شباب وجامعات

التعليم.. وسيلة رئيسة للتنمية و (رأس المال البشري)

احتفل العالم 24 كانون الثاني الحالي، للمرة الخامسة باليوم الدولي للتعليم وتحت شعار «إيلاء الأولوية للتعليم كوسيلة للاستثمار في البشر».

ودعا احتفال هذا العام إلى الإبقاء على التعبئة السياسية القوية بخصوص التعليم، وإلى تمهيد السبيل أمام تحويل الالتزامات والمبادرات العالمية إلى أفعال، وذلك بالاستفادة من الزخم الذي ولَّده مؤتمر قمة تحويل التعليم الذي عقدته الأمم المتحدة في أيلول 2022، الى جانب ضرورة منح الأولوية إلى التعليم بغية تسريع وتيرة التقدم نحو تحقيق جميع أهداف التنمية المستدامة في ظلِّ الركود العالمي وتنامي أوجه عدم المساواة وأزمة المناخ.

ويعد التعليم السبيل الرئيس للتنمية الذاتية، كما أنه طريق بناء المستقبل لاي مجتمع من المجتمعات وهو حق من حقوق الإنسان ومنفعة عامة ومسؤولية عامة، ما يفسر قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بإعلان يوم 24 كانون الثاني من كل عام، يوماً دولياً للتعليم تقديراً واحتفاءً بالدور الذي يضطلع به التعليم في تحقيق السلام والتنمية.

واشارت في تقريرها ان على الدول مسؤولية كبيرة بتحقيق المساواة بين الجنسين وكسر دائرة الفقر التي تتسبب في تخلُّف ملايين الأطفال والشباب والكبار عن الركْب، من دون ضمان التعليم الجيد المنصف والشامل للجميع وتعزيز فرص التعلم مدى الحياة للجميع، ووشددت على ان التعليم حق من حقوق الانسان لا يجب ان يتنازل عنه اي فرد مهما كانت الظروف، اذ يعتبر هو الطريق للتنمية المستدامة التي تبنى عليها المجتمعات تطورها وبقاءها، وعلى الدول والمجتمعات ان تؤمن هذا الحق لكل طفل مهما كانت ظروفه.

واستنادا الى كل ما سبق، أطلق على التعليم اسم «رأس المال البشري» حيث يتحول هذا التعليم إلى وجه من وجوه الاستثمار، لأنه يصبح جزءا من الفرد الذي يتلقى هذا العلم، ويعمل على استثماره والاحتفاظ به كرأس مال اينما ذهب ومهما واجه من الصعوبات والتحديات.

وبالرغم من ذلك فإن التعليم يعد شكلاً من أشكال رأس المال طالما أنه يتحول في المخرجات النهائية ليحقق خدمة منتجة ذات قيمة اقتصادية.

الى ذلك، فأن الاثر الذي تركته جائحة كورونا في العالم بأكمله بعدما تم إغلاق المدارس والجامعات وكافة المؤسسات التعليمية، الى جانب برامج تعليمية أخرى كـ محو الأمية وغيرها، اثر على ملايين الطلاب في كل أنحاء العالم بشكل سلبي، ما يؤكد أهمية تكاتف الجهود الدولية للوصول لمجتمعات أكثر استدامة وقادرة على النهوض بعد جائحة كورونا.

ويعد التعليم الوسيلة الامثل للقضاء على مشكلة الفقر التي تعاني منها الكثير من الدول، حيث يلاحظ دائمًا عند قياس نسب الفقر العلاقة الوثيقة ما بين الأمية والفقر في هذه المجتمعات، حتى تكاد تتساوى المعادلة فقر = أمية وجهل.

ويرفع التعليم قيمة الحضارة ويعزز قيم ومؤشرات المستوى الثقافي والاجتماعي لدي الافراد، ما يسهم في زيادة النضج وزيادة الانتاج والتقدم والازدهار بعيدا عن النزاعات والصراعات حيث يتم التوجه فعليا الي الارتقاء والى التطور الصناعي والعلمي وبناء ثقافات مزدهرة والكثير من العقول النابغة التي ترفع من نهضة الامم.

ويشكل التعليم حجر الاساس لنجاح الإنسان في حياته، فالتعليم السبيل الأمثل للخروج من الفقر، ذلك أن المعرفة التي يكتسبها الفرد من العلم تمنح الإنسان الأمل في إكمال التعليم والسعي لتحقيق الطموحات، ويساعد التعليم على التغيير للأفضل في الحياة اليومية ومن ناحية التغذية والرعاية الصحية، كما تزداد ثقافة الفرد ويصبح أكثر قبولاً وقدوة للأبناء.