كتاب

أين مقالك وأنت؟

استفسار يدخل السرور على النفس من خلال هاتف صديق عزيز ومتابع كريم لما تنشره الرأي لي عبر نوافذها المشرعة للحرية والتعبير بالتزام واعتدال وتنوع وانسجام مع المقالات والتي تتناول في مجملها هم الوطن وتطلع المواطن نحو المستقبل بأمل وثقة ورجاء.

حين يظهر المقال في الرأي تكون الفرصة الثمينة لإبداء ما يجول في الخاطر والبال وما تفرضه الأحداث المحلية والعربية والدولية من تطورات وما تفرضه من تفاعل وردود فعل، بل ما تظهره من حقائق ومعلومات واتجاهات.

قد يلفت النظر لدى شريحة واسعة لما تنشره الرأي للكتاب على صفحاتها وضمن رؤيتها ورسالتها الإعلامية والتي تعكس بالضرورة تنوع ما ينشر ويقرأ ويؤثر ويجد التجاوب على المستوى العام والخاص.

للحقيقة والأمانة فتقدير واحترام المسؤول عن المقالات الأستاذ رداد القرالة، له الفضل في المتابعة والتواصل والتشجيع للكتاب ومقالاتهم المنوعة وترتيب مواعيد النشر بشكل مهني واحترافي.

أتذكر بشوق البدايات في «الرأي» عندما كنا نودع المقال عند مأمور المقسم لسنوات ومن بعدها الصعود لمقابلة المحرر ورئيس التحرير والتعرف على اقسام الرأي والتشرف بمعرفة وصداقة العديد ممن سكنوا الرأي وعاشوا فيها، غادر بعضهم وما تزال الذاكرة تحمل لهم الفضل والكرم والطيب.

عادة أرسل للرأي أكثر من مقال، تنشر تباعاً، لتعبر عن العديد القضايا المحلية الداخلية وتلك الخارجية باعتدال ومحافظة على التوازن المنشود وعدم الحساب على جهة معينة أو موقف محدد مع أو ضد.

عندما يغيب الكاتب، يكون في تحضير مقال وقراءة كتاب والبحث عن مواضيع جديدة والتفاعل مع القضايا على أرض الواقع وانتظار النشر بذات الشوق من ثقة «الرأي» والتي تعني التقدير لمسيرة ورحلة الكتاب فيها ومن يتتابعون في مدرسة الرأي وظهور أسماء واقلام جديدة.

ما يميز تنوع ما ينشر في «الرأي»، هو حرص الكتاب على رسم لوحة متجانسة الأفكار للدفاع عن الأردن بما يستحق من حرص ومحبة وولاء وانتماء، ونشر الثقافة والفكر النير والتخصص في مجال كل كاتب من الاهتمام والعناية.

الأسبوع الماضي عدت للذكريات في «الرأي» وخصوصاً القسم الرياضي والذي كان يقع في نهاية الممر في المبنى القديم للرأي، عدت لترحاب العملاق نظمي السعيد رحمه الله وحديثه الطيب وصوته الجهوري ومروره المميز بين اقسام الرأي وطلبه مشروبه المفضل وفورا من البوفيه، وعدت إلى العناوين التي كان يبدعها رحمه الله والتي ما تزال تتصدر صفحات الرياضة وحتى الآن وكأن القارئ يتجول في رحاب صفحة أدبية بنكهة الرأي العطرة، سلام الله عليك يا استاذنا نظمي، وكذلك الأمر مع باقي وتفاصيل «الرأي» وحضورها الورقي المميز مع الصباح المبكر هدية من الوالد رحمه الله واسكنه فسيح جناته، منذ ذلك الوقت وأنا في الرأي مسكون البال والخاطر.

المقال والمسافة مع الأيام كافية للتفكر والتدبر والاجتهاد لمحاولة وأخرى تليق بالمستوى المطلوب للقراءة وتلقي صدى الكلمة والموقف والحوار بشأن يمكن الوصول إلى ما تقصده الكلمات والعبارات.

عندما يقترب الحرف من الحرف لكتابة المقال تظهر عمّان الغالية وحكايات الصبا في اللويبدة والدراسة في الجامعة الأردنية والعمل في سلك الدولة وجميع التفاصيل لكل مرحلة من مراحل تطور الأردن الحبيب.

أنا في «الرأي» وفي ثنايا المقال ولن أغيب سوى لحضور قادم على صفحات «الرأي» تماما مثل أول هتفت خلالها فرحاً: هانا ذا، وهذا مقالي في «الرأي».

fawazyan@hotmail.co.uk