لا فساد اكثر وطأة على اقتصادنا الوطني اليوم كما هو التهرب والتجنب الضريبي، واللذان يلجأ لهما العديد من مقدمي الخدمة من باب الفهلوة والتحايل على القانون وتجنبا لدفع مبالغ مستحقة عليهم لخزينة الدولة التي تعاني الامرين من جراء مثل هذه التصرفات، ما يستدعي من المستهلكين جميعا التضافر والتعاون مع دائرة الضريبة في حصر هؤلاء وتضييق الخناق عليهم من باب المسؤولية الوطنية والمجتمعية والاقتصادية تجاه الوطن، فالضرائب كما تعلمون جميعا تعود على المواطنين دائما سواء رواتب حكومية او خدمات صحية وتعليمية ومعونة للاسر العفيفة?وغيرها من النفقات الحكومية التي لابد منها ويحرمنا منها هؤلاء المتطفلون.
الجميع وفي كل يوم يدعون الى محاربة الفساد، وها هي الفرصة قد اتيحت للمشاركة في محاربة الفساد من قبل دائرة الضريبة التي وفرت لك منصة للمشاركة بكشف المتهربين الذين لا يألون جهدا في التحايل على القانون وحرمان الخزينة من اموال مستحقة عليهم وتقدر بمليارات الدنانير التي يصرفونها على البذخ والرفاهية بينما خزينة الدولة تئن في كل يوم من ارتفاع العجز وزيادة المديونية وضعف في القدرة على تقديم الخدمات العامة والمقدمة من قبلها للمواطنين.
أن احد اسباب ارتفاع العبء الضريبي على المواطنين والذي يصل حسب الدراسات بما نسبته 24% تسبب به هؤلاء المتهربون، والذين حان الوقت لمحاسبتهم والنيل منهم لتعظيم الايرادات الضريبية وصولا الى تخفيف العبء الضريبي على الجميع، فلا يعقل ان يدفع الفقير ومتوسطو الدخل الضريبة بينما يتهرب مقدم الخدمة من توريدها وذلك باللجوء الى كل الوسائل التي فيها يحققون مآربهم واهدافهم المسمومة والتي تزيدهم غناء وبذخا وترفا على حساب الجميع مواطنين وخزينة وخدمات مقدمة.
التهرب الضريبي في بعض القطاعات المهنية وصل الى ما يقارب 80% وبحجم يصل الى 1.5 مليار دينار تقريبا بحسب دراسات غير رسمية، ولكم ان تتخيلوا ان تذهب تلك المبالغ الى الخزينة وما سيكون مردودها على الخدمات المقدمة وكيف لها ان تقلل من حجم الاعباء على المستهلكين وستساهم في عدم فرض ضرائب مستقبلية على سلع اخرى قد تضطر الحكومات لها بسبب العجز الكبير في الموازنة، اي انه وباختصار هذا المبلغ يقارب حجم العجز المالي لموازنتنا ما يعني ايقاف المديونية وعدم الاضطرار لها.
ختاما، ان كنت معنيا في محاربة الفساد والمتهربين حقا والمحافظة على المال العام من الهدر وبشكل عملي بعيدا عن التنظير ما عليك سوى ان تحمل تطبيق «فواتيري» وان تدخل فواتيرك بشكل دوري والا تتلقى خدمة دون الحصول على فاتورتها والابلاغ عن من يمتنع عن تقديمها من مزودي الخدمة، وبهذا تكون قد شاركت في محاربة اخطر فساد عانت منه موازنتنا طيلة السنوات الماضية، فلتكن شريكا في محاربة التهرب.
