كتاب

تجار الموت

مؤشر خطير تكشفه حملات «المكافحة»، سواء في كميات حبوب المخدرات وكذلك في تجار هذه السموم والتي تفتك بالمجتمع وأفراده وخصوصاً من فئة الشباب، ولعل المرعب في الأمر سرعة انتشار المواد المخدرة في المجتمع من خلال تجار الموت.

الجهود المباركة ومن قبل الجهات الأمنية، تساهم في قطع دابر تلك المحاولات البائسة لتلويث المجتمع والتأثير السلبي على القيم السامية والعادات الطيبة والسلوك السوي في المجتمع، والمتاجرة في صحة وسلامة البشر.

القوة الرادعة لتجار وعملاء الموت، هي الوسيلة للقضاء والحد من انتشار هذه السموم، والكسب غير المشروع بأرواح الضحايا والأبرياء ومن مختلف الأعمار والفئات الاجتماعية، دون خوف ومهابة مهما بلغت سطوتهم وقوتهم وسلسلة تغلغلهم في المجتمع.

مؤلم انتشار المخدرات في مجتمع الأطفال، وبأشكال وأساليب، نتيجة لعوامل منوعة ومن أهمها التفكك الأسري وغياب الرقابة والتواصل والانسجام في الأسرة الواحدة وعلى امتداد لسنوات ليست بالقصيرة.

ظروف كثيرة ومعروفة تساعد تجار الموت، لبث السموم في المجتمع، ولكن صحوة المجتمع يجب أن تكون بالمرصاد، لحماية الشباب على وجه الخصوص ومنع تعرضهم لسموم الموت في أماكن تواجدهم وملتقياتهم وتجمعهم، بعيدا عن كنف الأسرة وهروبا من المشاكل والعقبات والأزمات.

اكتشاف أعداد كبيرة من الحبوب المخدرة والتي تصل إلى الملايين في حوزة تاجر من تجار الموت، والقبض على متورطين في التوزيع والمشاركة في الإيقاع بالضحايا، أمر خطير ومقلق ؛ ثمة من يقع في مصيدة الموت بسهولة للظروف الاجتماعية المحيطة به، ولكن ثمة من يتصدى لذلك بقوة وشدة ومنهم قوة مكافحة المخدرات والجمارك وأصحاب الضمائر الحية والخيرة في المجتمع والتي نعلق عليها الخير، ونترحم على من قضى منهم نحبه أثناء أداء الواجب الأمني والإنساني.

الشواهد عديدة لنمو وتسارع تدفق أدوات الموت والسم والسوء على الأردن والمجتمع، للقضاء عليه من باب الحسد والغيرة والطمع والاستهانة بمقدرات البلاد والعباد والتي كانت لها الجهات الأمنية بالمرصاد من خلال عمليات منع التسلل والدخول إلى الأردن ومن خلال تنفيذ عمليات بحث وتفتيش ومداهمات، للقبض على تجار المخدرات ومروجيها، والخارجين عن القانون.

هم تجار الموت علينا جميعاً الانتباه لوجودهم حولنا وفي مختلف مجالات الحياة وممن يتقنون زرع الإدمان في النفوس المريضة والمحبطة والأسر المفككة وفي العديد من حالات عدم التوازن النفسي ومن خلال المواقع المتاحة في فضاء الذباب الإلكتروني والترويج للأفكار الهدامة وثقافة السوء والشر.

لافت للنظر حجم الخطر الذي نتعرض له كمجتمع ودولة، وتقع ضمن دائرة اللؤم والخباثة والفساد والدمار الذي سوف يشمل جميع من يلعبون بالنار ويريدون الفتنة والدمار للمجتمع وقيمه الجميلة.

تجار الموت فئة تداهم الجميع وتحاول شتى السبل للالتفاف على المجتمع ودفع الإدمان إلى صفحة المعاناة اليومية والتحكم في مصير الفئات المصابة وضمان موتها بعد رحلة من العذاب والتعلق بالمخدرات.

معالجة الإدمان والجهات ذات العلاقة بمعالجة حالات الإدمان، نماذج وطنية مخلصة تقدم خدمة العلاج بسرية والدعم النفسي والمعنوي، وتحتاج من الأسر الانتباه قدر الإمكان للظروف المساعدة في نجاح تجار الموت في قنص الفريسة وإيقاعها في براثن الإدمان والموت دون شفقة ورحمة.

مكافحة تجار الموت تكون بالعناية الفائقة لما يدور في البيوت والأسر من تفاصيل وتواصل ورعاية بين أفرادها وما يمكن أن تؤثر فيه تفاصيل الإعلام المسموم من رسائل وفيديوهات ومقاطع فيديو عبر وسائل التواصل وما تفتك به وتبثه من سموم مساندة وفعالة كالمخدرات وأكثر من ذلك وأخطر.

علينا مكافحة تجار الموت والمفسدين بكل عناية واهتمام وقوة؛ لن يكون من طرفهم سوى الدمار.

fawazyan@hotmail.co.uk