كتاب

عندما يُقرع جرس المدرسة

«عندما يُقرع جرس المدرسة، ويجلس الطلبة في مقاعدهم، نكون قد أمسكنا بمستقبل هذه الأمة، وأصبح هذا العالم في أيدينا، وسيكون لكل ما نفعله تأثير ليس على الطلبة فحسب بل على كل من له صلة بهم» بهذه الكلمات يصف (وندي كوب) اليوم الأول في المدرسة، ويشير إلى ما يحوزه التعليم من قدرة على بناء المجتمعات، وامتداد تأثيره على كل تفاصيل حياة الأفراد فيها.

إن طبيعة ونوع الأحداث والممارسات التعليمية وما تحدثه من تغيير ليس مقصوراً على مساحة الغرفة الصفية بل يتعدى بفعله جدران المدرسة ويلقي بظلاله على مساحات الوطن، فمناخات الحرية والعدالة والمساواة التي يشيعها المعلمون في القاعات الصفية وفي ساحات المدرسة تكون واقعا في المجتمع الأكبر فيما بعد، كما أنَّ المحبة والقيم النبيلة والسلوكات المؤطرة بالأخلاق الحميدة تنتقل خارج أسوار المدرسة إلى الساحات والطرقات نهجاً لحياة الناس في تفاعلاتهم اليومية، وإن اكتساب الطلبة لمفاهيم العصر الجديد واندفاعهم بشغف كبير لتعلم العلوم?والمعارف سيكون نبتاً جديداً في أرض الوطن، وسيزهر مؤسسات جديدة، ومصانع حديثة وطرقات ممتدة، ومدنٍ مزدهرة.

عندما يُقرع جرس المدرسة، ويغادر الطلبة منازلهم في كل صباح، تخبئ الأمهات أحلامهن في حقائبهم الملونة، ويضع الأباء الأمنيات الجميلة في علبة ألوانهم، ويشمر المعلمون عن فكرهم وعقولهم ليبددوا الظلمة ويشعلوا مصابيح العلم والمعرفة في طريقهم، يحتضنون في قلوبهم وأفئدتهم مشاعر الحب والحنان التي يحيطونهم بها، ويغلفون بها الكلمات والعبارات في حواراتهم ودروسهم أثناء رحلة تعلمهم، يشكلون فكرهم وعقولهم، يهيئون لهم آفاقا ممتدة، ويرسمون لهم مستقبلا جميلاً واعداً بالخير والأمل.

فعندما يُقرع جرس المدرسة نزف ألف تحية وتحية لكل معلم ومعلمة، ولكل طالب وطالبة، ولكل أم وأب، لكم جميعاً محبتنا، ونقول لكم اننا نرقب منكم علماً وفكراً ورفعة لوطننا وأمتنا، ونرقب فيكم حلماً جديداً غضاً ينضج بعد حين ويكون لنا فرحاً وبهجة ومحبة.

Rsaaie.mohmed@gmail.com