كتاب

عندما أنقذوا «قلبي»!

لحظة تعب مفاجئة، قادتني إلى المستشفى، ليكتشف النطاسي البارع د. فؤاد البطوش، الحاجة العاجلة لإجراء عميلة قسطرة ووضع شبكيات وليصل إلى نتيجة حتمية وعاجلة لعملية قلب مفتوح، تدخل في عملها معالي الباشا الدكتور سعد جابر هذا الطبيب الإنسان ومساعده الدكتور الأنيق والراقي الدكتور ينال الناصر، فكانت النجاة والحمد لله.

لحظة امتدت إلى مدة أسبوعين في المستشفى والتدبر في خطر داهمني وكاد القضاء على رحلة الحياة، ولكن جملة من المواقف، جعلتني في المستشفى انظر لرحمة الله وكرمه وفضله ونعمه علي وعلى الجميع ؛ الصحة لا تعوض، ولا يوجد ما يستحق الشقاء والتعب في ردهات الحياة، سوى العبادة الحقيقية والتصالح مع النفس وبشكل متوازن.

غبت قليلا ولكن من أنقذوا قلبي كانوا الأقرب للحالة ومتابعتها على مدار الساعة مع نداء الاستغاثة والوجع، والألم والاستجابة والمعالجة الفورية ضمن الإجراءات الصحية المعتمدة وظروف السلامة العامة والشخصية من قبل كوادر المستشفى الطبية والتمريضية وفي الطوابق التي مكثت فيها وحظيت بعناية خاصة» كعمو» وليس كمريض.

بين لحظات الترقب وانتظار قدوم الطبيب وملائكة الرحمة، ثمة رحلة فريدة من التدبر في قدرة الله وعظمته في منح الحياة للإنسان وتلطفه عليه بكرم الخشوع في ملكوت الله وعدم توقف الحياة واقتصارها على مرحلة واحدة؛ هي محطات يجب الغوص فيها مطولاً.

مشاعر المحبة والرحمة والاهتمام والمتابعة، ترفع من المعنوية واكتشفت من خلالها حجم ورصيد التقدير والاحترام للجميع من حولي وخصوصا زوجتي الغالية وابني الحبيب ووالدتي الغالية أخوتي وأخواتي وأهلي ومعارفي وأصدقائي والأعزاء ممن غمروني بكرم وفيض مشاعرهم النقية.

يلزمني واجب الوفاء إسداء الشكر والتقدير لمؤسسة طبية رائدة وتقديم باقة عرفان لمستشفى الرويال وكوادرها في الأقسام كافة ومنها طاقم التخدير بالطبيب د. محمد الكيلاني وفريقه المميز السيدة ريما عيد، السيد عمر طه، السيد محمود عياصرة، السيد محمود جرادات، والسيد ماجد حسيبة مكوك قسم العناية الحثيثة وفريقه، ومسؤول قسم التمريض السيد مازن العمايرة، والدكتور أسامة الجعبري وأسماء عديدة أقدم شهادة شكر بحقها والتي غمرتني بطيب معاملتهم وسرعة استجابتهم وحسن معاملتهم وعلى رأسهم الدكتور عمر الصلاحات والدكتور محمد القزعة بحسن إدارتهما وتعاونهما النبيل.

صراحة وشفافية معالي الباشا سعد جابر والدكتور ينال الناصر بموقفي عقب عميلة القلب المفتوح بينت لي وبصراحة الخطر الذي زال بفضل الله والتدخل الطبي المميز وتلك اللمسات الحانية من الجهاز الطبي للتعامل بإنسانية مع قلوب يمكن الدخول إلى حجراتها بعناية ورفق ومهارة طبية مميزة يشهد لها باقتدار، وللأمانة ثمة لغة خاصة يخاطب بها أطباء القلب مرضاهم بعبارات لا تقرؤها الأجهزة بل تتعداها إلى فلسفة خاصة تجعل من عمليات القلب المفتوح ناجحة تتوجها صورة فوتوغرافية تعلوها الابتسامة والمشاعر الإنسانية الراقية.

فترة الإقامة في المستشفى ليست بالسهلة على الرغم من توفر كافة الخدمات للمريض وبدرجات حرفية عالية، ولكنها محنة ومنحة للتدبر في أمور كثيرة ومن أهمها إشاعة المحبة والاحترام والتقدير والصفاء في العلاقات الإنسانية والتصالح مع النفس والقناعة والرضا والاطمئنان والراحة النفسية السليمة.

غبت عن «الرأي» الغالية وأعود إليها كما للحياة من جديد، وكلي أمل ورجاء بمواصلة العطاء ومتابعة المسيرة بهمة من أنقذوا قلبي وفتحوا الطريق للشرايين لحمل الدم ونبضات القلب للخفقان من جديد.

شكرا للجميع ومتعكم الله بموفور الصحة والعافية؛ وتلك هي علامات الراحة والاطمئنان على الدوام.

fawazyan@hotmail.co.uk