كتاب

اسطوانة الغاز.. ماذا يجري؟

يظهر ان الاقبال والطلب على شراء اسطوانات الغاز سيرتفع وبشكل ملموس ولافت خلال موسم الشتاء الحالي، نتيجة هجرة ونزوح الكثيرين من الاردنيين عن استخدام السولار كوسيلة تدفئة لارتفاع أسعاره عالميا ومحليا مقارنة مع السنوات الماضية.

كثيرون ممن التقيتهم خلال الأيام الماضية أكدوا عدم قدرتهم على تعبئة مادة السولار لفصل الشتاء نتيجة ارتفاع أسعارها متجهين لاسطوانة الغاز كبديل لهذه المادة للتدفئة والتي يبدو أن أسعارها ستستمر في الارتفاع محلياً لحين وصولها إلى نفس أسعارها عالمياً والتي تفرق بواقع 12 فلسا عن كل لتر ما بين المحلي والعالمي، الامر الذي سيرفع الطلب على الاسطوانات وبأعداد مضاعفة مقارنة مع السنوات الماضية مستغلين استمرار دعم الحكومة للاسطوانة وتثبيتها عند 7 دنانير رغم أن تكلفتها تصل إلى ما يزيد على 9.5 دينار للأسطوانة.

اليوم سيكون فرق الكلف ما بين القيام بتعبئة الخزانات بالسولار وما بين استخدام اسطوانات الغاز خلال فصل الشتاء كبيرا هذا العام، وخاصة اذا ما قارنا ما بين سعر المادتين وربطهما بالقوة الشرائية للأسر بمختلف شرائحها وفئاتها، الامر الذي سيؤدي الى ارتفاع الطلب على اسطوانات الغاز وبشكل لافت لما تتمتع به اسطوانة الغاز من حصانة ودعم حكومي وصل لغاية نهاية الشهر الماضي الى ما يقارب 102 مليون دينار تقريبا للبقاء على سعرها عند نفس معدلاته الحالية دون اي متغيرات مرتبطة بالاسعار العالمية والتي ارتفعت نتيجة الحرب الروسية الا?كرانية.

استهلاك اسطوانات الغاز يرتفع مع بداية كل شتاء بمعدل 100-120 الف اسطوانة، ليصل الى ما يقارب 200 الف اسطوانة في اليوم الواحد باستثناء الكميات الاضافية التي سترتفع لهذا العام نتيجة هجرة السولار المتوقعة والتي بدت واضحة من خلال تراجع الطلب على مادة السولار وطلبها من قبل المستهلكين لغايات التدفئة، ما سيساهم برفع قيمة الدعم الحكومي للاسطوانة وبشكل لافت لهذا العام والتي من المتوقع ان تزيد على 115 مليون دينار مع نهاية العام الحالي وخلال اول شهرين من العام المقبل.

الحكومة في تسعيرتها الاخيرة للمحروقات رفعت اسعار الديزل بينما خفضت اسعار البنزين وذلك نتيجة تطبيق المعادلة السعرية لمادتي الديزل والكاز وفقا للأسعار العالمية والتي بينت أن الكلفة الفعلية لمادة الديزل تبلغ 950 فلسا/لتر ولمادة الكاز تبلغ 890 فلسا/لتر، بينما تبيعها محليا بأسعار اقل من العالمية حيث رفعت الديزل والكاز ليصل الى 860 فلسا/لتر بدلاً من 825 فلسا/لتر وبمقدار 35 فلسا لكل منهما.

ختاما، التوجه لاسطوانة الغاز كبديل عن السولار يؤكد على امرين احدهما ايجابي والآخر سلبي، فالايجابي منهما يكمن في تغير انماط الاستهلاك لدى المواطنين ووفق الاسعار العالمية والمحلية، وأما السلبي منهما فيكمن بارتفاع العبء المالي على الحكومة نتيجة ارتفاع قيمة الدعم المقدم من خلالها لاسطوانة الغاز المنزلي الى مبالغ تزيد على توقعاتها المقررة ما سيرتب مزيدا من الأعباء المالية على خزينتها طيلة فصل الشتاء المقبل.