أكثر من مرة ومن خلال الأحاديث والكلمات المنوعة لجلالة الملك عبد الله الثاني، أكد جلالته الدور المحوري للأردن في المنطقة وسط ظروف شائكة ومعقدة وضمن معطيات استراتيجية واضحة؛ تطرق جلالة الملك إلى المطلب الشرعي لتحقيق السلام العادل في المنطقة من خلال حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، وشدد على دور الوصاية الهاشمية في المحافظة على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس وعلى النهج الاشرافي المباشر والدعم المقدم للاشقاء في فلسطين والوقوف جنباً إلى جنب مع المساعي الدولية لتوفير الحماية للش?ب الفلسطيني، ونزع فتيل الصراع الدائر في المنطقة.
يجدد جلالة الملك عبد الله الثاني الدعوة وهذه المرة في مؤتمر جدة للتركيز ومن جديد على الدور المحوري للأردن في المنطقة ومن خلال الملفات الاستراتيجية الساخنة والشائكة في المنطقة وأهمها قاطبة ملف الأمن الغذائي وتوفير المحاصيل البديلة والاستراتيجيات المناسبة لتأمين سلالة جديدة من الزراعة البديلة والتكنولوجيا الحديثة وتطبيقاتها في الزراعة لمواجهة الطلب المتزايد على الغذاء جراء الحروب واللجوء والتشرد والقتال في أرجاء المعمورة.
التطرف والأرهاب والفوضى في التعامل مع المجموعات الخارجة عن القانون والأعراف والقيم السمحة والتي لطالما سماها جلالته بالخوارج وأشار إلى خطرها المتزايد في مناطق النزاع والصراع والتأثير السلبي على البيئة والمجتمعات وميزان القوى بشكل عام.
الملف الخاص باحترام سيادة الدول وخصوصيتها وعدم التدخل في شؤونها الداخلية والالتزام بحسن الجوار من جانب، والانتباه وحماية الجبهة الداخلية وتدعيم قدرة الأجهزة الأمنية ضمن سياسة شاملة وبمهنية عالية لمنع أي تهديدات عبر الحدود، ملف حرص الأردن على جعله أولوية قصوى لمواجهة التحديات الراهنة وليكون سدا منيعا أمام الأخطار الخارجية والداخلية على حد سواء.
شدد جلالة الملك وقبيل انعقاد مؤتمر جدة وزيارة الرئيس الأمريكي للمنطقة على الدور المحوري للأردن للتعاون والتنسيق ضمن شروط دقيقة وصريحة للدفاع المشترك ومن خلال الموقع الاستراتيجي للأردن في المنطقة وسط محيط من الجوار الملتهب وعلى مدار التوازن المنشود في كل من الدائرة الأقرب في سوريا، العراق، مصر، لبنان جنبا إلى جنب مع المحيط الخليجي والحفاظ على الاستقرار المنشود.
الملف النووري والتشعبات عنه في السياسة الدولية، ملف ساخن أكد جلالة الملك على ضرورة توجيه الانتباه نحو التوازن المنشود لدرء الخطر القادم من أي استفزاز وشحن على الجبهات الساخنة في العالم سواء من الجانب الإيراني والتهديد المترتب على إثارة الضغط على مناطق النفوذ الايراني في المنطقة وتوسع دائرة الخطر وتناميه في العراق ولبنان.
أبعد من ذلك كله، ركز جلالة الملك ومن خلال الدور المحوري في المنطقة وشدد على اتفاقيات التعاون والتنسيق الدولية التي تتمتع الأردن من خلالها بالدعم والمساندة الفني والمالي والعسكري، نظراً لما يمتاز به الدور الأردني من ثبات ومرونة وتفهم وانسجام مع الجميع من قادة ومؤسسات وجهات دولية.
خلال مؤتمر جدة يتضح الدور المحوري للأردن وبشكل مباشر في قيادة التوجه الجديد لمواجهة التحديات الراهنة واللاحقة لتثبيت فرص السلام ورغبة الشعوب في حياة مستقرة وآمنة وتحقيق ازدهار وتنمية شاملة ورفاه اجتماعي.
لا يغيب عن البال الدور الإقليمي المحوري للأردن في توجيه لغة الاعتدال إلى العالم ولفت الانتباه نحو ترشيد المواقف والعواطف إلى درجات من العقلانية والمهنية في التعامل الذكي والاستراتيجي لحل العديد من المشاكل المرتبطة بملفات الطاقة، المياه، الكهرباء والتعاون الإقليمي وبما ينعكس إيجابيا على الدول والشعوب وبتوافق مع قضايا الأمن والتنمية الشاملة.
مشاركة جلالة الملك في قمة جدة سوف تجدد الدعوة لمفهوم الأمن الإقليمي الشامل وتعزيز التعاون المشترك والدفاع الراسخ عن الحقوق المشروعة وتوفير فرص السلام وتأمين الحماية وتوحيد المواقف واستشراف المستقبل بعزم وتصميم وليس بخوف وتخوف.
بين إعلان القدس ومؤتمر جدة، سيكون للأردن الدور الهام في المنطقة نظرا لما يمتع به من رؤية واضحة وثبات والقدرة على التفاوض والحوار والتعاون والتنسيق، سيكون الأردن في الطليعة في إقليم صعب وشائك.
