كتاب

إشارات من خطاب العرش السامي

افتتح جلالة الملك عبدالله الثاني، الدورة العادية الثانية لمجلس الأمة التاسع عشر، بإلقاء خطاب العرش والذي لا بد من التوقف عند الإشارات والتوجيهات الملكية السامية للجميع من أبناء الوطن.

الإشارة الأولى تكمن في الشوط المهم الذي قطعته الدولة الأردنية في إرساء القواعد الراسخة لتحديث الدولة وتعزيز منعتها ورسم مسار مئويتها الثانية، بتوافق وطني وخدمة الأجيال الحاضرة منها وتلك التي تتطلع صوب المستقبل.

الإشارة الثانية: رؤية التحديث الاقتصادي هي الملزمة للحكومات وهي معيار لقياس أدائها والتزامها أمام مجلس الأمة.

الإشارة الثالثة: التحديث الشامل بمساراته السياسية والاقتصادية والإدارية يشكل بكل جوانبه مشروعا وطنيا كبيرا، ويجب أن تدور حوله كل الأهداف الوطنية وتسخر الجهود والموارد لتحقيقه، وعلى مؤسسات الدولة تبني مفهوم جديد للإنجاز الوطني يلمس نتائجه المواطنون، ولن نقبل بالتراجع أو التردد في تنفيذ هذه الأهداف.

الإشارة الرابعة: هدف مسار التحديث الاقتصادي تحسين مستوى معيشة المواطنين وتوفير فرص التشغيل والاستثمار بالاستناد إلى العمل الاستراتيجي، حتى تعود الحيوية إلى كل القطاعات الإنتاجية ويتعافى الاقتصاد من جديد، حيث ان التحديث السياسي والاقتصادي لا يكتملان دون إدارة عامة كفؤة، توفر أفضل الخدمات للمواطنين وتعتمد التكنولوجيا الحديثة وسيلة لتسريع الإنجاز ورفع مستوى الإنتاجية ولهذا ينبغي أن يخدم أهداف التنمية ويعمل من أجل تمكين الشباب والمرأة ويسهم في إيجاد قيادات جديدة تبعث الحيوية في مؤسسات الدولة ويكون لها الحضور ا?فاعل في مجلس النواب وفي حكومات المستقبل.

الإشارة الخامسة: تقدم الأردن وتطور بجهود المؤمنين به من أبنائه وبناته، وبفضل هذه الجهود يمضي هذا الحمى نحو المستقبل بكل ثقة وعزيمة، حيث تأسس على مبادئ العدالة والكرامة الوطنية، يمضي بمسيرته في التحديث تحت سيادة القانون، الذي يجب أن يطبق على الجميع وأن يعمل من أجل الجميع دون الانتباه لخرافات المتشائمين ولا المشككين.

الإشارة السادسة: الجهود الأردنية ستبقى منصبة على الدفاع عن القضية الفلسطينية، التي كان وما يزال الأردن وسيبقى على مواقفه الداعمة لها، وهي على رأس أولوياته ولا سبيل لتجاوزها إلا بحل عادل وشامل يبدأ بانتهاء الاحتلال الإسرائيلي وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة.

الإشارة السابعة: الأردن هو الأقرب إلى الأشقاء الفلسطينيين وسوف يعمل الأردن على أن يكونوا شركاء أساسيين في المشاريع الإقليمية ولا نقبل بتهميشهم ولن يكون التمكين الاقتصادي بديلا عن الحل السياسي.

الإشارة الثامنة: يحرس حدود الأردن الغالي رجال بعزيمة لا تلين وقلوب عامرة بالحب والوفاء لهذه الأرض وأهلها، وهم أصحاب الرايات العالية والجباه المرفوعة دائما، نشامى الجيش العربي والأجهزة الأمنية، حماة الحمى والمسيرة.

الإشارة التاسعة: التحية والإكبار الى منتسبي القوات المسلحة الأردنية ضباطا وضباط صف وجنودا والذين يعملون من أجل الأردن الأعز والأقوى، الأردنيون الأوفياء معهم صفا وقلبا واحدا.

الإشارة العاشرة: الرؤية الأردنية واضحة ولا خيار أمام الجميع سوى العمل والإنجاز لبناء الأردن الجديد، دولة حديثة أساسها المشاركة والمواطنة الفاعلة وسيادة القانون وتكريس كل الإمكانيات للتنمية، وعنوانها شباب الوطن وشاباته بطموحهم الذي لا حدود له وعزيمتهم التي لا تلين.

هذه الإشارات هي توجيهات ملكية سامية، يحددها دوما جلالة سيدنا لتكون العنوان الواضح لمن ينتمي للأردن ولمن ينذر نفسه للسير قدما وإلى الأمام، لا ينظر للخلف إلا للتطوير والتحديث والارتقاء بالمستوى إلى أعلى المراتب والمستويات.

وكما افتتح جلالته الدورة العادية الثانية لمجلس الأمة التاسع عشر: «باسم الله وعلى بركة الله»، هو خير ما كان وسوف يكون للأردن الدولة والشعب والنظام.

fawazyan@hotmail.co.uk