «المرغين»، والوجبات الخفيفة، والأطعمة السريعة.

تشير المعطيات الطبية إلى أن الدهون المتحولة تزيد خطر أمراض القلب التاجية، وسرطان الثدي، وسرطان البروستات.

في أردننا الغالي حبانا الله بالزيتون الذي يشكل زيتا نباتيا صحيا للغاية. ووفقا لتقرير سابق صدر عن وزارة الزراعة بلغت أعداد الأشجار المزروعة بالزيتون 10.5 مليون شجرة. كما أن الأردن عضو في مجلس الزيتون العالمي، ويصنف عالميا بأنه عاشر دولة في إنتاج الزيتون.

وقال التقرير وقتها إن متوسط استهلاك المواطن من زيت الزيتون يبلغ 4 كيلوغرامات سنويا.

هذا يدفعنا إلى التركيز أكثر على دعوة المواطنين لاستهلاك زيت الزيتون للحصول على فوائده الصحية، وإضافته إلى الطعام عوضاً عن الدهون المصنعة والمرغرين. وهذا أمر ينعكس إيجابيا على صحة الأردنيين، واقتصاديا عبر دعم المزارعين وصناعة الزيتون.

تعزى الفوائد الصحية لزيت الزيتون إلى خصائصه المضادة للأكسدة والمضادة للالتهابات. وأظهرت الدراسات وجود صلة بين انخفاض مخاطر الاصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وبعض أنواع السرطان، وحتى الخرف لدى الأشخاص الذين يستهلكون كميات أعلى من زيت الزيتون من أولئك الذين يستخدمون القليل منه أو لا يستخدمونه على الإطلاق.

زيت الزيتون يزخر بالمواد المغذية والمفيدة، وبالرغم من أنه الخيار المفضل لدى مجتمعنا، إلا أننا نحتاج إلى زيادة استهلاكه، وفي نفس الوقت تقليل استهلاك الدهون المتحولة، وهذا يشمل تقليل استهلاك الوجبات السريعة والحلويات التي تضاف لها الدهون المتحولة.

تمضي السنين ونكتشف أن منقوشة الزعتر البلدي بزيت الزيتون أفضل من كل الوجبات

السريعة، لصحتنا، واقتصادنا.