.. بطريقة فيها ذكاء عملي، همس صديقي الصحافي الأميركي، المقيم في الأردن، قال لي، محاورا:
-ماذا بعد؟.
انشغلت بمناورة، أتمنى منها أن يوضح السؤال، وفعلاً كشف ما يرنو إليه، ورمى السؤال على طريقة التفكير الغربي، أمام أي حدث محلي أو دولي، قال:
-ما حقيقة ما يقال عن تغييرات مرتقبة على المستويات الفاعلة المؤثرة لديكم، بما في ذلك السلطات الدستورية؟.
.. قلت له بسرعة، شد الحبل، لا جديد، لا تغييرات، فما هو قائم، يعمل وفق مؤشرات ومستقرات الدولة الأردنية، والمملكة النموذج الذي قدمته رؤية جلالة الملك عبدالله الثاني، وهي تلك الرؤية الملكية السامية، التي تعنى باستدامة النجاح، وتعزيز التحدي، ودعم مؤسسات وأجهزة الدولة، التي استطاعت مسك حبال التعافي والاستقرار، سياسيا وثقافيا وإعلاميا واقتصاديًا وأمنياً..
بالتالي:
* اولاً:
واجهة الملك عمومية الأمم المتحدة، وقدم خطاباً أردنياً، يحمل مؤشرات وإرثا هاشميا، متزامنا مع أداء ملكي يدعمه ويؤازره بقوة ووعي وجود وحضور سمو ولي العهد الأمير الحسين والملكة رانيا العبدالله.
* ثانياً:
مشاركة مميزة لأطراف، ثقاة من السلطة التنفيذية وزارات الحكومة في اجتماعات الأمم المتحدة، عزز ثقل استقرار المنظومة السياسية السيادية للحكومة التي يقول رئيسها دوماً، انه يتمسك بالرؤية الهاشمية، الملكية الناظمة لأعمال واستراتيجيات التعافي من تداعيات جائحة فيروس كورونا، وما تلاها من تداعيات اقتصادية، سياسية، أمنية خلال الحرب القائمة في أوكرانيا.
*ثالثاً:
في الدولة الأردنية، أجهزة ومؤسسات وقطاعات، تجاوزت النكوص، إلى التعافي، مع بدء مئوية ثانية، ترى مستقبل العلاقة مع الشعب، والأعمال ومكافحة البطالة وتمكين الشباب والمرأة، بمنظور عملي، متوافق مع نجاحات سياسية وثقافية وحضاري وانسانية، معنية بنوعية الحياة ثقافيا وديموقراطياً واقتصاديًا وبما يدعم التواصل والتشاركية وحرية الإعلام المحلي وسبل دعمه كسلطة رابعة، تعزز رؤية جلالة الملك الحكيمة.
*رابعاً:
للملك ومواقف مساندة من وعي سمو ولي العهد الحسين بن عبدالله، قدرة على الادارة والمواجهة والتصدي، بشكل مباشر لكل أشكال ومتتاليات الأزمات ومتابعتها وطنياً ودولياً وأممياً، ما وفر خبرات ودعما تستثمر الأجهزة الأمنية والحكومة والقطاعات كافة، وهي خلال السنوات الأخيرة، استطاعت بناء استراتيجيات مهمة للعمل، وفق ثقافة وقوة ناعمة للنظر في تغيير نمط ونوعية الحياة، وفق الاستقرار المجتمعي والثقافي والاقتصادي وبالتالي، دعم استقرارها لتكملة مشوار دعم ورسم السياسات العامة، التي تحتاج إلى أفق من الأداء والحرية والديمومة، وهذا ما يريده الملك دوما، ويضع له الحضور الفاعل والنجاح والعين الساهرة.
* خامساً:
إنه تحد، يرسم المستقبل، والآن، بالرجوع إلى النطق الملكي السامي:
'لطالما كان النمو الاقتصادي الشامل والمستدام أول ضحايا الأزمات العالمية، لكن هذا يجب أن يدفعنا لتعزيز المناعة الاقتصادية لتمكيننا من الصمود في وجه العواصف. وفي منطقتنا، نحن نتطلع لبناء شراكات تكاملية تستثمر في إمكانيات وموارد كل بلد لتحقيق المصلحة المشتركة لجميع بلدان الإقليم. ونرى الآن شبكات تتشكل للمنعة الإقليمية والتحفيز الفرص الجديدة والنمو، وقد أسس الأردن لشراكات متعددة الأطراف مع مصر والعراق والإمارات والسعودية والبحرين ودول أخرى في المنطقة، للاستثمار في هذه الإمكانيات».
.. وفي هذا السياق:
الأردن نقطة ربط حيوية للشراكات الإقليمية والتعاون والعمل للتصدي للأزمات الدولية وتوفير الإغاثة الإنسانية، ولطالما كان مصدرا للاستقرار الإقليمي وموئلا للاجئين. هذا التوجيه القيادي لاستقرار المملكة النموذج، وهو الإجابات على أسئلة كثيرة، تعيدنا إلى أننا في النموذج الهاشمي نبدع تشاركية بين الملك القائد الأعلى والحكومة والشعب، وايضا استشراف المستقبل الذي، وفق دولة رئيس الوزراء، يقوم على أمانة العمل ومواجهة الأزمات ورسم خطط السياسات وأدوات التحول الاقتصادي، الثقافي، الإعلامي، الصحي، الأمني والعسكري، نعيمها رؤية الملك ودعم سمو ولي العهد.
.. عملياً:
في المملكة النموذج، الاستقرار والتعافي العملي، شعبياً ورسمياً، ومقدرات الدولة الأردنية، يقف البلد، في حالة من الاستقرار، الأمن والأمان، ما يستدعي توطيد هذا المد والأثر من النتائج، فالاوضاع بخلاصاتها وموروثنا الحضاري وثقافتنا هويتنا، وقدوتنا على دعم ومساندة أجهزتنا الأمنية والوطنية والإعلامية، والتفافها نحو هيبة وقيادة الملك ودعم سمو ولي العهد، نرتقي نحو التمسك بما في القلادة الهاشمية من حب وتضحية ودعم للجيش العربي الهاشمي الأردني، حماة المملكة.
.. أيضاً، لنكن مع رؤية الملك الثقافية - المجتمعية النبيلة، عندما وضعنا أمام عربة التحدي ورسم خطواتنا الجميلة، الآمنة:
.. «لا يمكننا أن نتجاهل ناقوس الخطر الذي يدق من حولنا، بل علينا أن نتصدى له».
والتصدي، جهد شعب وجيش وحكومة وثقافة وطنية ناظمة، تنسج من رؤية الملك مسارات الأردن الأيقونة التي نريد.