كتاب

العلامة التجارية للتعليم العالي!

..«يمكن للتعليم الجيد أن يغير أي شخص، ويمكن للمعلم الجيد أن يغير كل شيء!» تتمتع الجامعات الأردنية بالخبرة العلمية وأفضل الممارسات التعليمية والقدرة البحثية والتدريسية، والتي يمكن أن تكون بمثابة أساس لتشكيل «العلامة التجارية» في التعليم العالي، ولكن العديد من الجامعات الأردنية تفتقر إلى بيع وتسويق منتجها على أساس علمي وتجاري سليم، وخصوصاً أننا من الروّاد الأوائل في هذا الحقل العلمي، ولكنهم يفتقرون إلى الثقة للقيام بذلك.

هناك نقص في التواصل حول قصص النجاح في الدولة الأردنية، وهنا تكمن أهمية بناء «علامة تجارية للأردن» في قطاع التعليم العالي، وعلى وجه الخصوص، بالنظر إلى احتياجات التعليم والتدريب في الدولة الأردنية، وهذا الأمر مهم للغاية، وخصوصاً أن الموارد المالية محدودة، والجامعات تعاني مالياً، ومن الجدير بذكره هنا أن التركيز يجب أن ينصب على القيادة والتوظيف والمهارات للمستقبل من ناحية، و دور كليات وجامعات إدارة الأعمال في سد فجوة المهارات وتطوير الإمكانات الكاملة للشباب الأردنيين للقرن الحادي والعشرين وما بعده من ناحية أخر?.

..وأنه كجزء من عملية بناء العلامة التجارية، يجب أن تكون أمثلة التميّز في التعليم العالي في الأردن قابلة للعرض، ومع ذلك، فإن بعض التحديات التي قد تواجهها المؤسسات الأردنية في بناء العلامة التجارية للأردن في التعليم العالي، وتشمل الافتقار إلى أنظمة اعتماد وتصنيفات قوية قد تساعد في الاعتراف بأفضل الجامعات، وانعدام الثقة لدى الشباب في هذه المؤسسات، وأن الجامعات الأردنية التي تتعامل مع القضايا الاقتصادية والاجتماعية قد تواجه تحديات أخرى، مثل ندرة الموارد المؤهلة والكافية(أعضاء هيئة التدريس والموظفين المحترفين)،?والبنية التحتية غير الملائمة(الطرق والفنادق والحرم الجامعي والتكنولوجيا)، وقضايا الصحة والأمن في بعض السياقات.

وأخيراً وليس آخراً يجب أن تعمل الجامعات على أن يكون الترويج لأفضل الجامعات من خلال الاعتمادات والتصنيفات الدولية لتغيير نظرة الطلاب والمؤسسات، ويجب لمواجهة التحديات الأخرى التي قد تواجه بناء العلامة التجارية للتعليم العالي للدولة الأردنية؛ مثل الافتقار إلى الدعم الحكومي والخاص والحافز؛ وإلى جانب الفساد؛ والافتقار إلى الجودة والقيادة؛ فنحن بحاجة إلى إصلاح المناهج الدراسية لتلبية الاحتياجات الحالية للدولة الأردنية؛ والمشاركة في محركات ريادة الأعمال؛ والتحول في القيادة؛ وإقامة روابط بين الجامعات والصناعات جنب?ً إلى جنب مع نشر وسائل الإعلام والشركات للعلامة التجارية للدولة؛ وأنه من المستحيل وضع أي خطط للمستقبل دون الوصول إلى المعلومات القطاعية التي توفر نظرة عامة، وتبرز الفرص وتوضح عملية صنع القرار.

drfaouri@yahoo.com