عيون الأردنيين جميعا وتطلعاتهم تتجه إلى ما في باطن الأرض وتنتظر أن تبصر أعينهم على ما فيها لاستخراج خيراتها المدفونة، بعد الجهود الكبيرة التي بذلت في تحديد اماكن وجودها وبدأنا باستكشافها والتنقيب عنها لاستثمارها في بناء المستقبل الذي نطمح له ونستعد له بالخطط وبرؤية اقتصادية طموحة.
قطاع التعدين من القطاعات الواعدة التي تضمنتها الرؤية الاقتصادية لما لهذا القطاع من مساهمات في الناتج المحلي الاجمالي وقدرته على التشغيل والنمو والتصدير وتعزيز احتياطيات العملات الاجنبية، وهذا يجعلنا نتطلع لهذا القطاع من باب التفاؤل وخاصة بعد أن سارعت وزارة الطاقة الى البدء بتنفيذ الرؤية باعلان خارطة استكشافية لكثير من المعادن والثروات والغاز والنفط وطرحها للاستثمار، بالإضافة الى ما يردنا من بشائر من بئر السرحان عن احتمالية وجود النفط وبكميات جيدة قادرة على سد جزء من احتياجات المملكة من الطاقة مستقبلا.
خريطة الثروات المعدنية للخامات المعدنية المفتوحة للاستثمار والتي اعلنت عنها الوزارة ضمن خطتها التنفيذية لرؤية التحديث الاقتصادي تشمل 13 معدناً هي البازلت، البنتونايت، الطباشير، النحاس، الدياتومايت، الدولومايت، الفلدسبار، الذهب، الجبس، الكاولين، الفوسفات، الحجر الجيري النقي، رمال السليكا، وستمكن المستثمرين الراغبين في الاستثمار فيها بالحصول على المعلومات بطريقة سهلة ومبسطة وبطرق مختلفة، حيث يمكن تحديد موقع واحداثيات الخام المعدني وبحسب المحافظة التي توجد بها، بالاضافة الى ان الوزارة فتحت نافذة خاصة للاستثمار في الصخر الزيتي وللاستثمار في صناعة الاسمنت وغيرها من المواد الخام.
جذب الاستثمارات للقطاع ومواءمة التشريعات واللوائح التنظيمية مع المعايير الدولية، ومراجعة نظام الحوافز المالية، وإنشاء مشاريع الصناعات الوسطى والصناعات التحويلية الخاصة بالقطاع من اولويات الرؤية الاقتصادية، وذلك لرفع قدرته على التشغيل والتصدير ومساهمته في حجم الناتج المحلي الاجمالي خلال العشر سنوات المقبلة، اذ من المتوقع ان ترتفع مساهمة القطاع للناتج المحلي الاجمالي ليصل الى 2.1 مليار دينار مع حلول العام 2033، في حين تستهدف الرؤية تشغيل ما يقارب 27 الف عامل بدوام كامل مقارنة مع 9 آلاف عامل في القطاع حاليا ورفع صادرات القطاع لتصل الى 3.4 مليار دينار.
كثيرة هي الفرص المتاحة أمامنا وأمام اقتصادنا الوطني وتحديدا في هذا القطاع الواعد، وكانت تتطلب حسن التخطيط والتدبير وهذا ما اوجدته الرؤية الاقتصادية وما علينا سوى تنفيذها بارادة واصرار متفادين اخطاء الماضي ومتطلعين الى المستقبل بكل ثقة وطموح للبناء على ما تحقق، فالقادم اجمل للجميع وما علينا سوى التفاؤل بعيدا عن الاحباط والتشاؤم والعمل باخلاص وتفان وخاصة ان الفرص موجودة ومتاحة أمام اعيننا، وسنبقى محكومين بالأمل دائما بأن القادم افضل.
