عديدة وكثيرة ومفعمة بالحكمة والسداد والسمو والرفعة، أخلاق الهاشميين هي، يجُمع الكل على مواقفها وردود فعلها عبر التاريخ الهاشمي ومضمون الرؤية الثاقبة للنهضة العربية التي أطلقها الشريف الحسين بن علي طيب الله ثراه وما قدمه من مشروع رائد للأمتين العربية والإسلامية من ثورة عربية كبرى وطموح ودرس كبير منذ البداية وحتى المراحل اللاحقة من العمل العربي المشترك؛ رؤية الشريف الحسين بن علي كانت لصالح النهضة وليس التحرر، وكانت لغاية نبيلة للحفاظ على الهوية العربية والإسلامية واستشراف المستقبل البعيد، وتلك تُسجل له لبعد?نظره ورؤيته للأمور فيما بعد وقراءة خارطة المنطقة بذكاء وفطنة، ورثها الأمير والملك فيما بعد والذي يُشهد له أيضا بالحنكة، الملك عبد الله الأول، حين درس جميع البدائل المتاحة بعمق وروية وطرح مفهوم الدولة الحديثة من خلال الإمارة ومن خلال تدشين قواعد الحكم ونظام الدولة ومؤسساتها من البرلمان وتشكيل الحكومات واستقطاب الكفاءات، والأهم من ذلك إرساء قواعد الحوار مع الشعب وتنظيم مجالس الحكم وجميعها دروس هاشمية نقلها الملك المؤسس وذكرها في مذكراته وأضاف لها من الدروس العديد لإدارة المفاوضات والمصالح المشتركة والقدرة عل? الوصول إلى الأهداف بعناية وتخطيط وصبر وترقب واقتدار.
الملك المؤسس عبد الله الأول هو من ساهم في صياغة مفهوم الإمارة الهاشمية والدولة والمملكة الثابتة والراسخة والقادرة على مواجهة التحديات ومقارعة الأخطار وعدم التهاون والضعف أمام الهجمات الداخلية والخارجية بنفس الدرجة من الشجاعة والقوة والحزم والشدة، فكانت عزيمة الملك المؤسس أقوى وأثبت من محاولات إلصاق التهم بالمؤامرة والحيل والانتقاص من رؤية الهاشميين لمعنى النهضة الشاملة والفكر العروبي النير والايمان برسالة الإسلام دينا للدولة ودستورا لحياتها ومقومات أركانها.
دروس هاشمية عظيمة لو أخذ الجميع بها في حينها لكانت الغلبة الشاملة لفهم متطلبات النهوض والبقاء والمواجهة وإثبات الوجود والاستقلال التام والسيادة وفق ما كان يحلم به ويتمناه الملك المؤسس طيب الله ثراه وما درب ووفر له من حنكة سياسية ودهاء تجسد في شخص جلالة المرحوم الراحل الحسين والذي درس في مدرسة الهاشميين وتعلم، أن الحكم لله والعاقبة لمن يملك القدرة على التوازن وحسن التقدير والحوار وبناء جسور الثقة والتعاون والقوة والصبر والإدارة والتخطيط.
رسخ الملك طلال رحمه الله رؤية هاشمية ودرس في تعزيز مكونات الحكم من خلال دستور واثق وجامع ولهذا عهد الملك من بعده الراحل العظيم الحسين في متابعة الدرب مستلهما الدرس والبقاء مع الشعب والانفتاح على العالم والتدقيق الواثق من مقومات الدولة الحديثة من متطلبات التنمية الشاملة لمجالات الحياة وقفز الأردن بخطوات في المجالات كافة وأثبت قدرته على مواصلة الدرب في مواجهة العقبات والتي لم تكن سهلة ابدا ولم تكن مفروشة بالورود، بل كانت مثقلة بكل ما يخطر على البال من مؤامرات ومكائد وحيل، لكن الدرس الهاشمي لم يكن أبدا دمويا،?بل كان قادراً ومقتدراً على إثبات الرؤية الهاشمية الثاقبة؛ هي المملكة الأردنية الهاشمية وهي الدولة والنظام، وهي المؤسسية والمرجعية للحكم.
دروس عديدة قدمها الملك الراحل الحسين- طيب الله ثراه -، نسجها بحب الأردن وخدمة شعبه الوفي والتواضع العزيز والمكاشفة والصراحة إلى جانب العزم والتصميم والثقة بالأردن على الرغم من جميع الظروف المحيطة لمسيرته على الدوام.
عهد سيدنا جلالة الملك عبد الله الثاني- حفظه الله ورعاه -، يضيف ويكمل الدروس والعبر من قيادة الهاشميين الحكيمة وقدرتهم الفائقة على غرس المحبة في نفوس الناس وحذوتهم المباركة لشخصياتهم القريبة من القلوب بتواضعهم وطيب معالجتهم لدفة الأمور وحرصهم على المحافظة على الأردن نموذجا وقناعة عربية للتوازن والحكمة في منطقة وظروف دقيقة وحرجة في أغلب المحطات والمراحل.
دروس رائعة يقدمها جلالة سيدنا الملك عبد الله الثاني حين يكون قائداً ورائداً ليس للأردن وحسب ولكن للعالم أجمع بما يملكه من رؤية تثبت حكمتها في الشؤون المحلية، العربية والدولية، مسجلا للجميع دروساً في معنى الإنسانية العامة والتنمية المستدامة في القضايا كافة.
بصدق وولاء وانتماء للهاشميين، لا بد من الإشارة لصفة من سمات العائلة الهاشمية وهي القرب الروحي مع الجميع بما يتصرفون ويتعاملون به من خلق هاشمي أصيل نتعلم منه معنى التواضع الجم، ولعل ما يضيفه سمو ولي العهد الأمير الحسين من مواقف سامية ومواقف وفي مناسبات متعددة ما هي إلا شهادات حق لمعنى أن تكون هاشميا.
وللأمانة وللحديث بما يسطره الهاشميون من مواقف، لا بد من ذكر مواقف سيدي الحسن -حفظه الله ورعاه- على مواقفه المشرفة تجاه الأردن والعطاء والمساهمة الفكرية والتنموية والتي ما يزال يساهم بها سموه خدمة للإنسانية وسيدتي سمو الأميرة بسمة والأمراء والذين ينعمون بكنف عميد آل البيت الهاشمي سيدنا المفدى ويقدمون بقدر حرصهم ومحبتهم للأردن والاردنيين.
ما أجمّلها من صورة طيبة حين نسعد بابتسامة سيدنا حين يلتقي أفراد الأسرة الأردنية الواحدة، وما أنقاها من لفتة كريمة من سيدي الحسن حين يصطحب سمو ولي العهد وخطيبته في جولة في رحاب » العهدة الهاشمية » بالديوان الملكي الهاشمي و جناح مقتنيات جلالة الملك المؤسس عبد الله الأول ومكتب جلالة الملك الحسين طيب الله ثراهما، هو درس هاشمي بامتياز للتاريخ والحقيقة والمجد.
للهاشميين ولاء خاص وتام ولمواقفهم عزة وشموخ، حفظهم الله في كنف سيدنا جلالة الملك الهاشمي العربي الأمين.
fawazyan@hotmail.co.uk