إن للتعليم ثلاث وظائف رئيسية وهي التدريس والبحث العملي وخدمة المجتمع وأضاف المختصون والخبراء وظيفة رابعة وهي الإبداع والابتكار، فالتعليم العالي هو المحرك الأساسي للعجلة الاقتصادية وتحقيق التنمية المستدامة ونمو المجتمعات وتطورها ونهضتها من خلال تخريج كوادر بشرية مؤهلة ذات كفاءة وجودة عالية تواكب احتياجات سوق العمل ولها القدرة على تحسين نوعية العملية الإنتاجية وخلق مشاريع خدماتية وتطويرية جديدة، لأن أهمية التعليم تكمن في اهتمام الحكومات به واحتضانه والسعي الدؤوب لرفع مستواه ومكانته في المجتمع والارتقاء به وت?فير بنية تحتية داعمة ومحفزة قادرة على تحقيق وظائفه وأهدافه، وتوفير التمويل الكافي ليس فقط من خلال تخصيص ميزانية أو رسوم طلابية؛ بل من خلال سن السياسات والتشريعات التي تحول جامعاتنا الأردنية إلى جامعات منتجة قادرة على إتاحة موارد مالية إضافية لدعم الأنشطة والمشاريع البحثية وإنتاج المعرفة بدلاً من استهلاكها فقط وربط هذه المشاريع مع مؤسسات المجتمع المحلي الحكومية والخاصة لتوفير الدعم اللازم وتسويق البرامج والمنتجات والأبحاث والابتكارات العلميّة وتحويلها إلى استثمارات منتجة ومشاريع ريادية تخدم المجتمع واحتياجا?ه وتطلعاته وتعود عليه بالنفع. فعلى جامعاتنا اعتماد نموذج الجامعة المنتجة كاحدى سياسات التمويل والاستفادة من التجارب العالمية الناجحة في الجامعات ذات السمعة المرموقة التي اعتمدت هذا النموذج ومنها جامعتا «اكسفورد» و» رويك» اللتين استطاعتا زيادة مواردهما المالية وتخفيض اعتمادهما على التمويل الحكومي، وكذلك التجارب المحلية مثل الجامعة الأردنية الأم التي اعتمدت عدة آليات لزيادة مواردها المالية كالدورات التدريبية، والشراكة مع القطاع الخاص، وتشجيع التبرعات من الأشخاص القادرين لصالح صندوق الطالب الفقير والوقفية الع?مية و تمويل برامج الجامعة وتجديد مختبراتها ودعم أبحاثها العالمية وكذلك رسوم لموقف السيارات وتأجير المنشآت الجامعية أثناء عطلات نهاية الأسبوع والعطلات السنوية، ومصنع الألبان. إن جامعاتنا الأردنية بيئة خصبة وغنية بالأفكار والمشاريع الريادية التي تساعد الجامعة على الإنتاج والتطوير والتغيير ونشر المعرفة وتحقيق التنمية المستدامة وتحريك العجلة الاقتصادية وأن تكون مكتفية بذاتها ومستقلة استقلالاً تامًا.
مواضيع ذات صلة