يهدف التعليم رفد المجتمع باحتياجاته من خلال منظومة متكاملة مترابطة وفق عملية متسلسلة تبدأ من المجتمع وتنتهي إليه؛ فيرفد المجتمع المؤسسات التربوية بفلذات أكباده لإعداد مواطن صالح محبٍ لوطنه معتزُ به منتمٍ إليه وإكسابهم المهارات والخبرات والمعارف اللازمة لنهضة المجتمع وتطويرها وتنمية العجلة الاقتصادية وتحقيق التنمية المستدامة وتطور البلاد وتحسين الوضع المعيشي للأفراد.
ولكن للأسف أصبح التعليم مطلبًا للجميع كحل للهروب من الواقع باللجوء إلى الدراسة لعدم توافر فرص عمل وانتشار البطالة ووأد الأفكار وبالتالي أصبح هناك خلل في العملية التربوية التي هي عبارة عن مدخلات وعمليات ومخرجات والتي وجدت لنهضة المجتمع وتلبية احتياجاته، إذ تسبب التوجه الكبير للتعليم دون توظيف مخرجاته بالشكل الملائم في فجوة كبيرة بين المدخلات والمخرجات للعملية التربوية وتراجع الكفاءة الداخلية والخارجية ومستوى وجودة مخرجات المنظومة التربوية وهذا ما كشف عنه وزير التعليم العالي والبحث العلمي وجيه عويس، عن وجود نحو 400 ألف عاطل عن العمل من حملة الدراسات العليا وانه لا بد من السعي الجاد والتخطيط الاستراتيجي لحل هذه الأزمة ومن ضمن المقترحات إلغاء برنامج الموازي في الجامعات مطروح الآن، ويتم البحث عن بديل له» مبيناً أن برنامج الموازي ساهم بزيادة أعداد الطلاب باتجاه الجامعات بشكل كبير.
فلا بد من توجيه طلبتنا الأعزاء والأخذ بيدهم للتوجه نحو التعليم التقني والمهني ورفع مكانته في المجتمع وانشاء مؤسسات تقنية ذكية معدة ومجهزة بأفضل التقنيات والمختبرات التي تحاكي الواقع لتدريبهم بما يتوافق مع احتياجات سوق العمل وإلغاء التخصصات التي تعاني من بطالة َواستحداث تخصصات تحاكي متطلبات واحتياجات العصر الذي نعيشه وسد الفجوة كبيرة بين العرض والطلب ومواءمة بين مخرجات التعليم العالي وحاجة السوق والاستفادة من تجارب الدول التي ارتكزت على التعليم ورأس المال الفكري كاقتصاد معرفي للتطوير والتحسين وحل المشكلات و?لأزمات الراهنة ودعم الأبحاث العلمية واستثمارها في اتخاذ القرارات الرشيدة لتحقيق ريادة وتنمية مستدامة واستثمار طاقات الشباب الذين هم وقود التقدم والتنمية وقوة المستقبل وخط الدفاع الأول والأخير إذ ان المجتمعات التي تحتوي على الشباب بنسبة كبيرة من الفئة الشابة هي مجتمعات قوية لأنهم الركيزة الأساسية لتقدم وبناء أي مجتمع، فعلينا دعم شبابنا واحتضانهم وتوجيههم لخدمة وطننا الحبيب واستبدال المواد النظرية بمواد وتخصصات علمية تطبيقية لمساعدة الشباب لتطوير أوضاعهم وفقًا للاحتياجات وبما يتطلبه سوق العمل خصوصًا الوظائف ?لتي تلائم العصر الرقمي والذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني والعالم الافتراضي. لكونهم العمود الفقري لإنماء البلدان والأساس لعملية التنمية و معاناة الشباب في الدول العربية بسبب غياب السياسات والاستراتيجيات التي تعمل على اكتشاف الطاقات الشبابية واستثمارها في تنمية المجتمعات.
مواضيع ذات صلة