كثيراً ما تم تسليط الضوء على التعليم والحديث عنه مؤخراً بشكل كبير ومحموم، وهذا أمر صحي في عالم يسوده التطور والتسارع في الميادين كافة، ولا بد منه لنستطيع أن نصنع فارقاً في مستقبل متسارع التغيير. لعل هذا ما دفع أرنولد توينبي للقول ان: «تاريخ المجتمعات البشرية هو تاريخ المنافسة بين التعليم والكارثة » فالتعليم أساسيا لتدارك الملفات المستقبلية وسبيلاً لأي نهضة.
لذا لا بد من تشكيل يواجه المستقبل ويعد التعليم لمفاهيم العالم المستقبلي، فالانطلاق بذكاء نحو الاقتصاد المعرفي وتجاوز مفاهيم التعليم للتشغيل إلى التعليم للريادة والابتكار. كما يساهم في تنمية شخصية الفرد وبناء ثقافته وتشكيلاته التكوينية.
ربما السعي سيكون أكثر نحو تعليم أقل وتعلم أكثر، بعيداً عن الحشو لإفساح مجال أكبر للتفكير. ويكون ذلك بإنشاء مناهج أكثر مرونة وعصرية قادرة على تحقيق النواتج التعليمية بعيداً عن المعرفة التلقينية نحو الفكر النقدي والتشاركية. فالعبرة ليست في تكديس المعلومات وحفظها واسترجاعها ساعة الامتحان، بل بطريقة تسخير المعلومات والنواتج المعارفية لخدمة الفرد في الحياة.
ولا بد كذلك من إفساح المجال أكثر للمجتمع بتقديم خدمات التعليم فالطلبة أساسا جزء من المجتمع ويتأثر فيه، وعلى المجتمع الإيمان بدوره في التربية والتعليم ومدى أهمية وحجم المسؤولية الواقعة على عاتقه. والمساهمة في تخفيف الآثار الاجتماعية والثقافية.
التعليم أساساً صيرورة ديناميكية وتشاركية بين المؤسسات التعليمية والطالب والمجتمع، والتي ستفضي بالنهاية إلى الخروج عن التعليم التقليدي المعتمد على المعلم إلى اعتماد الطلبة على أنفسهم، في ضوء تعليم المهارات وطرق التفكير.
لذا فقد بات واضحاً أن التعليم هو سلاح المستقبل وأمله المنشود. والتخطيط الفعال هو سيد المرحلة وسبيل النجاة لنمضي بخطى ثابتة إلى الأمام.
التعليم والمستقبل (1)
11:12 12-12-2022
آخر تعديل :
الاثنين