ظاهرة جديدة لم نعتد عليها طيلة السنوات الماضية وتتمثل بالانتشار المخيف والكثيف للكلاب الضالة التي تجول احياءنا وشوارعنا وازقتنا وتثير الرعب فينا وفي اطفالنا والمارة، الأمر الذي يدفعنا إلى التساؤل اين دور الامانة والبلديات في معالجة هذه الظاهرة ام أنهم يتعللون بالرفق بالحيوان فمن يرفق بالإنسان اذن؟.
مئات من الكلاب الضالة والتي تتواجد في احيائنا وتستبيح شوارعنا وتسير بشكل جماعي متسببة بارهاب السكان والقاطنين فيها، ما يجعل من ضرورة وضع حد لهذه الحالة والظاهرة المستشرية والتي تزداد يوما وراء يوم وبشكل يدعو إلى القلق ويسيء لسمعة مدننا والعاصمة تحديدا، الامر الذي يتطلب من الامانة والبلديات سرعة معالجتها وايجاد حلول جدية للحد منها قبل ان تخرج عن السيطرة وخاصة ان غالبية السكان في كافة مناطق المملكة باتوا يخافون من إخراج أبنائهم وحتى في وضح النهار.
اليوم، لا اجد اي مبرر مقنع أمام كافة الجهات المسؤولة يقنعنا بما يحدث، سواء انهم يتعللون بالقانون والرفق بالحيوان وان كان هذا السبب فعلا في عدم مواجهة انتشار هذه الحيوانات العدائية والتي تهاجم كل من يمر من أمامها وتزعج الأهالي بأصواتها المستفزة في كل الاوقات، تجعلنا نتساءل ماذا عن الانسان وراحته واطمئنانه وامنه ؟، وكيف لكم ان تبقوا عليها وتصمتوا عن استباحتها للجميع حتى انها وصلت لمرحلة البلطجة ان صح التعبير، فان كان لديكم نيه الرفق بها فاوجدوا لها مكانا لتعيش فيه بعيدا عنا وعن اطفالنا وكهلتنا.
لا احد منا لا يشاهد هذه الظاهرة وبشكل يومي فهي في كل مكان وفي كل حي وشارع وتسير كما القطيع وبشكل جماعي مريب يجعل من مواجهتها امرا في غاية الخطورة، وكما ان السكوت عنها والتعلل بحجج غير منطقية تعكس الضعف في ادارة هذا الشأن أخطر بكثير من الصمت عن تلك الظاهرة، ويعكس مدى التقصير في اتخاذ الاجراءات من قبل البلديات والامانة على حد سواء، فهما و بكلتا الحالتين لم ترفقا لا بالحيوان ولا حتى بالانسان الذي تعتبر خدمته وراحته ابسط شيء تقوم به.
قريبا سنسمع وستضج مواقع التواصل ووسائل الاعلام بخبر ان قطيعا من الكلاب نهش وافترس طفلا او استباح امرأة او شيخا كهلا أو شابا، وعندها ستقوم القيامة ولن تقعد وتبدأ الاجراءات في مواجهة هذا التحدي الخطير الذي بات يهدد امننا في المعاش والتنقل بحرية، فلماذا دائما ننتظر حدوث المشكلة لايجاد الحلول ؟، ولماذا لا نعالج المشكلة قبل وقوعها ؟، اما سمعتم بالمثل الذي يقول » درهم وقائية خير من قنطار علاج ».