خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

التنمية المستدامة.. خارطة طريق لمستقبل أفضل

No Image
طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
عمان - حنين الجعفري

يرتبط مفهوم التنمية المستدامة باستمرارية التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية وليتيح للمجتمع ولافراده ومؤسساته تلبية احتياجاتهم في الوقت الحالي مع الاستدامة والحفاظ عليها وتنميتها للاجيال القادمة.

ويواصل الاردن خططه الإنمائية وسياساته الوطنية كباقي الدول لتحقيق أهداف أجندة التنمية المستدامة لعام 2030.

وفي السياق اجمع خبراء ومعنيون ان الشباب يشكلون قوة لدفع عجلة التنمية عند توفير الفرص والامكانيات لهم لمساعدتهم على الابداع والابتكار والتطور والريادة مما ينعكس ايجابا على تنمية مجتمعاتهم.

ويعرف مدير مركز الفينيق للدراسات الاقتصادية والمعلوماتية احمد عوض التنمية المستدامة، بأنها مسار تنموي يستهدف بالاساس ان تتمتع الناس في حقوقها الشاملة بمختلف ابعادها وتتمكن من الحياة الكريمة بجوهرها.

وقال: ظهر مفهوم التنمية المستدامة قبل حوالي ٤٠ عاما عندما اصبح هناك مخاطر كبيرة على استدامة الموارد وبالتالي ربط مفهوم التنمية المستدامة بالمحافظة على استدامة الموارد التي لا يتم تجديدها مثل المياه.

وحول اهداف التنمية المستدامة اشار عوض الى خطط التنمية المستدامة ٢٠٣٠ التي اصدرتها الامم المتحدة في عام ٢٠١٥، والتي تضمن ١٧ هدفاً تضمنت ١٦٩ غاية وكل غاية من الغايات شملت مجموعة من المؤشرات من اجل قياسها وتحديدها في المستقبل. «الاهداف الـ ١٧ تشمل القضاء على الفقر والجوع والحفاظ على الصحة الجيدة وتوفير التعليم للجميع والمساواه بين الجنسين وتوفير طاقة نظيفة بالاضافة الى العمل اللائق والنمو الاقتصادي والحد من اوجه عدم المساواه وغيرها من الاهداف المرتبطة بالحياة تحت الماء والحفاظ على البيئة البحرية والعمل المناخ? والسلام والعدل وتحديد الشراكات».

وعن دور الشباب وعلاقتهم في تطوير عجلة التنمية المستدامة قال: غالبية المواطنين من فئة الشباب وهم المحرك الاساسي للتنمية وهذا يتطلب ان يكون لديهم المقدرة على تحريك اهداف التنمية المستدامة مما سينعكس عليهم وعلى اسرهم بمستوى معيشي كريم.

التنمية تتحقق بالشباب

قالت المحاضرة في العلاقات الدولية والاعلام الاجتماعي د. فاطمة العقاربة: التنمية المستدامة هي التي تأخذ بعين الاعتبار الأبعاد الاجتماعية والبيئية إلى جانب الأبعاد الاقتصادية لحسن استغلال الموارد المتاحة لتلبية حاجيات الأفراد مع الاحتفاظ بحق الأجيال القادمة، وتُجرى التنمية المستدامة في ثلاثة مجالات رئيسة هي النمو الاقتصادي وحفظ الموارد الطبيعية والبيئة والتنمية الاجتماعية.

وبرأيها فإن أهداف التنمية المستدامة دعوة عالمية للعمل من أجل القضاء على الفقر، وحماية البيئة والمناخ، وضمان تمتع السكان في كل مكان بالسلام والازدهار.

ترى ان للشّباب دوراً كبيراً ومهمّاً في تنميةِ المُجتمعات وبنائِها، كما أن المُجتمعات التي تحوي نسبة كبيرة من الفئة الشابة هي مجتمعات قوية؛ وذلك كون طاقة الشباب الهائلة هي التي تحركها وترفعها، «لذلك فهم ركائز أيّ أمة، وأساس الإنماء والتّطور فيها، كما أنهم بناةُ مجدها وحضارتها وحماتها».

ومن وجهة نظرها يمكن للشباب ان يشكلوا قوة إيجابية لدفع عجلة التنمية عند تزويدهم بالمعرفة والفرص التي يحتاجون على وجه الخصوص، ويجب أن يكتسب الشباب التعليم والمهارات اللازمة للمساهمة في الاقتصاد.

وتستعرض العقاربة امثلة على مشاركة الشباب التي تساهم في عملية التنمية، كدورهم في المشاركة بالانتخابات؛ حيث تعد أصوات الشباب حاسمة، وتشكل جزءاً كبيراً لا يتجزَأ من الأصواتِ الشامِلة، بالاضافة الى المشاركةُ بقضايا الرأي العام والمناصرةِ كقضايا حقوق المرأة والطفل، ومناصرة الفِئات المهمّشةِ في الحصول على حقوقها، والتَطوَع في مؤسسات المجتمع المحلي؛ إذ يساهم كل ذلك في إضافة عدد الأيدي العاملة وزيادة الإنتاج والفائدة. «فئة الشباب المتعلم والمثقف ذي الخبرة، وهذه الفئة تصنف على أنها فئة قيادية وفئة الشباب الواعي وهي?تلك الفئة التي تلم بقدر من الثقافة والتعليم وامتلاك بعض الخبرات، لكنها من ناحية النشاط والفعل المباشر تبدو خاملة، أو أن نشاطها لا يتوازى مع إمكانياتها، وجزء من هذه الفئة فاعل ونشط ويمكن أن يتقاطع مع الفئة الأولى».

وتتابع: هناك فئة الشباب التابعين وهي فئة واسعة وعريضة، ولكنها تتصف بتدني الوعي والتعليم وغير مبادرة، هؤلاء يشاركون في النشاط، ولكنهم لا يبادرون إلى فعله بل ينتظرون من يقودهم ويوجههم إليه لذلك وجب على المؤسسات التنموية النهوض بالفكر الشبابي التنموي من خلال اهداف الامم المتحدة السبعة عشر للخروج بمجتمع واعٍ ومنظم وصاحب فكر تنموي وريادي عملي.

المواطنة الاقتصادية

يقول الخبير الاقتصادي عدلي قندح: التنمية المستدامة هي التنمية الاقتصادية والاجتماعية التي تحدث تحسيناً في الاقتصادات وفي حالة التنمية والبنية التحتية والتي تحقق معدلات نمو مرتفعة وهي بذات الوقت هي التنمية التي تأخذ بعين الاعتبار الابعاد الاجتماعية والبيئية الى جانب الاقتصادية.

وعن علاقة المواطنة الاقتصادية بالتنمية المستدامة «المواطنة الاقتصادية هي ان يكون للشخص (فرد او شركة) بموجب هذه المواطنة امتيازات وحقوق وبالمقابل عليه التزامات تفرضها عليه هذه المواطنة، ومن هذا المنظور يزيد انتماء الشخص لوطنه ولمجتمعه فإذا شعر الشخص ان حاجاته مشبعة يساهم في تحقيق الاهداف العامة كأهداف التنمية المستدامة.

ويضيف: المواطنة الصالحة تكون بتمكين الشباب وتعزيز مهاراتهم بصورة تمكنهم من تحقيق اهداف التنمية والحقوق والواجبات أي العدل والمساواة وهذا ينصب بأن يكون الانسان منتجاً وبالتالي الاستثمار المنتج الذي يجعل الشخص «فرد او شركة» يشارك في تحقيق اهداف التنمية المستدامة في كل المجالات وهذا يحتاج الى ادارة شمولية على مستوى الدولة لتمكن هذه الفئات من الشباب وتنظم عملهم وتمكنهم من اكتساب المهارات وثقافة المواطنة الاقتصادية وبالتالي الوصول الى تحقيق اهداف التنمية المستدامة، فالمواطنة الاقتصادية تعني تحقيق اهداف التنمية ?لمستدامة وهي التزام سياسي واخلاقي للمحافظة على الاقتصاد والمجتمع والبيئة لان هذه العناصر الرئيسية تصب في النهاية بأهداف التنمية المستدامة الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، ما يؤكد اهمية اشراك الشباب في صنع القرار والمساهمة مع المؤسسات المختلفة لتحقيق اهداف التنمية المستدامة.

ويشير الى أهمية تزويد الشباب بالمهارات والفرص وتشجيعهم على المبادرات لصقل مهاراتهم لتصب في تحقيق اي هدف من اهداف التنمية المستدامة. «كل المحاور والاهداف تبدأ من الاسرة والمدرسة ثم الجامعة واماكن العمل فكل هذه المؤسسات لها علاقة مباشرة في تمكين الشباب من تحقيق اهداف التنمية المستدامة وتوعيتهم في دورهم اتجاه الارض والبيئة والاقتصاد ومحاربة السلبيات كالفساد والرشوة والمحسوبية».

أوجه كل الحياة

ويعرف الباحث د. بكر المجالي التنمية المستدامة بشقين، الاجراءات الادارية والتشريعية والتخطيطية التي تستهدف تحسين النمو الاجتماعي والاقتصادي سواء للاقتصاد يشكل عام او للافراد بشكل خاص، » أما المستدامة فتعني الاستمرارية وتجنب المعيقات والبيروقراطية التي قد تواجه مسيرة النماء وان لا يكون هناك انقطاع في مسيرة التنمية بسبب التغييرات الوظيفية و مسيرة التنمية هي مسيرة وطن وليس افراد.

ويرى أن المكونات الرئيسية للتنمية المستدامة هي أوجه كل الحياة، وكل عمل فردي أو جماعي يستدعي برنامجا أو قانونا أو تعليمات ويكون العمل سواء زراعي او صناعي أو تجاري في كل المجالات في الطاقة او التعليم وغيرها وتستهدف التشغيل وتهيئة المجتمعات والافراد للعمل والانتاج، وحتى الوصول الى الفعاليات الثقافية والسياسية والتوعية وبناء المواطنة وتجذير مفاهيم الاخلاص والانتماء، وترجمة التنمية بحزم من الخطط المربوطة بأجل والمحكومة بمعايير واضحة وشفافة لتحقيق التقدم في كل المجالات بابسط الوسائل وأقلها تكلفة واكثرها نجاعة.

وحول اهداف التنمية المستدامة، يقول المجالي: يعمل الاردن على تنفيذ خطة التنمية المستدامة لعام 2030، ويحاول الالتزام بتنفيذ اهداف التنمية المستدامة في إطار عمل الامم المتحدة لتحقيق اهداف ثلاثة، اولها تعزيز المؤسسات في الاردن لتصبح على المستويين الوطني والمحلي أكثر استجابة وشمولية ومساءلة وشفافية ومرونة، بالاضافة الى هدفها الثاني وتمكين الناس وخاصة الضعفاء، يطالبون بشكل استباقي بحقوقهم والوفاء بمسؤولياتهم من أجل تحسين الأمن البشري والقدرة على الصمود، وثالثها تعزيز الفرص للمشاركة الشاملة للأشخاص الذين يعيشون ف? الأردن في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية والسياسية.

وأضاف: قبل ان ننتظر مساهمات الشباب علينا ان ندرك انهم هدف التنمية وبرامجها وهم يشكلون قوة دافعة للتنمية اذا تم تزويدهم بالمهارات والفرص اللازمة للوصول الى امكاناتهم، والمطلوب هنا تحديد حاجة المجتمع اولا، ومن ثم البدء باستثمار طاقات الشباب في دفع عجلة التنمية، بالاضافة الى ضمان التشريعات التي توفر الامن والاستقرار وضمان الحقوق الوظيفية وتأمينات المستقبل الضرورية خاصة بعد سن التقاعد.

ويؤكد ان للهيئات الشبابية المختلفة الدور الكبير في صقل مهارات الشباب وتوجيههم حسب ميولهم ومجالات ابداعهم خاصة في مجال الابتكار والابداع وهذه واحدة من اهداف التنمية الـ17 التي وضعت من قبل الامم المتحدة، «في الاردن تتعدد الهيئات الشبابية وان حملت العديد من التناقضات في ادائها، فلا زالت الاسئلة حول الجدوى من هيئة شباب الاردن في ظل وزارة الشباب، والجدوى من انتشار المراكز الشبابية مع ضعف الدعم المقدم لها وهو اداري وخدماتي بنسبة 90% او اكثر، وانتشار اكثر من 400 ناد تتبع لوزارة الشباب ودون وجود لاندية فاعلة ومتخص?ة بنسبة لا تزيد عن 15%.

ولفت الى ان واقع الشباب الاردني مرهون باطلاق خطط تنموية شاملة ومستدامة وبدعم يتوجه الى العقل اولا بنسبة كبيرة وتوحيد الخطط والجهد وتركيز التدريب والاعداد وتنويع المشاريع المفيدة التي تستهدف الاسهام في القضاء على البطالة والفقر.

المحرك الاساسي للتنمية المستدامة

ويعرف الناشط الشبابي مهند الفاعوري التنمية المستدامة، بالحفاظ على الموارد المتاحة بأكثر الطرق فاعلية لتستفيد منها الاجيال الحالية والاجيال اللاحقة لتحقيق التكيف وإدارة الموارد المتاحة بأقصى درجة واقل مجهود وأكثر فاعلية.

وبرأيه، فإن دور الشباب يكمن في عكس مكتسبات التنمية والتعامل معها بحيث ان توزع على كل فئات المجتمع وشرائحة بالتساوي، وأن يكونوا حلقة الوصل لهذه المكتسبات للأجيال اللاحقة.

ويرى ان للشباب الكثير من الفرص التي تساهم في عملية التنمية وتكمن في استخدام التكنولوجيا فهم الفئة الأكثر قدرة على التعامل مع التكنولوجيا واستخدامها وأيضا فرصة الشباب تكمن بالخيارات المتاحة أمامهم.

وتقول الشابة صفاء موسى: التنمية المستدامة هي نتيجة حياة وأسلوب معيشة وفلسفة تقوم على التفكير بطريقة شمولية من خلال استخدام أسلوب النُظم الكمية، وصولًا إلى مستوى العيش المستدام للأجيال الحالية والمستقبلية، وبالتالي فقد أصبح مفهوم التنمية من المفاهيم الشائعة وكثيرة الاستعمال ولو كان من خلال الحكومات وهيئاتها المختلفة، ولهذا أصبحت التنمية مفهوما منتشرا باعتبارها وسيلة تستطيع الدول من خلالها مواجهة عوامل التخلف.

وتضيف: تسعى استراتيجية التنمية المستدامة من خلال آلياتها إلى تحقيق مجموعة من الأهداف، من أهمها تحقيق نوعية حياة أفضل للإنسان واحترام البيئة الطبيعية، وتعزيز وعي الإنسان بالمشكلات البيئية القائمة واستخدام عقلاني للموارد الطبيعية وربط التكنولوجيا الحديثة بأهداف المجتمع.

وتتابع: الشباب هم العنصر النشط المتحرك في المجتمع، وعليهم يقع العبء الأكبر في دفع عجلة الإنتاج وتسيير دفة الأمور الحياتية اليومية، وفضلًا عن ذلك فإن الشباب يمثل الرأسمال البشري لأي مجتمع وتطوره وهو الارتقاء والتطور لهذا المجتمع في مدارج الحضارة والعلم، من خلال التعرف على كيفية إشراك الشباب وتوعيتهم بأهمية مشاركتهم في تحقيق التنمية المستدامة، والتعرف على طرق دعم وتحسين مستوى الشباب وكيفية إدماجهم في تحقيق التنمية المستدامة وإعطائهم الحق في المشاركة في البناء كحق من حقوق الإنسان، والوصول إلى بعض الاقتراحات و?لتوصيات التي تحققُ دور الشباب في تحقيق التنمية المستدامة.

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF