خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

التنمر الالكتروني وآثاره السلبية على الشباب

No Image
طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
عمان - د.أماني الشوبكي

توتر مستمر، وفقدان الثقة بالنفس وانعدام القدرة على مواجهة المشاكل.. هكذا وصفت المعلّمة هديل الحالة النفسية التي تعاني منها ابنتها فرح ذات الـ17 عاماً نتيجة تعرضها للتنمر الإلكتروني، حيث قامت مجموعة من زميلاتها بتوجيه الاهانة لها عبر مواقع التواصل الاجتماعي عبر تشبيهها باحدى الشخصيات الكرتونية «القبيحة»، والاستهزاء بملامحها، ما حوّل هذا التشبيه من طرفة إلى إطلاق اسم الشخصية الكرتونية عليها كـ لقب بين معظم الزملاء في المدرسة وفي دائرة الأصدقاء.

الاستبعاد، الخداع، الإهانة والاستهزاء، كل هذه وأكثر هي أنواع للتنمر الإلكتروني الذي عرّفه أهل الإختصاص بأنه إيذاء متعمد يحصل من بعض رواد مواقع التواصل الإجتماعي تجاه رواد آخرين.

ويظهر هذا الإيذاء المتعمد بأنواع مختلفة، يظهر أيضاً بآثار سلبية عميقة ومختلفة، فهو يعد أشد من الإيذاء الناتج عن التنمر المباشر، وذلك لصعوبة معرفة أهالي بعض الأشخاص المتنمر عليهم، لعملية التنمر التي تعرض لها أبناؤهم.

حاورت $ مجموعة من الشباب والشابات وأخصائيين معنيين للوقوف حول أسباب تفشي ظاهرة التنمر الإلكتروني، وطرق تقليل آثاره والحد من تأثيرها السلبي على الفرد وعلى المجتمع.

وعرفت اخصائية علم النفس جيهان شلباية الامر الالكتروني بأنه ظاهرة سلوكية تقوم على مبدأ مضايقات وتحرشات عن بعد باستخدام وسائل الاتصال الإلكتروني من طرف متنمر يقصد بها إيجاد جو نفسي لدى الضحية يتسم بالتهديد و القلق.

واعتبرت ان التنمر الإلكتروني اكثر خطورة من أشكال التنمر التقليدي الأخرى، وذلك لانه يتميز بحالة من الغموض والتخفي وعدم كشف هوية المتنمر الإلكتروني والتي تؤدي إلى تنمره بقوة اكثر من حالات التنمر التقليدي، كما يستطيع أن يستهدف الضحية في كل مكان و الوصول إليها أينما كانت.

وبينت شلباية أن من اهم الاسباب التي تؤدي للتنمر هي الظروف والعوامل الأسرية التي تلعب دوراً في السلوك التنمري حيث «تعتبر التنشأة الاسرية للشباب وزرع القيم والسلوك الصحيح من المؤثرات المهمة، كما تشير الى ضرورة الاتفاق بين الوالدين في عملية تنشأة ابناءهم منذ الطفولة حتى لا يكون هنا تذبذبا في اتخاذ القرارات بالاضافة لميل الأسر إلى تلبية الاحتياجات المادية للأبناء مقابل إهمال الدور الأهم الواجب عليهم بالنسبة لأبنائهم الا وهو المتابعة التربوية وتقويم السلوك و تعديل الصفات السيئة و التربية الحسنة».

دور تشاركي من جانبه، اشار الاخصائي التربوي د.عزالدين العينين الى ان التنمر الإلكتروني ظاهرة تتجلى بشكل أكبر عند طلاب المرحلتين الثانية والثالثة، بالتزامن مع مرحلة المراهقة، لان هذه المرحلة اكثر تخبطاً من الناحية النفسية والسلوكية ولديها القدرة على استخدام مواقع التواصل الاجتماعي بكافة اشكالها.

واوضح العينين ان هناك دوراً تشاركياً بين الاخصائيين والمدارس بحيث أنه في حال وقوع تنمر إلكتروني على طلاب ينتمون لمدرسة يتم تحويل المتنمر إلى الأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين لتقديم الدعم والتوجيه المناسبين، وبحث حالة المتنمر لتجنب قيامه بهذا السلوك مرة أخرى.

وبين انه يتم التطرق إلى دوافع التنمر الإلكتروني مؤكد أن المجموعات الطلابية على مواقع التواصل الاجتماعي يجب أن تكون مراقبة، وأن إشراف المعلمين وأولياء الأمور على الطلاب أصحاب الهمم واستخدامهم للوسائل التكنولوجية يجب أن يكون مضاعفاً.

واشار الى ان طلاب المدارس هم الاكثر عرضة لهذا النوع وأن التنمر الإلكتروني أكثر خطورة على الطلاب من التنمر المباشر، باعتبار أن عباراته تصل بسرعة، وغالباً يراها عدد أكبر من المحيطين بالمتنمر، والمتنمر عليه.

وبين ان قانون الجرائم الالكترونية ساعد في الحد من ذلك نوعا ما من خلال المادة المادة 11 «يعاقب كل من قام قصدا بإرسال، أو إعادة إرسال، أو نشر بيانات، أو معلومات عن طريق الشبكة المعلوماتية أو الموقع الإلكتروني أو أي نظام معلومات تنطوي على ذم أو قدح أو تحقير أي شخص بالحبس مدة لا تقل عن ثلاثة أشهر وبغرامة لا تقل عن (100) مائة دينار ولا تزيد على (2000) الفي دينار.

وقالت مديرة احدى المدارس تستقطب شخصيات من المجتمع المحلي ويتم تنظيم سلسلة من المحاضرات وورش العمل للطلاب خاصة المراحل الاعدادي والثانوي والطلاب الذين يسيئون استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، كما يتم إرسال الكثير من هذه المحاضرات لأولياء الأمور حتى يكتمل دعم الطلاب من خلالهم.

وتابعت إضافة إلى ذلك تم سَن قوانين بعدم إحضار الطلاب لهواتفهم في المدارس، «نسعى إلى توجيه إرشادات ونصائح وقوانين ومحاضرات للطلبة وأولياء الأمور لإيضاح كيفية وصولهم للطريق الامن في التعبير وحل مشاكلهم».

وارجعت زيادة هذا الوباء الى جائحة فيروس كورونا، «كوفيد 19» التي من شأنها زاد التنمر الإلكتروني بشكل عام فيها من خلال المنصات وشعور الشباب بالامان لعدم مقابلتهم لبعضهم البعض والتعبير عن طريق هذه الوسائل.

وقال الشاب محمد سليمان أن الشخص المتنمر يعد شخصاً مريضاً نفسياً، معتبراً ان التنمر الذي يصدر بمختلف أشكاله، ليس إلا تفريغاً للاضطرابات النفسية.

وأضاف أن أجمل ما في الفطرة البشرية هو الإختلاف الحاصل بين البشرية، دون تحديد لأشكال هذا الإختلاف الذي يفترض أن يتعامل معه الأفراد حول العالم كفرصة دائماً، لا كمنفذ للكراهية والاضطرابات النفسية.

وأختتم محمد حديثه بدعوة للوقوف بشكل علمي على هذه المسألة والاستعانة بالأطباء وأخصائي علم نفس وتربية وسلوك لمعالجة هذه الاضطرابات التي يعاني منها بعض الأفراد للحد من انتشار ظاهرة التنمر الإلكتروني.

وقالت ياسمين الخطيب إنه يجب على الأهالي متابعة أبنائهم بشدة واستمرار، لأنه في معظم الأحيان يعاني الأبناء من تخوّف من البوح عن المشكلات التي يتعرضون لها. مؤكدة أنه في حال غياب انتباه الأهل عن التغيرات النفسية التي يعاني منها الأبناء، فإن ذلك قد يؤدي الى إقدامهم على أفعال خطرة نتيجة تعمق آثار عملية التنمر الإلكتروني داخلهم.

وأشارالشاب سلامة الى أنه قد تعرض للتنمر عبر تطبيق تيك توك، نتيجة معاناته لاضطراب النطق، المعروف بالتلعثم أو التأتأة، مما سبب له حرجاً كبيراً. وأشار أنه قرر تقديم محتوى عبر تيك توك يختص بالمعلومات الرياضية، من خلال إعداد وتصوير ونشر مقاطع الفيديو، لكن الصدمة كانت بالنسبة له في أن معظم التعليقات التي كانت تحصدها مقاطع الفيديو كانت تعليقات استهزاء به وبطريقة نطقه للكلمات، لافتاً الى أن مقاطع الفيديو أساساً كان يتم معالجتها خلال عملية المونتاج ولم تحتو على كلمات قد أخطأ بها، لكن اضطراب النطق يجعله يكرر بعض الأ?رف ببعض الكلمات عند الحديث باستمرار. وهو ما دفعه الى حذف جميع مقاطع الفيديو وحذف الحساب كلياً عن منصة تيك توك.

ويقول الشاب غسان مجد إن هناك دوراً كبيراً لصناع المحتوى والمؤثرين في انتشار ظاهرة التنمر الإلكتروني، فمعظم ما يتم تداوله عبر تصنيف الترند من مقاطع فيديو، هي شتائم وعبارات استهزاء للمؤثرين ببعضهم البعض، مما جعل الشتائم والإساءات تظهر عند الجماهير بمظهر مغلف بطابع فكاهي.

ويضيف أنه قبل أيام تم الاستهزاء خلال بث مباشر يشاهده 33 ألفاً باحدى المؤثرات، بسبب لون بشرتها، حيث تم اطلاق لقب عليها مع كمية من النكات غير المضحكة حقيقية لكنها تشير باساءة كبيرة لتلك المؤثرة التي تعرضت للتنمر.

وأشارت نجوى الى أن نشر المعلومات الشخصية للآخرين، والقرصنة الإلكترونية للحاسبات والمعلومات الخاصة يعتبر تنمراً الكترونياً بالاضافة الى كونها جرائم يعاقب عليها القانون.

وقال الشباب عبدالرحمن عليمات أن ظاهرة التنمر الإلكتروني أصبحت ظاهرة منتشرة بشكل واسع عبر مواقع التواصل الإجتماعي التي فقدت الهدف الحقيقي من وجودها وتصميمها، وانحرفت بوصلتها تجاه انحدار أخلاقي كبير، يظهر لنا اليوم بأحد أكبر أشكاله وهو التنمر الإلكتروني.

ويضيف أنه يتمنى أن تكون هناك محاسبة قانونية لكل من يقوم بممارسة التنمر بمختلف أشكاله، تحديداً الإلكتروني منه، لأنه الأكثر تأثيراً بصفته تنمراً عبر وسائل عامة، وقد يكون أمام رواد آخرين عبر مواقع التواصل الإجتماعي، مما يجعل من الكلمات المسيئة رصاصاً قاتلاً بحرج أمام الآخرين. كما لا يمكنني أبداً تجاوز القصص الكثيرة الحقيقية التي تروى عن بعض الأشخاص الذين كانوا عرضة للتنمر الإلكتروني، وعانوا من تغيّرات نفسية سلبيّة وتغيّرات على مستوى الشخصية، ومنهم من أقدم على محاولة إيذاء نفسه كرهاً بها نتيجة التنمر الذي يكون?على المظهر والشكل العام للشخص، أو على سلوكه الطبيعي، أو حتى على الأشخاص الذين يعانون من إعاقات، أو صعوبة بالنطق وغيره من الأمور الطبيعية التي من الممكن أن تحصل مع أي شخص.

وختم: اتمنى أن يكون هناك محاسبة قانونية لكل من يقوم بالتنمر بمختلف أشكاله، خصوصاً الإلكتروني منه لأنه الشكل الأكثر تأثيراً بصفته تنمراً عاماً أمام مختلف رواد مواقع التواصل الإجتماعي الآخرين، مما يجعل من الكلمات المسيئة رصاصاً قاتلاً بحرج أمام الآخرين.

وتروي لميس صلاح قصتها مع التنمر الذي تعرضت اليه من قبل مجموعة من صديقاتها عبر منصة الانستقرام حيث قاموا صديقاتها بإلتقاط بعض الصور لها اثناء تمضية وقت فراغ في المدرسة بطريقة غير لائقة ومضحكة.

وتكمل"صديقاتي قاموا بتهديدي انه اذا لم احضر مبلغ من المال ليكفيهم لمدة اسبوع مشتريات من الكفتيريا المدرسية سيعرضون هذه الصور على الانستغرام وسيرونها كل طلبة المدرسة».

ولم تستطع تأمين مبلغاً الكافي فقاموا صديقاتها بنشر هذه الصور واصبح جميع الطلبة يسخرون منها في المدرسة مما اثر على نفسيتها وجعلها تتغيب عن مدرستها.

وبينت ان المرشدة التربوية في المدرسة حاولت ان تساعدها بالخروج من هذه الحالة الا انها لم تستطع بسبب الامر الشديد الذي تعرضت له مما جعل اسرتها ان تقوم بنقلها الى مدرسة اخرى حفاظًا على نفسيتها.

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF