في رحاب قصر رغدان العامر، اجتمعت «الأمة»، بدت كجناحي حمامة بيضاء، تحمل بريد قلوب كل الأردنيين، المحبة والسلام إلى الملك الأب، النبيل، الهاشمي الحامل شعلة الإيمان والمد الهاشمي القرشي، ذلك الهدى الإلهي الذي منح النبي محمد بن عبدالله، رسالة الحق والسموات، ما جعل من عترة الرسول، الهاشميين، ندرة الأمة ونداوتها.
.. وها هو الملك الهاشمي، الوصي المحبوب، يلتقي صوت الأمة الأردنية الهاشمية، ملبيا عزم التحدي والاستجابة، وشد عضد الدولة الأردنية، وفق دلالات الوفاق والاتفاق، الذي حملته الردود الدستورية، على خطاب العرش السامي الذي ألقاه جلالة الملك عبدالله الثاني في الثالث عشر من تشرين ثاني الجاري، بافتتاح الدورة العادية الثانية لمجلس الأمة التاسع عشر.
في تلك التلال التي، يتربع عليها رغدان العامر، صقلت الرؤية الملكية سياج القصر وجعلته مفتوحا أمام الأمة والجمهور، فالديوان الملكي الهاشمي، مهد لأعيان ونواب المملكة، مؤشرات جعلت يوم 28 تشرين الثاني 2022، لحظة أردنية فارقة، عززت مفاهيم التواصل والتشاركية والفصل المرن بين السلطات الدستورية الثلاث.
.. في هذا الأفق، وضمن الرؤية الملكية السامية، رفع مجلسا الأعيان والنواب رديهما، و حدا الهدف والرؤى وسبل التشبيك المشروع مع أجهزة المملكة الوطنية والأمنية والقطاعات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، في القطاع العام وسبل حمايته والقطاع الخاص، وسبل تعظيم أثره الاجتماعي والاقتصادي واستمرار نجاحه أردنيا وعربيا ودوليا.
.. هنا برزت تشاركية المرتكزات الدستورية، السياسية، الإعلامية والثقافية، عدا عن الاجتماعية، التي تجمع أجنحة وعمل مجلس الأمة.
*المرتكز الأول:
التوجيهات الملكية ستكون نبراس عمل مجلسنا، بحسب رد الأعيان، فيما قال رد النواب:ان مضامين الخطاب ستشكل خريطة طريق يهتدي بها مجلس النواب في الفترة المقبلة.
*المرتكز الثاني:
الأردن سيظل مسانداً لقضايا أمته العادلة، والقضية الفلسطينية، وحماية دور الملك الوصي بالوصاية الهاشمية–الشرعية والحضارية والقانونية-على المقدسات الإسلامية والمسيحية بالقدس، التي يحمل الهاشميون أمانتها التاريخية، محاطين بمحبة وعرفان المؤمنين في العالم أجمع والشعبين الشقيقين على ضفتي النهر، استنادا لرد الأعيان.
وثمن النواب، مواقف جلالة الملك الثابتة في الدفاع عنها، وحمله أمانة الوصاية على المقدسات الإسلامية والمسيحية بالقدس نيابة عن الأمتين العربية والإسلامية.
*المرتكز الثالث:
الانتباه لأهمية إتمام الجزء الثالث من منظومة التحديث الشامل، المتمثل بإدارة عامة كفؤة مرنة، كان رد الأعيان، مؤطرا لهذا المركز، وأما مجلس النواب، ففي الرد كل الدعم لكل خطوة من شأنها تعزيز الإدارة العامة في الدولة.
*المرتكز الرابع:
العمل من أجل دعم سيادة القانون وتطوير البيئة التشريعية في المجالات كافة، وهي من مرتكزات مجلس الأعيان، فيما رد النواب عزز ان تكون اللجان والكتل النيابية، مراقبة تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي.
*المرتكز الخامس:
تبني توجيه الملك للوصول إلى دولة الإنتاج، ذات الاقتصاد المنيع القادر على خلق فرص العمل، لتحسين مستوى معيشة الأردنيين والأردنيات، وتشجيع الاستثمار، وهي ما شدد عليه الأعيان، وايضا النواب، لفتوا إلى أن اللجان والكتل النيابية ستكونان بمثابة حكومات الظل لمراقبة الوزارات المختصة والمعنية في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي، المشروع الوطني الذي وجه به جلالة الملك في مساراته الثلاثة يشكل مسؤولية كبيرة لا تراخي فيها.
*المرتكز السادس والأساس:
التنويه إلى التضحيات والبطولات التي يقدمها منتسبو القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي، والأجهزة الأمنية في سبيل الدفاع عن الوطن.
.. وهو مرتكز أساس في رد النواب:إلى الدور الكبير للقوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي، والأجهزة الأمنية في حماية الوطن.
..يستمع الملك، مدركا ان مجلس الأمة «الأعيان والنواب»، يشد أزرها، ثقة ملكية، وثقة الشعب الاردني، والدور المنتظر، لإتمام التعاون والتشبيك والتواصل الدستوري المرن بين الإعلام الأردني الوطني، من صحف ورقية ووسائل التواصل الاجتماعي والاعلامي، والاتصال الحكومي، ما يمنح المملكة، قدرتها على تجاوز الزمان والأزمات المرتبطة بأحوال وظروف العالم ودول المنطقة والحوار، فيما يحتاج البلد لشحذ الفكر وتفعيل رؤية الملك بأن لا مستحيل مع الإرادة والنظر الاستباقية للواقع وصولا لحيثيات استشراف المستقبل، وبالتالي، جعل الدولة الأردن?ة، قادرة على صون الولاية العامة، عبر دقة وعمل وحزم رئيس الحكومة د. بشر الخصاونة، الذي يعي أهمية التعاون والانجاز بكل مرونة وحزم، فاتحا الأبواب أمام الأعيان والنواب، لتفعيل الرؤية الملكية السامية، بحيث تكون أدوات الرقابة في السلطة التشريعية والأجداء النيابي، والخبرات التي وضعت كل استراتيجيات التحول والتحديث ورؤية القطاعات كافة، تعمل وتنتج وتساهم في حراك الدولة الأردني نحو الاستقرار في الأسواق، ومجال الطاقة، والاستقرار الاقتصادي، والثقافة الوطنية، التي تساند في التنوير والتوجيه، فيما الإعلام الوطني، يعود بقو?ه، ليكون نافذة الحق، وهذا يحتاج لعملية وخطة دعم وتطوير قطاعات الإعلام والاتصال، كما الثقافة ومكانتها السيادية، التي تساهم في تغيير نمط الحياة نحو التنمية والابداع والاستقرار السياسي،
يحلل الملك ردود مجلسي الأعيان والنواب على خطاب العرش السامي، يتوقف عند حوافز أدركوا، وهم جزء فاعل منتخب من الملك(الأعيان)، ومن ثقة الملك والشعب(النواب)، انها البلسم للنظرة الملزمة المرافقة مع العمل والرقابة المشتركة وحماية حقوق الأردنيين، وكل سكان المملكة النموذج، وهنا، بدت ملامح البشري، التي عززتها انتباهات الملك لطبيعة ما يضمه كل رد، استنادا إلى:
*1.:
دور مجلس الأعيان الذي فسره رئيس المجلس فيصل الفايز، في مسارات التحديث من خلال إنجاز جملة من التشريعات المرتبطة بمنظومة التحديث السياسي، وما سيسهم به، مجلس الأمة في تحقيق الرؤية الاقتصادية، ضمن صلاحياته الدستورية بالتعاون مع الحكومة، وهي قوة الدراية الاجتماعية، السياسية التي قال عنها رد مجلس النواب:ان المجلس يدعم كل خطوة من شأنها تعزيز الإدارة العامة في الدولة، لتكون الكفاءة والإنجاز المعيارين والوسيلتين لتحقيق أهداف التنمية، بُغية تحسين مستوى معيشة المواطنين وتوفير فرص التشغيل والعمل والاستثمار.
*2.:
من الضرورة ان تشهد المرحلة المقبلة عملاً حثيثاً لا يعرف الخوف أو التردد أو التراجع، عماده الإنجاز هدفه نهضة شاملة يستشعر المواطن أثرها، وفي ذات القضية ألمح النواب، الى انه يجد نفسه أمام مسؤولية وطنية في صناعة حالة من الوعي لتمكين الشباب والمرأة عن طريق إيجاد قيادات جديدة تحمل روافع المشروع الوطني، ويكون لهما الحضور الفاعل في المجالس النيابية وفي حكومات المستقبل، مع دعم النواب كمؤسسة تشريعية رقابية، للأحزاب والرؤى الملكية تجاه حق الشباب والمرأة بطليعة الدور في تلك الأحزاب، على أن تكون أحزاباً برامجية لا فرد?ة فيها وغير مستنسخة.
*3.:
سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، يستمع بهدوء واهتمام، متابعها لرضا الملك الاب النبيل، منتبها إلى خصوصية بعض القضايا التي يتابعها ويساند بذلك رؤية جلالة الملك، تحديدا تمكين الشباب والمرأة وتطوير الإعلام الوطني، وتعزيز حماية الجيش العربي الهاشمي، منارة قوة وأمن وأمان المملكة النموذج، التي فاقت أزمات الزمان، بالتحدي والاستجابة، ودرس المحبة والسلام، درس ملكي نادر، يفخر به كل الأردن.
.. الأفق ينجلي عن قوة استقرار وأمان أردني، يحمل دلالات ما يتشدد به الملك، القاعد الأعلى فاتحا يده لكل الأردنيين الشرفاء.
huss2d@yahoo.com