يشهد الأردن - كما دول العالم الأخرى- جوا أكثر حرارة عاما بعد عام، وهو أمر ناجم عن التغير المناخي الذي يعصف بالكوكب، نتيجة الانبعاثات الكربونية والأنشطة البشرية.
وفقا لمنظمة الصحة العالمية، فإنه بين عامي 2000 و 2016، زاد عدد الأشخاص المعرضين لموجات الحر بنحو 125 مليون شخص. في عام 2015 وحده، تعرض 175 مليون شخص إضافي لموجات حر مقارنة بمتوسط السنوات.
تقود موجات الحارة إلى مضاعفات مثل التشنجات الحرارية وضربة الشمس، والموت. في عام 2003 توفي حوالي 70 ألف شخص في أوروبا نتيجة موجة الحر.
مكافحة التغير المناخي هي مسألة دولية، تتطلب التزاما من الدول بتقليل الانبعاثات الكربونية وزيادة استخدام الطاقة النظيفة. ولكن هذا ليس موضوعنا. ما سنتكلم عنه هو ما يجب على المواطن الأردني الانتباه له واتباعه لتقليل خطر تعرضه لمشاكل صحية نتيجة موجات الحر، والتي يبدو من المعطيات الحالية أنها ستستمر في الازدياد خلال الأعوام القادمة.
الأفراد الأكثر عرضة لمخاطر موجات الحر هم الأطفال والمسنون والنساء الحوامل، والمصابون بأمراض مزمنة مثل أمراض القلب والأوعية الدموية والسكري وأمراض الكلى.
أولى النصائح لمكافحة تأثيرات الحر هي شرب كمية كافية من السوائل، هذا يشمل بشكل أساسي الماء والمشروبات الخالية من السكر. السوائل تعوض ما يفقده الجسم من ماء خلال الحر، كما أنها تساعد في تقيل خطر حصى الكلى، وهي مشكلة تزداد في فصل الصيف وفقا للمعطيات الطبية.
كمية الماء المطلوب شربها تتراوح حسب طبيعة الجسم والوزن والعمل، ولكن المعيار الأهم هو ليس كمية السوائل، ولكن لون البول. يجب ان يكون لون البول فاتحا، وهذا يعني ان الجسم رطب بشكل جيد.
أما إذا كان البول غامق اللون فهذا يعني أنه مركز، وأن الجسم لم يحصل على كمية كافية من الماء.
هناك عادات غير صحية شائعة، منها الإفراط في شرب القهوة والشاي بما يحتويان من كافيين، وأيضا تناول الحلويات، وهذه جميعها يوصى بتقليلها في الجو الحار.
توصي منظمة الصحة العالمية بالحفاظ على البيت باردا، من الناحية المثالية، يجب أن تظل درجة حرارة الغرفة أقل من 32 درجة مئوية أثناء النهار و 24 درجة مئوية أثناء الليل.
كما تنصح باستخدام هواء الليل لتبريد المنزل، عبر فتح جميع النوافذ والستائر أثناء الليل وفي الصباح الباكر عندما تكون درجة الحرارة الخارجية منخفضةـ طبعا إذا كان ذلك ممكنا.
استعمال الستائر وتعليق مناشف مبللة لتبريد هواء الغرفة من النصائح أيضا، بالإضافة لأخذ حمام بارد.
التغير المناخي وصل بالفعل، وعلينا كأفراد أن نكون مستعدين، وأن نحمي صحتنا من مخاطره.