كتاب

الدراسات القطاعية

رعى سمو الأمير الحسن بن طلال، رئيس المجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا، الأسبوع الماضي، فعاليات إطلاق نتائج الدراسات القطاعية التي أعدها المركز الوطني لتنمية الموارد البشرية والتي تهدف إلى تحديد جانبي العرض والطلب في قطاع الزراعة، وفي قطاع إمدادات الكهرباء والطاقة المتجددة.

أكد سموه، في كلمة له أهمية أنسنة الأرقام للوصول إلى المجتمعات المحلية وفهم احتياجاتها لتحقيق التعافي القادر على الثبات، لافتاً إلى ضرورة الجمع بين الموارد البشرية والطبيعية والاقتصادية.

كما أشار سموه إلى الحاجة للاستثمار برأس المال البشري لتمكين جميع فئات المجتمع المحلي، منوهاً إلى ضرورة توفير الدراسات الموثّقة بالمعلومات المطلقة والأرقام المثبتة.

وجدد سموه الدعوة لإقامة نظام معلومات وطني للمساعدة في توفير المعرفة الوطنية، والمواءمة بين المعلومات لغايات إنمائية.

ولفت إلى ضرورة تبني منظومة تجمع بين المياه والبيئة والغذاء والطاقة كمجالات متداخلة ومتشابكة للدراسة والعمل، والتنسيق بين الوزارات المعنية للبعد عن العمل الفردي.

وأشاد سموه بعمل المركز الوطني لتنمية الموارد البشرية كوسيط بين التعليم وسوق العمل وتنظيم المعلومات بشكل دقيق.

عرض رئيس المركز الوطني لتنمية الموارد البشرية، الدكتور عبد الله عبابنة، أبرز نتائج الدراستين القطاعيتين، والتي جاءت منسجمة مع الخطة التنفيذية لرؤية التحديث الاقتصادي التي أقرتها الحكومة أخيرا، وترجمة للتوصيات الواردة في الاستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية 2016–2025.

وأشار إلى أن الدراستين ستسهمان في خدمة عملية التوجيه والإرشاد المهني للطلبة، وتوجيه السياسات المتعلقة بالتعليم والتدريب ورفع الكفاءة، ومساندة مجالس تطوير المهارات القطاعية في تحقيق أهدافها، وتوفير بيانات عن واقع سوق العمل للقطاعين المستهدفين للسنوات الثلاث المقبلة، كما تسهم في التعرف على أبرز المشكلات التي تعاني منها القطاعات المستهدفة وقراءة الحلول المقدمة من أصحاب العمل للعمل على معالجتها.

تكمن أهمية الدراسات القطاعية والتي تنفذ من قبل المركز الوطني لتنمية الموارد البشرية في كونها تستجيب للواقع الميداني وتوفر العديد من المعلومات وبشكل دقيق للمعنيين، ولعهد قريب وقبل التقاعد من وزارة التربية والتعليم، كانت دراسات المركز الوطني لتنمية الموارد البشرية تعني لي الكثير للاطلاع والمتابعة وأحيانا المشاركة في حضور تدريب معين في البرامج المنفذة والاطلاع على نتائج الدراسات ذات العلاقة بالتربية والتعليم ومنها نتائج الدراسات الدولية في العلوم والرياضيات.

كما أشار رئيس المركز الوطني لتنمية الموارد البشرية أنه من المتوقع للدراستين أن تخدم عملية التوجيه والإرشاد المهني للطلبة وهو الهدف الحقيقي للتحول إلى التعليم المهني والتقني ورفع كفاءة العاملين في هذا القطاع الهام.

حضر لقاء إعلان النتائج رئيس الوزراء، الدكتور بشر الخصاونة، وعدد من الوزراء والمسؤولين ورؤساء الجامعات، وهذا ما يجب الإشارة إليه دوما من ضرورة الاستفادة الحقيقية من نتائج الدراسات وخصوصا تلك التي ينفذها المركز الوطني لتنمية الموارد البشرية، ومع الدراستين المشار إليهما فإن وزارة التربية والتعليم ووزارة العمل والجامعات معنية وبشكل مباشر بما سوف توفره الدراستان من معلومات مفيدة ودقيقة.

العديد من الدراسات تبقى حبيسة الأدراج ولا يتم الاستفادة منها في الوقت المناسب وتلك معضلة كبيرة تواجه الأقسام المعنية بالتخطيط والدراسات والأبحاث ونشر النتائج وبشكل مناسب للجمهور والفئات المستهدفة واستقطاب الدعم المناسب لإجراء المزيد من الدراسات والأبحاث وفي المجالات كافة.

أشير إلى مهارة الباحثين في المركز الوطني لتنمية الموارد البشرية وكذلك في الأسلوب المتبع في عرض نتائج الدراسات ونشرها وبشكل مناسب، وهذا في حد ذات ميزة يتمتع بها المركز منذ عقود.

لرعاية سمو الأمير الحسن بن طلال، رئيس المجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا، الأثر الطيب في المتابعة والتوجيه والدعوة المستمرة لربط الدراسات مع الاحتياجات الفعلية والقرب من الواقع لإيجاد الحلول المناسبة، حفظ الله سمو الأمير الحسن ومتعه بالصحة والعافية.

fawazyan@hotmail.co.uk