بعد مرور عطلة نهاية العام والإجازات السنوية، تعود عجلة الإنتاج للدوران وتكون الحاجة للعمل ومواصلة الجهد للعطاء والمثابرة والتقدم والمبادرة ومواجهة التحديات بعزم وإصرار.
سجل جديد للعمل ولا بد من رؤية واضحة للفترة المقبلة وخطط واقعية وعلى أرض الواقع للتطوير ورفع الإنتاجية ودفع العاملين للعمل والإتقان وتقديم الملاحظات والمقترحات لتطوير العمل؛ سماع وجهة نظر العاملين نحو العمل من أهم نقاط النجاح وإشراكهم في رسم معالم المستقبل.
بداية المراحل الجديدة، لا بد من جمع العاملين وأخذ التغذية الراجعة منهم بخصوص الأهداف المنوي تحقيقها والسبل الكفيلة لذلك والمخاطر الماثلة أمام الجميع.
تطوير الخدمات المقدمة وفي المجالات كافة هي مفتاح النجاح لتبسيط وتسهيل الإجراءات في العمل سواء في القطاع العام والخاص، وذلك لتوجه إلى العمليات الإنتاجية والتي لا تأخذ الحيز المناسب نظرا للانشغال في الإجراءات ومتابعة القضايا المتعلقة بها والبحث عن حلول فردية وعامة لا تنتهي.
الانتماء والشعور بالمسؤولية الأخلاقية تجاه العمل والمؤسسة وصاحب العمل والمبادرة في طرح أفكار ومقترحات مناسبة وعملية لتطوير العمل، سلوك مطلوب ممن يعملون بالقرب من الأهداف والطموحات المؤسسية، فليس نهاية المطاف الحصول على الراتب، بل مقدار حجم الانتماء للمؤسسة والسعي لإحداث فرق عملي بما يخدم ويساهم إيجابا في مسيرة المؤسسات في القطاعات كافة.
التقويم، أو «رزنامة» العام الجديد هي من القرطاسية التي توزع على الأقسام في العديد من المؤسسات والتي من المفترض أن تسجل على أوراقها الأفكار والخطط والمقترحات خلال الفترات المتاحة للعام القادم ومتابعتها باهتمام وتدقيق وحرص.
العودة للعمل في ثنايا عام يبدأ، فرصة مناسبة لوضع هدف شخصي وآخر عام لإضافته إلى الأجندة ودفتر الملاحظات الجانبي والحرص على تنفيذه خلال عام يتسع للكثير من المبادرات الجوهرية في مجال العمل.
التنمية البشرية وتأهيل العاملين ورفع قدراتهم وبناء البرامج التدريبية أثناء العمل من الأدوات المفيدة لمسح الاحتياجات التدريبية للعاملين ومن ثم تلبية البرامج المناسبة والتي هي بالمناسبة غير مكلفة على مستوى التدريب لساعات كل أسبوع وربطها بتطوير العمل وخصوصا المحاسبي والإداري وتنظيم العمل، إضافة إلى المهارات المطلوبة حسب الوصف الوظيفي، والسؤال عن الفرق المنشود لإتمام العمل على أفضل صورة؟.
العودة للعمل والإنتاج تقضي مخافة الله في المسؤولية والأمانة الملقاة على عاتق كل عامل وعاملة في ميادين العمل والإنتاج والتي تنطوي على البداية الطيبة للإخلاص والانتماء وتغليب المصلحة العامة على المصلحة الخاصة ومحاسبة النفس عند نهاية دوام كل يوم والنظر إلى الإنجاز الحقيقي.
سلسلة النجاح في المؤسسات تبدأ من الجهد البسيط الذي يبذله عامل متواضع ويعززه رئيس قسم ومدير ومسؤول في أسرة الإنتاج والخبرات المساندة والتي تعمل جنبا إلى جنب مع الجهود لتطوير العمل بشكل مناسب وضمن بيئة عمل ملائمة ومنسجمة.
ذات مرة وفي مؤسسة عامة، اقترح مسؤول كبير العودة إلى الأرشيف والبحث في الملفات القديمة ومتابعة أسلوب شرح الموظف البسيط في بداية المعاملة ومتابعة الشروحات للوصول إلى القرار النهائي، كانت المفاجأة أن ما كتبه الموظف في بداية المعاملة لم يلتفت اليه أحد على الرغم من أهميته وشرحه الدقيق وأن رئيس القسم والمدير غير الشرح واكتفى باقتراح غير عملي وفي بعض الأحيان نسب بالحفظ، لا بد من فترة وأخرى وللتطوير العودة للأرشيف لما فيه من أسرار منوعة وربما خطيرة!.
العودة للعمل والإنتاج ضرورة وبداية موفقة لجميع العاملين في مسيرة العطاء والرجاء والأمل لصالح الوطن والمواطن.
fawazyan@hotmail.co.uk
مواضيع ذات صلة