إذا كانت وسائل التواصل الاجتماعي تعكس صورة حقيقية لمجتمعنا فإن ذلك يعني اننا لسنا بخير، فالاهتمام الأكبر والمتابعة الكثيفة تتم لادعياء ومدعيات الفن، من الذين لا يعتمدون على الموهبة ولا يقدمون ابداعا، فقد صار التسابق بالعري هو السائد بين مدعيات الفن من خلال صورهن حتى وهن على فراش النوم بل وفي الحمام، وصارت الكلمات الهابطة والاشارات الخادشة هي طريق ادعياء الفن، وصار تداول فضائح الجنسين وسيلتهما للانتشار والذيوع.
باختصار صارت الكثير من وسائل التواصل الاجتماعي تدغدغ غرائز الفرج عند شبابنا، وهذا خطر حقيقي علينا الانتباه له بل والتصدي له بحزم.
ومثلما تركز وسائل التواصل الاجتماعي على الفضائح، فانها تركز ربما بدرجة أكبر على الطعام، وكأن الذكور والإناث في مجتمعنا لا يتقنون الا الطهي، ولا هم لهم إلا ملء بطونهم، وهؤلاء الذين يتسابقون في عرض موائد طعامهم يفوتهم الكثير من خلق المرؤة، وتعاليم الدين التي اوصت بان لا تتسرب حتى رائحة طعام المنزل حتى لا يتحسر جاره، خاصة اذا كان من الفقراء، فكيف وقد صرنا نتسابق على نشر صور ما لذ وطاب من اطعمتنا، متناسين أننا نعيش في مجتمع صارت فيه مساحات الفقر والجوع تكبر يوما بعد يوم، الا تعتقدون معي ان ذلك كله قد يوحي باننا صرنا مجتمعا غير متكافل وغير رحيم؟
صورة قاتمة اخرى تنقلها وسائل التواصل الاجتماعي، تتمثل في استخدام الاطفال لتروج نكات سمجة ومقالب اسمج، دون أدنى مراعاة لحقوق الطفل وحمايته وعدم جواز استخدامه كوسيلة للترويج لنكتة أو سلعة او مقلب، الا يدخل ذلك في باب اغتيال الطفولة وتشويه براءتها؟
القراءة بمضامين وسائل التواصل الاجتماعي في بلدنا، تكشف الكثير من أمراضنا الاجتماعية، وأولها حجم النفاق المستشري، والذي يدفع أصحابه لتمجيد من لا مجد له، وثانيها حجم التجني الناجم عن الجهل المستشري في مجتمعنا، وهو الجهل الذي يجعل أصحابه يستسهلون اصدار الاحكام على الناس، ويجعلهم يذرفون بما لا يعرفون، حمى الله بلدنا منهم.