كتاب

كأس العالم.. وجلدنا لذاتنا..!

حالة من التنمر والجحود وجلد للذات عاشها وطني وللاسف عبر مواقع السوشل ميديا والتواصل الاجتماعي إبان افتتاح كأس العالم في دولة قطر الشقيقة من خلال مقارنات غير منطقية لا تمت للواقع ولا للحقيقة بشيء لا بالامكانيات المالية ولا بالثروات، حتى انهم اشعرونا وكأننا في دولة بداية لم تعمل شيئا ولم تصنع اي شيء ولم تحقق أي منجز، فلماذ كل هذا الجحود والنكران؟، ولماذا نتفنن في جلد ذاتنا ووطننا.

الحقيقة اليوم تكمن في اننا جميعا نتفاخر ونفخر بما حققته الشقيقة قطر لاستضافتها بطولة عالمية ونجاحها في تنظيم الحدث العالمي الرياضي الاكبر على مستوى العالم نيابة عن العرب والامة الاسلامية، غير اننا هنا ايضا نرفض الكثير من المقارنات غير المنطقية والتي لا تمت للحقيقة بصلة ولا الواقع على الاطلاق، فما تمتلكه دولة قطر من ثروات وامكانيات مالية كبيرة جعلتها قادرة على استضافة كأس العالم، فلنتخيل جميعا ان مجموع ما انفق على استضافة هذه البطولة يعادل ما يقارب 30 موازنة عامة للأردن ويزيد بكل ما فيها من ضرائب ورسوم واير?دات ومنح ومساعدات وديون تتحملها، فكيف لكم ان تتشدقوا بالمقارنات التي اجدتم علينا بها وباسلوب ساخر طيلة اليومين الماضيين.

حسنا اذا كنتم ستقارنون بيننا وبين أي دولة اخرى وبغض النظر عن امكانياتها، فلننظر إلى ما تعيشه معظم دول العالم حاليا من ظروف اقتصادية وسياسية وامنية وحريات صعبة ومعقدة، ولنقارن ايضا بما انجزناه من بنية تحتية من صحة وتعليم وطرق وموانئ ومطارات وسياحة وتجارة وصناعة وبحالة الرفاه التي نعيشها رغم ضعف الامكانيات مقارنة مع مواردنا ومع ما حققته تلك الدول وتحققه لمواطنيها، فاليوم الازمات هي من تكشف القوي من الضعيف وها هي كورونا والحرب الروسية الاوكرانية وما نتج عنها من تحديات تكشف مدى قوتنا وعزيمتنا وارادتنا وقوتنا و?فاءة مواردنا البشرية في مواجهتها وتذليلها حتى وصلنا الى مرحلة ان المواطن الاردني لم يشعر بازمة على الاطلاق وبمختلف المجالات وعلى ذلك الف دليل.

معظم هؤلاء المحبطين والسوداويين الذين انهالوا علينا بمقارنات استهزائية مستخفين بقدراتنا يتناسون او يتجاهلون بأننا ايضا وقبل سنوات قليلة استضفنا كأس العالم لمنتخبات ما دون 17 عاما ونجحنا نجاحا باهرا ولافتا في استضافة تلك البطولة وبشهادة عالمية وعربية متفاجئين من قدرتنا على التنظيم رغما عن ظروفنا الاقتصادية والمالية، فاقمنا حفل افتتاح اعتقد واجزم انه لم يقل مستوى عما شاهدتموه مؤخرا، وقدمنا كافة الخدمات للفرق والمشجعين من استضافة طيلة البطولة وبكرم اردني منقطع النظير، ومع ذلك تنكرون قدراتنا وتذهبون في تعليقات?م الى بث اليأس والانهزام فينا وفي الاجيال المقبلة.

ادعوكم جميعا الى استعادة الذاكرة والنظر من يمينكم وشمالكم وأن تتحسسوا ما تعيشونه مقارنة مع ما يعيشه الغير وتحديدا بمن يشبهنا في الموارد والامكانيات لا مع من منَّ الله عليهم بكل الخيرات، وان تستعيدوا الذاكرة وتنظروا ماذا فعلنا في كأس العالم التي استضفناها قبل سنوات وما قدمناه للعالم من صورة مشرقة رغما عن الظروف، وكل هذا لتوقفوا عبثيتكم التي أصبحت لا تطاق.