يلجأ العديد من الشباب إلى العمل أثناء الدراسة لاسباب عديدة مجتمعة، قد تكون لتخفيف الأعباء المادية عن الأسرة أو لاكتساب خبرات أخرى والاستعداد لدخول سوق العمل، بالإضافة إلى بناء علاقات اجتماعية جديدة.
الرأي حاورت مختصين وشباباً أجمعوا أن كفة ايجابيات العمل أثناء الدراسة تتفوق على سلبياتها في حال وازن الطالب العامل بين العمل والدراسة.
الخبير والمحلل الاقتصادي، الدكتور عدلي قندح، يقول: لا شك أن هناك فئة من الشباب تلجأ للعمل مجبرة أثناء مرحلة الدراسة بسبب عدم قدرة الأسرة على تغطية بعض المصاريف، وبعضهم قد يلجأ اليه للشعور بالاستقلالية وصقل الشخصية وزيادة الثقة بالنفس وتعلم تحمل المسؤولية منذ سن مبكرة، وآخرون لحبهم للعمل ولاكتساب خبرة ومهارات جديدة عملية وتكوين علاقات اجتماعية مفيدة وللتعرف على أجواء العمل.
ومن وجهة نظره؛ فإن العمل أثناء الدراسة وبغض النظر عن أسبابه وأهدافه له إيجابيات، سواء كان من خلال مؤسسات خاصة أو بانشاء مشروع منزلي او العمل من خلال الانترنت، منها الشعور بأنه شخص منتج لا يعيش عالة على الاهل، وشخص يستطيع تقديم إضافة للمجتمع، بالاضافة إلى اكتساب خبرة عملية توضع في سيرته الذاتية بعد تخرجه وهذه ميزة مضافة ستؤخذ بنظر الاعتبار من قبل الجهات المشغلة وخاصة تلك التي تقدر قيمتها.
ويتابع: ومن أهم الايجابيات اكتساب خبرة إدارة الوقت وإدارة الأعمال خصوصا إذا كنا نتحدث عن مشروع خاص صغير أو مدار من المنزل أو الشبكة العنكبوتبة.
ويرى قندح «أن لعمل الطلاب خلال فترة الدراسة سلبيات قليلة يمكن التعامل معها، تكمن في أن ساعات العمل قد تكون على حساب التحصيل العلمي والتحضير للدراسة وخاصة في أوقات الامتحانات، ولكن برأيه أن يتخرج الطالب بتقدير جيد جداً او جيد مع خبرة افضل من أن يتخرح بتقدير ممتاز وبدون خبرة.
ويضيف من هذا المنطلق: نلاحظ أن الكثير من الجامعات والكثير من التخصصات، ومنذ سنوات تحرص أن يحصل الخريج على شهادة وتدريب عملي وفي العادة يحصل خريجو هذه الجامعات على عمل بفترة أسرع من نظرائهم الذين لا يتدربون أو لا يعملون اثناء فترة الدراسة، وبذلك نجد أن الجامعات والكليات الجامعية المتميزة تحرص أن يكون إحد أهم محاور خططها الاستراتيجية متعلق بقابلية التوظيف employability للخريج.
أما الاكاديمي والخبير الاجتماعي الدكتور حسين الخزاعي فيقول: العمل اثناء الدراسة مهم جداً خاصة لدى الطلاب غير المقتدرين وهذا يساعدهم على عدم الانقطاع عن التعليم او تأجيل الدراسة.
كما يرى أن ايجابيات هذا العمل كثيرة تعود على الطالب العامل بالكثير، فهو يعتمد على نفسه ويقوم بمساعدة اسرته وبالتالي يتمتع بعدم الاتكالية بل الاعتماد على النفس.
ويتابع: كما يساعد العمل أثناء الدراسة على استثمار الوقت بشكل جيد وفعال، ويساعد على المثابرة والتفوق لتقديره للتعب والجهد الذي يقوم به، بالاضافة الى تعلم اشياء جديدة لانه قد يعمل بغير مجال دراسته، والتعرف على اشخاص جدد وبناء علاقات صداقة جديدة بالاضافة الى التعرف على حاجات السوق، وبذلك يكون الطالب العامل قدوة للاخرين وقدوة حسنة في المجتمع.
ومن جانبه، الشاب يزيد الخطيب يقول: هناك نسبة كبيرة من الطلبة تلجأ للعمل للايفاء بمتطلبات دراستهم ومساعدة اهلهم، وفي الوقت ذاته يكون قد اكتسب خبرات من سوق العمل، وطرق التعامل في حياته الجديدة العملية.
ويرى الخطيب ان هناك ايجابيات للعمل اثناء الدراسة، تتجلى في خلق شخصية جديدة مستقلة، وبناء خبرات شخصية عملية جديدة في تفكير الطالب أو عقليته، بالاضافة الى إيجاد حافز التفاعلية ومشاركته لاسرته في تحمل اعباء الحياة ومصاريف الدراسة والمعرفة الحقيقية والالمام بمتطلبات السوق.
ويشير أن العمل اثناء الدراسة يحمل عديد السلبيات ايضا كتقصير بعض الطلبة في تحصيلهم الدراسي وتشتت الافكار نوعا ما عند البعض، والابتعاد عن الحياة الجامعية كبقية الطلبة ولايشعر بمتعة أيام الدراسة الجميلة، بالاضافة الى استغلال بعض أرباب العمل حاجة الطلبة واعطائهم أجوراً قليلة.
اما الناشطة الشبابية، بيان الدعجة، فتعتقد أن رغبة الطلاب بالعمل اثناء الدراسة تنقسم الى فئتين فئة للهدف المادي وفئة لكسب الخبرات، وهو كاهل على الطالب الموازنة بين العمل والدراسة.. «سلبياته موازية لايجابية بقدر الطريقة الذي يعمل بها، ويجب أن توفر الجامعة خبرات لطلابها بدون الضغط العملي الذي يعيشونه.
وبرأيها ان العمل خلال الدراسة يمنح الطالب فكرة واضحة عن ما سيواجهه مستقبلاً الى حد معين، لانه يوضح لديه بيئة العمل وآليات العمل وحمل المسؤولية.
وتتابع من جهة اخرى: هنالك مشكلة أن الشباب يتعرضون للاصطدام بينهم وبين اصحاب العمل بسبب خبرتهم القليلة سواء كانوا حديثي التخرج أو مازالوا على مقاعد الدراسة.
كما ترى أن عمل الطلاب قد يكون له ايجابيات وسلبيات، فإيجابياته تتمثل بالانخراط بسوق بالعمل بالاضافة الى الخبرات والمهارات التي سيكتسبها وتحمل المسؤولية فيكون اقوى بالنسبة لجيله من الشباب، اما السلبيات فتشمل تأثيره على الدراسة بطريقة أو باخرى والضغط الصحي والبدني، بالاضافة الى تولد ضغوطات اجتماعية نتيجة الالتزام بالعمل.
وترى مدربة المهارات الحياتية، دانا الزبن، أن ثقافة العمل أثناء الدراسة منتشرة جداً في المجتمعات الغربية ونادرة في مجتمعاتنا الشرقية، ولكن في ظل التقدم المجتمعي والانفتاح والوضع الاقتصادي بدات بالانتشار فاصبحنا نرى الكثير من الطلاب الجامعيين يعملون وهذه ظاهرة ايجابية.
وتلفت أن بعض الطلاب يسعون لتحسين دخلهم ومنهم من يسعى إلى الانخراط في سوق العمل باكراً لكسب المهارة والخبرة لاضافتهم الى السيرة الذاتية.
وتشير أن التوفيق بين الدراسة والعمل يحتاج الى مهارات عديدة اهمها تنظيم وادارة الوقت ومهارات الاتصال والتواصل بالاضافة الى الصبر والعمل تحت الضغط.
وبرأيها أن لا أحد يستطيع إنكار أن العمل اثناء الدراسه يعتبر تحدياً للطالب من حيث صعوبة التوفيق بين ساعات الدراسة وساعات العمل، والضغط النفسي والجسدي والارهاق، بالاضافة الى استغلال بعض اصحاب العمل وعدم مراعاتهم لظروف الطالب، وتفضيل بعض الطلاب سوق العمل على الشهادة خصوصا اذا كان العمل ذا دخل مرتفع.
وبالمقابل ترى الزبن ان هناك ايجابيات للعمل خلال الدراسة اهمها، توفير المصروف الشخصي وعدم الاعتماد على الاهل، واكتساب الخبرة والمعرفة في سوق العمل والتعامل مع الزبائن، وفهم الحياة العملية من خلال التجربة والتعامل المباشر، بالاضافة الى تكوين دائرة علاقات و معارف يستطيع من خلالها الحصول على فرصة عمل افضل بعد التخرج واثراء السيرة الذاتية بخبرات عملية وزيادة الثقة في النفس وأخيرا الاعتماد على النفس و تحمل المسؤولية.