كتاب

موسم الزيتون

فترة من العمل والصبر والتعب والانتظار والرجاء والأمل، هي موسم الزيتون، والتي تبدأ مبكرة لتفقد الثمر وترقب المطر، واتخاذ الترتيبات المناسبة لقطف الثمار وفرزها والعناية بالشجر عقب ذلك بروح عمل الفريق.

كل موسم زيتون، نسأل عن جدوى المحصول والكسب وحصيلة الجهد المتواصل، سواء على مستوى المساحات الصغيرة والمتوسطة والكبيرة، والملاحظ وعلى مدى السنوات السابقة، بأن المردود لم كان أقل من التكاليف المباشرة وغير المباشرة؛ أحيانا كثيرة لا يحسب الجهد الفردي والعائلي من التكلفة، إلى جانب ما تتطلبه عميلة «حت» و'فرط» «وتلقيط» الزيتون من عون وفزعة.

عمال القطف، جهد موسمي، ولكنه سمة من سمات العمل الحر وتعهد قصير الأمد ومصلحة مفيدة خلال الموسم، تحتاج العمالة إلى تدريب وتأهيل ومتابعة، وتحديث لعملية القطف باستخدام وسائل وتقنيات حديثة، تحافظ على البيئة وسلامة الأشجار وتساعد على العناية بها من بعد مرحلة القطاف.

على الرغم من التكاليف والتفاصيل الخاصة بموسم الزيتون، إلا أن تلك النعمة ما تزال حاضرة في أجواء وخصوصية بركة الشجرة المباركة وارتباطها بالناس ومعيشتهم البسيطة واعتمادهم على ما يجود به الله من نعمة وخير.

تطورت الخدمات التي تقدمها معاصر الزيتون إلى مستوى مناسب خلال فترة الموسم والتي تساهم في الصناعة الوطنية بشكل تسويقي مناسب، إلى جانب صناعة التنكات والعبوات والجهود التسويقية لإنتاج أردني منافس في الأسواق العالمية بعبوات تسويقية ذات جدوى عالية ومضمون إعلامي مميز عن الأردن وبشكل جذاب أيضاً.

يحتاج موسم الزيتون إلى العديد من البوح عن خصوصية الشجرة المباركة والجهود والأعمال الزراعية المرافقة لها وعن تفاصيل انتظار المطر والموسم وتفاصيل الحديث عقب الانتهاء من العمل الشاق والمراحل من سلسلة الإنتاج المتتابعة.

تكلفة تنكة الزيت تختلف من موسم لآخر، ولكن يمكن النظر إلى موسم الزيتون من خلال المساحة المزروعة بالأمل والإيمان والثقة بالله رب العالمين وكرمه في كل موسم بخير وبركة وحصاد وفير.

التفاصيل والجدوى لها من الاختصاص ما يكفي لحساب التكلفة والأرباح والأرقام ولكن من الجميل التعامل مع موسم الزيتون بما يليق من تراث أصيل ومن خلال مهرجان الزيتون الوطني والمنتوجات الريفية والتي تعكس حكاية وطنية وقصيدة عشق لمعنى العطاء.

قطاع الزيتون في الأردن هو عبارة عن فرص وتحديات عديدة أعتقد أن المختصين في هذا القطاع وأصحاب العلاقة والأطراف المعنية قد ساهموا في توضيح الكثير من الجوانب الفنية والعقبات التي تواجه القطاع وبشكل تفصيلي والحلول المقترحة سواء في القطاع العام والقطاع الخاص والأطراف المعنية والمشتركة.

أشير بفخر واعتزاز إلى المجهود الوطني الطيب للفرق الوطنية الأردنية المعتمدة من المجلس الدولي لزيت الزيتون وعددها سبع فرق وهي من خيرة المختصين في التقييم الحسي لزيت الزيتون وكذلك للزيتون، تساهم وبشكل فني وفق المواصفات والمقاييس الدقيقة ورفع سوية العمل في قطاع الزيتون في الأردن والمشاركة الدولية بمهنية عالية، ولعل الحديث يتشعب في هذا المجال عن تجربة التقييم الحسي، ولكن لا بد من الإشارة إلى تجربة التذوق والذواقين مع طعم تجارب الحياة والمعيشة في زمننا الراهن.

موسم الزيتون له خصوصية وهوية وطنية على مدار عمر شجرة الزيتون في البلاد ومر الزمن وعلامة مميزة؛ نغمس لقمتنا بزيتون التاريخ والنضال والكفاح والصمود وعلى أرض الحقيقة والشهادة، ونتذوق بأمر الله طعم النصر الشهي.

fawazyan@hotmail.co.uk