كتاب

رؤية الملك للسياحة العلاجية تتطلب تكاتف «القطاعين»

تشير معطيات إلى أن سوق السياحة العلاجية العالمي يمكن أن ينمو إلى أكثر من 180 مليار دولار في السنوات الثلاث المقبلة، وهو أمر يعني المزيد من الفرص للقطاع الطبي واقتصاديات الدول التي تتميز في هذا النوع من السياحة، والتي يتميز بها الأردن.

وانطلقت السبت فعاليات المنتدى العالمي للسياحة العلاجية والسفر الصحي 2022، الذي افتتحه وزير الصحة فراس الهواري، مندوبا عن جلالة الملك عبدالله الثاني، تحت شعار «عمان عاصمة الطب العربية».

وأكد الهواري أن السياحة العلاجية في الأردن تحظى باهتمامٍ كبيرٍ من قبلِ جلالة الملك عبدالله الثاني، وهو أمر واضح من خلال تأكيد جلالته بالعديد من المناسبات على امتلاك الأردن المقومات الكافية ليُصبحَ وِجهة متميزة للسياحة العلاجية.

هذا الاهتمام وهذه الرؤية الملكية السامية، يتطلبان أن تكون الحكومة والقطاع الطبي على مستوى التحدي والإنجاز، لترجمة هذه الرؤية إلى وقائع على الأرض تنعكس إيجابيا على الاقتصاد الأردني والمواطن.

أشار تقرير نشر في أغسطس الماضي عن شركة الاستشارات الإستراتيجية غلاسغو رسيسرتش أند كاونسلينغ Glasgow Research & Consulting إلى أن الطلب المتزايد على السياحة العلاجية يمكن أن يوفر فرصة كبيرة لمؤسسات الرعاية الصحية والعيادات في جميع أنحاء العالم في السنوات القادمة.

ووفقا لشركة الاستشارات الإستراتيجية، يمكن أن تتزايد القيمة الإجمالية لسوق السياحة العلاجية العالمية بنسبة 9.7٪ بمعدل نمو سنوي بحلول عام 2025، حيث سيسافر حوالي 44 مليون شخص سنويا للحصول على الرعاية الصحية.

مثلا يسافر الملايين من سكان الولايات المتحدة كل عام إلى المكسيك أو كندا للحصول على الخدمة الصحية.

وساعد انخفاض تكلفة السفر الجوي على زيادة السفر الطبي. وحتى مع وجود تذكرة طيران ذهابا وإيابا، فإن العديد من العلاجات تكلف المريض أقل مثلا إذا تلقاها في دول في آسيا مثلا، مقارنة مع الولايات المتحدة.

يتميز الطبيب الأردني بمهارته العالية واحترافيته، وجامعاتنا ومستشفياتنا تزخر بنخبة الأطباء الذين يحملون أعلى الشهادات الوطنية والأجنبية. أما القطاع الطبي والمستشفيات فتقدم أفضل الخدمات الطبية، بمقابل مادي معقول يلائم غالبية من يبحثون عن السياحة العلاجية.

يجب أن توفر الحكومة التسهيلات للقطاع الخاص لتشجيع السياحة العلاجية، ويجب أن تطلق حملات عالمية للتعريف أكثر بالطب في الأردن. أما القطاع الطبي الأردني فمن المهم أن يقدم أفضل صورة، فزواره هم زوار الأردن، وهم يأتون إلى بلدنا لأنهم يثقون بالطب الأردني وأهل البلد الكرام.

الرؤية الملكية السامية للسياحة العلاجية تحمل الخير للاقتصاد الأردني، وعلى الحكومة والقطاع الخاص أن يكونا على قدر هذه الرؤية.