كتاب

جماعة اللهم هجرة.. كفى احباطا

في الآونة الأخيرة كثرت الشعارات التي يحملها بعض من شبابنا ورجال أعمال تدعو إلى الهجرة والبحث عن موضع قدم لهم في الخارج وهذا حقهم فلا نكره هذا، غير اننا نتوسل إليهم بأن يهاجروا بصمت دونما زرع الإحباط فينا وبغيرهم من الشباب الذين لا يجدون في هذا الوطن إلا سبيلا للنجاح وعلى هذا الف دليل ودليل.

كثيرون هم الذين يتصيدون مثل هذه الدعوات ويحملون الدولة مسؤولية حالة الإحباط المصطنعة من قبل البعض والذين لا ينتظرون منها سوى وظائف ما عادت موجودة بينما يرفضون منها الانخراط في العمل المهني والحرفي الذي يدر عليهم الاف الدنانير، غير انهم يفضلون أن يهاجروا ليعملوا بها في بلاد المهجر على أن يعملوا بها في بلدهم، في مفارقة أقرب ما تكون انفصاما غير واقعي هدفه الأول الضغط على الدولة من قبل المستغلين للظروف الاقتصادية التي تؤثر على المملكة وتؤثر كذلك على غيرها من الدول التي يبحثون الهجرة إليها.

ومن هنا أود أن أضع امام دعاة الهجرة هؤلاء والذي نتمنى لهم التوفيق في هجرتهم بعض الحقائق وأبرزها، أن الآلاف لا بل مئات الالاف من الإخوة العرب والاجانب يدفعون الأموال والمبالغ الطائلة للوصول إلى المملكة والهجرة إليها لأنهم يعرفون مدى الفرص التي توفرها، بينما انتم ما زلتم تجهلونها ولا تعرفون قيمتها وتخجلون مما كان اباؤنا وأجدادنا يقومون به في فترة من الفترات ويعملون بها لأنهم كانوا يؤمنون بأن العمل عبادة ولا خجل بالعمل، ولكي تتذكروا هذا فلتسألوا عن الذين كانوا يقومون بكل اعمال الحرف والمهن والزراعة إبا? ستينيات وسبعينيات وثمانينيات القرن الماضي.

اسئلة كثيرة أود أن أتوجه بها إلى دعاة الهجرة المحبطين وليس جميعهم فالهجرة ليست عيبا وتصدير الكفاءات غاية نسعى وتسعى لها الدولة، غير ان البعض يستغلها في الحراك وبث التشاؤم وتسليط الضوء لكسب الشعبويات، ولعل أبرز هذه الأسئلة هي في حال قررتم الذهاب الى اي وجهة حاليا هل تشاهدون العالم من حولكم وهل ترون ماذا يحل بالمهاجرين في كل دول العالم ؟، وما هي الفرص التي تنتظركم بالخارج ولا تجدونها هنا ؟، ولماذا تقبلون أن تعملوا في مختلف الوظائف ان هاجرتم ولا تعملون بها في بلدكم وانتم تعلمون أن هناك 2.5 مليون عامل واف? يعملون بتلك المهن في المملكة ام أنكم لا ترونهم ولا تعلمون ماذا يجنون والأهم من هذا كله ما الذي يمنعكم من الهجرة بصمت دون بث تلك الرسائل المسمومة التي سرعان ما يلتقطها المتربصون دائما بالبلاد والعباد لغايات إفشال كافة الجهود التي نسعى إليها ؟.

بلدنا أمام فرص كثيرة وتحتاج شبابها وشاباتها لاقتناصها وتحويلها إلى حقائق يلمسها الجميع، وهذا لا يكون باللجوء إلى الوظائف الحكومية أو انتظارها بل التوجه سريعا للعمل في المهن والحرف والتي بدأ الكثير من اقرانكم باللجوء لها وها هم بدأوا يجنون ثمارها، فبادروا وستجدون في بلادكم منجم فرص لكن لمن يحسن استغلالها وليس لمن يهرب ويستسلم أمام اول منعطفات الحياة ولديه قناعات متكلسة تأبى مغادرة فكرة الوظيفة العامة، وللحديث بقية.