كل عام وتحديدا في 15 من شهر كانون الثاني، يتم الاحتفال بيوم الشجرة وزراعة أعداد من الأشجار وفي مواقع متعددة ومن قبل الجميع سواء في المؤسسات العامة والخاصة والأفراد والجمعيات والنوادي والمدارس والجامعات.
جهد وطني وتطوعي يمتد على أنحاء الوطن ويغطي مساحات واسعة والأهم من ذلك يعزز ثقافة الغرس والمساهمة والعطاء والتفاعل الإيجابي مع البيئة والمحافظة على المصادر الطبيعية سليمة من الاعتداء وخصوصا الغابات في فصل الشتاء.
الشكر والتقدير لجميع من يشارك في مشروع زراعة الأشجار وخصوصا من يحفرون الحفر وينقلون الغراس ويتابعون الأشجار بعد زراعتها في المواقع ويدعمونها بالمساند والرعاية والري والمحافظة عليها بانتظام.
تبذل وزارة الزراعة جهودا طيبة وهذا العام شارك معالي وزير الزراعة مندوبا عن جلالة الملك في احتفال يوم الشجرة في لواء القطرانة بمحافظة الكرك، حيث تم افتتاح غابة القطرانة التي تم إنشاؤها على مساحة 2000 دونم، وتضم 100 ألف شتلة ضمن خطة استدامة تشمل الحماية والري من خلال المياه المعالجة وتقنية الشرنقة.
ثمة العديد من مشاريع التحريج التي نفذتها وزارة الزراعة ضمن الخطة الزراعية المستدامة (2022-2025) والمشاريع الحرجية الأخرى بالتعاون مع العديد من الهيئات والمنظمات والشركات الوطنية وعلى امتداد محافظات المملكة وذلك لرفع نسبة الغابات في المملكة والتي لا تتجاوز بحدها الأعلى 1% من مساحة المملكة.
التوسع في مشاريع التحريج، إنشاء مشاتل التحريج، تجميع المياه اللازمة للأشجار، استقطاب الدعم لمشاريع التحريج، نذر بذور النبات الرعوية في المناطق الصالحة للزراعة ومجموعة من الأفكار الفريدة والتي يمكن تنفيذها ومنها زراعة مناطق مختارة من الطريق الصحراوي بأصناف جديدة وملاءمة للبيئة.
تنفذ العديد من الجهات زراعة الأشجار ضمن خطة سنوية وبنسب تنفيذ تصل إلى 100% سواء في الزراعة والمتابعة والعناية وتلك نماذج وطنية أخذت على عاتقها المساهمة في العطاء والمشاركة المجتمعية، إضافة لإنشاء الحدائق العامة بالتعاون مع أمانة عمان والبلديات في أنحاء المملكة.
لا بد من توجيه الاهتمام لزراعة أصناف مختارة من أشجار الفاكهة، ومنذ فترة ليست بالقصيرة ظهرت مبادرة عملية لجمع بذور أشجار الفاكهة وخصوصا الحجرية وأخذها عند الرحلات وزراعتها في الأماكن المناسبة علها تكبر وتظلل المكان.
'غرسوا فأكلنا ونغرس فيأكلون»، قصة وحكمة مختصرة للأجيال لزراعة الأمل والعطاء والمساهمة الإيجابية والانتظار الجميل لحصاد المعروف في النفوس، واعتقد أن قصة العبارة معروفة ونحتاج لمثلها لتعزيز الرسائل الموجه للأجيال القادمة بشكل مختصر وصريح: رسالة نتبادلها في الحياة ونتوارثها جيلا بعد جيل ليعمر الكون.
غرس الشجرة عبارة عن علاقة حميمة مع الأرض والتفاعل مع مشوار الحياة وتسلسل المحطات من النمو والكبر والتحول والوقوف في وجه التحديات ومواجهة العقبات والصمود من خلال الرعاية المستمرة للشجرة طوال العام.
يوم الشجرة عنوان جميل نرسمه مع الغراس والأجيال القادمة لتعي بحق أهمية الالتصاق بالأرض والدفاع عنها وحمل رسالة العطاء وترجمتها في جميع مجالات الحياة، ومن الجميل أيضا مشاركة الفتية والفتيات في غرس الأشجار والعناية بها ليكبر الحلم معهم بأن الشجرة والأرض صنوان.
غرسوا فأكلنا من جهدهم ونغرس ليأكل الجيل القادم وكذلك سيفعل، لتستمر دورة الحياة ويعمر الكون؛ الحياة كظل شجرة نجلس تحتها ومن ثم نمضي إلى دار الحق، فعلنا نستظل بها ونرتاح قليلا من العناء.
fawazyan@hotmail.co.uk