كتاب

خطاب ولي العهد في قمة الجزائر

على خطى الهاشميين، وجه مندوب جلالة الملك وسمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، القادة المجتمعين في قمة الجزائر (31)، إلى ضرورة العمل التكاملي، وذلك عقب البرهان العملي الذي فرضته الأزمات حول العالم، مثل تداعيات جائحة كورونا والتي عصفت بمفهوم الانغلاق على الذات والموارد الذاتية، لتشمل مفهوم التعاون، ولعل الأزمة الأوكرانية تضيف للمطلب ذات البعد التكاملي وخصوصا في الإقليم العربي وتخصيص نهج للعمل الاستراتيجي المشترك.

لهذا أكد سمو ولي العهد على ضرورة اغتنام الوقت والعمل سويا للوصول إلى شبكات تعاون اقتصادية عربية حقيقية وفعالة، تركز على التعاون المثمر وتوحيد الجهود وبشكل فاعل، لتوجيه الموارد إلى روابط قوية تذلل العقبات وتشييد جسور البناء المشترك وفي المجالات والموارد المتاحة لكل قطر عربي.

بطبيعة الحال ولأجل الاجتماع في القمة العربية، أكد سموه على أن السلام العادل والشامل والقائم على أساس حل الدولتين ومبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية، هي الخيارات الاستراتيجية وواجب على عاتق الدول العربية، وينبغي تكثيف الجهود مع الأطراف الدولية ذات العلاقة، لاستئناف عميلة السلام ودعم صمود الأشقاء الفلسطينيين على أرضهم.

أكد سموه على أن القدس هي مركز وحدة الدول العربية والدفاع المشترك عن هوية الأمة بأكملها، والتي تعني الاتجاه صوب تركيز الاهتمام بالقدس الشريف وما يتعرض له والشعب الفلسطيني من مخاطر وتحديات وغليان ومواجهة بالغة الصعوبة، ولهذا فالقدس أمانة غالية وعزيزة في أعناق الهاشميين من خلال الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف وعاصمة الدولة الفلسطينية المستقلة.

شدد سمو ولي العهد وأمام القمة العربية على أن استقرار وأمن العراق الشقيق ركيزتان لأمن المنطقة واستقرارها، فلا مجال إلا لتعزيز ذلك ومن خلال دعم الجهود المخلصة لتوفير عناصر الأمن والاستقرار الداخلي والخارجي للعراق والذي سوف يضمن مقومات الاستقرار الأبعد والأشمل للمنطقة المحيطة بالعراق وجواره.

أكد سموه أيضا على أنه لا بديل عن عمل جماعي لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية وضمان ما يلزم لحماية الشعب السوري بعد مرور السنوات على تلك الأزمة والتداعيات التي خلفتها من أثار عديدة وصعبة ودقيقة.

وللمستقبل الواعد، نوه سمو ولي العهد الشعوب العربية الشابة والنابضة بالحياة والأحلام، تحتاج كأمانة في أعناقنا، إلى توفير الفرص التي تنمّي إمكانياتها وتطلق إبداعها ولتساهم في بناء المستقبل الواعد لبلادها.

قمة «لم الشمل» المنعقدة الآن في الجزائر، حظيت بمشاركة سمو ولي العهد ممثلا ونائبا عن جلالة الملك عبد الله الثاني حفظه الله ورعاه -، وعن المملكة الأردنية الهاشمية، والتي لم تغب عن الإجماع العربي والجهود التنسيقية الرامية إلى دعم التعاون والاتفاق والانسجام والأمن والاستقرار.

عهد الأردن المشاركة الإيجابية والمساهمة الطيبة ودعم وحدة الصف العربي تجاه مختلف القضايا بروية وحكمة وبعد نظر وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، واحترام سيادة الدول وحقوق شعبها الشرعية.

نعم المشاركة هي مساهمة سمو ولي العهد في قمة عربية جديدة بعزم الاتفاق وعودة الحياة إلى الحوار المثمر في سبيل الاجتماع والوحدة.

عقد القمة بعد سنوات الانقطاع، ضرورة ملحة، اكتملت بحضور أردني هاشمي، أطل من خلاله سمو ولي العهد، بخطاب عربي عربي هادف وجامع برجاء التوفيق والنجاح للم شمل من جديد بحوار ونقاء.

fawazyan@hotmail.co.uk