يشكو العديد من المرضى الذين يراجعون أطباء في القطاع الخاص الأردني من ساعات انتظار طويلة، ومن رفض إعطاء الطبيب لمواعيد، إذ يجب على المريض القدوم مبكرا حتى يحجز دورا.
الطب مهنة إنسانية، والطبيب هو رسول للرحمة والعلاج، أنعم الله عليه بالقدرة على مساعدة الناس وعلاجهم. وأطباؤنا يقومون بمهمة إنسانية عظيمة لا تقدر بالمال.
هذا يتطلب من أطباء التعامل على قدر المسؤولية، واحترام وقت المرضى، ووضعهم الصحي.
ولكن بعض الأطباء عند رفضهم إعطاء مواعيد فإنهم يتعاملون بعكس روح الطب، ويسيئون للمهنة والمرضى.
هناك مرضى يكونون في السبعين والثمانين من العمر، والذين يخرجون من المنزل بشق الأنفس على عكازة أو كرسي متحرك، ويحتاجون الذهاب للحمام كل نصف ساعة، فكيف يمكن الطلب من هؤلاء الحضور لعيادة الطبيب في الثامنة صباحا والانتظار للدخول على الطبيب في 3 عصرا! بعد انتظار سبع ساعات!
الطبيب يدير عيادة، لا صاجا لبيع الفلافل، حتى تكون الأولوية لمن يزاحم أكثر ويصل أولا إلى وعاء الفلافل المقلي!
هناك بعض الأطباء الذين لا يعطون مواعيد، لأنهم لا يعرفون كم سيقضون من الوقت مع المريض، ولذلك هم يريدون إعطاء كل مريض حقه، وهذا شيء نتفهمه، ولكنه ليس عذرا، ويجب دائما إعطاء موعد.
بالمقابل هناك أطباء يتعمدون عدم إعطاء مواعيد حتى يعطوا صورة بأنهم مشهورون وعليهم إقبال من المرضى، ووقتهم أثمن من وقت أي مريض، ولذلك فهم أكبر من المواعيد!
هذا تصرف خطير، يشوه صورة الطبيب ومهنة الطب، ويلحق الأذى النفسي والبدني بالمرضى، وهو يزيد الفجوة بين المرضى والأطباء، والتي زادت خلال السنوات الماضية مع شعور العديد من الناس بأن بعض الأطباء يتعاملون معهم كصراف آلي للمال، لا كمرضى يحتاجون العلاج.
أدعو وزارة الصحة والهيئات المناط بها تنظيم القطاع الطبي في الأردن، إلى إلزام جميع الأطباء -مهما اعتبروا أنفسهم كبارا- بإعطاء مواعيد، والالتزام بها. ويجب أن يتم زيارة العيادات للتأكد من الالتزام بذلك، بنفس الطريقة التي تجري بها زيارة العيادات والمستشفيات للتأكد من معايير السلامة والاشتراطات الصحية.
يجب إعطاء موعد لكل مريض، وعند وصوله يجب إعلامه إذا كان هناك احتمالية لحدوث تأخير، والذي يفترض أن يكون منطقيا، يعني 15-30 دقيقة، لا 6 ساعات!
أطباءنا الكرام: نقدركم ونحترمكم، ولذلك نريد أن تكونوا بأفضل صورة، وأن تبادلونا الاحترام والتقدير.
لذلك نرجوكم: أعطونا مواعيد!